هفوة محافظ بغداد عن “جماعتنا وجماعتهم ” تهز العراقيين!

 هفوة محافظ بغداد عن “جماعتنا وجماعتهم ” تهز العراقيين!

كتب عبد الجبار العتابي:  يبحث الشارع العراقي عن تفسير للجملة التي قالها محافظ بغداد اثناء تفقده لبيوت سقطت عليها قنبلة من طائرة سوخوس حربية اثر خلل فني في منطقة النعيرية ببغداد حين وصف الطيار بأنه (سيّد ومن جماعتنا) في اشارة الى شيعيته.
فقد اعرب عراقيون عن دهشتهم واستغرابهم للتصريح الذي ادلى به محافظ ‫بغداد من التيار الصدري علي التميمي اثناء تفقده المكان الذي سقطت فيه قنبلة على عدد من البيوت في منطقة النعيرية ببغداد ما ادى لمقتل عدد من ساكنيها والذي قال فيه (الارواح تعوض والمنازل تعوض والطيار سيد من جماعتنا)، مشيرين الى ان النعبير لم يخنه بقدر ما صدر كلامه عفويا تأكيدا لروح المحاصصة التي تتسيد العراق حاليا فيما اشار البعض الى ان المحافظ كان يقصد  تطييب الخواطر وتهدئة وطمأنة الاخرين ان الحادث لم يكن مقصودا وهو يصف طيار النعيرية بـ (سيد ومن جماعتنا)، لكن البعض وجد ان التصريح في غاية الخطورة وانه هزّ العراق كله من حيث لم يقدّر المحافظ خطورة قوله (سيّد ومن جماعتنا).
ويطلق العراقيون لقب السادة على من يقولون انهم من ذرية اهل بيت النبي محمد ويجلون لهم تقديرا واحتراما لنسبهم “الشريف” كما يعتقدون.
 يذكر ان قنبلة من طائرة حربية عراقية نوع سوخوي سقطت على ثلاثة منازل في منطقة النعيرية شرقي العاصمة بغداد اثر خلل فني في الطائرة التي كانت عائدة من عمليات قصف لمواقع تنظيم داعش فعلقت  احدى القنابل نتيجة لخلل فني واثناء عودتها الى قاعدتها سقطت على المنازل مما تسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية.

كلمة عفوية
   فقد اكد محمود المفرجي ، محامي، ان التعبير لم يخن المحافظ بل جاء كلامه عفويا، وقال : لا اعرف كيف استساغ المحافظ الكلمة وقالها بهذه البساطة، فقد استغربت جدا عندما سمعته يقولها ، فلا اعرف بالضبط ماذا يقصد ،هل ان الطيار  (سيد) ولا يجوز لاحد ان يشكك فيه او يتهمه بالفعل العمد ،وهل ان الضحايا سيذهب دمهم هدرا اذا ما كان الطيار سيدا ؟
واضاف :لا اعتقد ان التعبير خان المحافظ بقدر ما جاءت كلمته عفوية للتأكيد ان المحاصصة ما زالت تمزق البلد ، فهذا من جماعته وذاك ليس من جماعته ،وهو امر مؤسف حقيقة لان على المسؤول ان ينظر الى الجميع على انهم منه وله .

لايجيدون التصريحات المباشرة
اما الكاتب اياد الزاملي  رئيس تحرير صحيفة كتابات الالكترونية ، فقد اشار الى سوء المستوى الثقافي للمسؤولين العراقيين ،وقال : كثير من المسؤولين العراقيين لايجيدون التصريحات المباشرة على الهواء لأنها ببساطة تفضح مستواهم الثقافي وفقر لغتهم في التعبير لذا نجدهم يرتجلون دون ان يدققوا في معاني ما يصرحون به وكأن الذي يسمعهم فقط هم بسطاء الناس ولايدركون ان من يسمعهم ايضا غير هؤلاء فنجدهم يتعرضون الى السخرية والتهكم في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع العراقي ايضا .
 واضاف:  تصريح محافظ بغداد الاخير الذي يصف فيه الطيار الفاشل الذي اسقط صاروخا على ابناء بلده مدافعا عن نوايا الطيار هذا بانه (سيد ومن جماعتنه) وكيف تعرض الي عاصفة من الانتقادات من قبل الكثيرين وبدلا من ان يعالج تصريحه هذا او يعتذر منها راح وكتب على صفحته الشخصية على الفيسبوك واصفا الذين تهكموا عليه او انتقدوه بالهمج والرعاع ! .. هذا هو للأسف المستوى الثقافي واللغوي للمسؤولين العراقيين .. نقول لهذا المحافظ ولغيره سيما الذين لايجيدون التصريحات السليمة المباشرة ان يلتزموا الصمت ويتركوا هذا الى مكاتبهم الاعلامية المبتلاة بهم ..

لا لوم عليه
اما سعاد مهدي، موظفة، فقد اكدت انها تجد الامر عاديا لان الواقع العراقي هكذا، وقالت : طبيعة المشاكل في العراق تحتم عدم وجود ثقة بين الاطراف السياسية وليس بين المواطنين الاعتياديين ، فأية حادثة تقع ما يشار الى الطرف الاخر بارتكابها وهذا امر مفروغ منه وعشناه طوال السنوات الماضية ، لذلك يظل الظن سيد المواقف ، ولهذا جاءت مقولة محافظ بغداد لطمأنة الاخرين ان الحادث غير متعمد وليس كالسيارة المفخخة التي تفجر في مناطق هذه الطائفة او تلك.
واضاف: لا يلام المحافظ لان هذا هو الواقع المزري الذي ارتضيناه وهذه ثقافتهم التي وجدوا عليها السابقون لهم واتمنى ان تتم مناقشة هذا التصريح من اجل اعادة صياغة سياسة البلد عسى ان نتفادى مثل هذه التصريحات المقززة .

فقدان للثقة
 من جانبه قال حسين الرشيد ،طالب دراسات عليا، ان السبب يكمن في عدم وجود الثقة، وقال : محافظ بغداد عند زيارته لمكان الحادث يقسم للناس ان الطيار سيد ومن جماعتنا … ترى ماذا سيحدث لو كان الخطأ قد حصل من طيار من الرمادي او الموصل وليس من جماعة الضحايا.. وكيف سيكون رد الفعل لو سقطت القنبلة في الكاظمية وعلى مقربة من ضريح الامام الكاظم لاسمح الله ، فتخيل لو كان الطيار الذي القى صاروخه بالخطأ على حي سكني من الطائفة السنية كيف ستكون ردة فعل محافظ بغداد الذي قال عن هذا الطيار انه ” سيد ومن جماعتنا” ما يعني انه لا جناح على الطيار فهو بريء من القصد وما حصل هو خلل فني بحت .
 واضاف: اعتقد ان هذا يؤكد عدم وجود ثقة بين الطوائف وكل طائفة تنظر الى الاخرى بعين الشك والحذر والخوف من الاخر وما صدر من المحافظ هو الحقيقة فلو ان الصاروخ سقط على بيوت في مدينة من الطائفة الاخرى لتم اتهام الطيار بالتعمد .

كيف تعوض الأرواح؟
الى ذلك استغرب علي حسين مدير تحرير جريدة المدى تصريح المحافظ ، وقال انه أثار حفيظة الكثير ممن يتابعون تصريحاته ، حين قال امس عن الطيار الذي اطلق الصاروخ بالخطأ على منطقة النعيرية “إنه سيد من جماعتنا” وفاته ان يخبرنا هل باقي الطيارين ممن يعملون ليل نهار في الحرب ضد داعش هم ليسوا “من جماعتنا”؟ فاته ايضا أن يقول لنا كيف يمكن ان تعوض الأرواح؟ هذه مسألة سأشكره عليها مرة ومرتين.
واضاف:  يجب ان اكتب شاكرا للسيد اللمحافظ ملاحظته القيمة في تقسيم الشعب الى ” جماعتنا” و ” جماعتهم ” .

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة