هشتاغ “TAMAM” .. هل يهدد عرش “إردوغان” ويؤثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية ؟

هشتاغ “TAMAM” .. هل يهدد عرش “إردوغان” ويؤثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ردًا على قوله؛ بأنه “مستعد لذلك”، يواجه الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، معارضة سياسية قوية تأخذ زمام المبادرة لتحديه، من خلال حملة، “تمام”، (TAMAM#)، التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة نحو مليون شخص، لتدعوه للرحيل.

وكانت المعارضة التركية قد طرحت سؤالاً على “إردوغان”، عبر وسائل الإعلام، عما إذا كان مستعدًا للرحيل “في حال طلب منه الشعب ذلك ؟”.. ليرد الرئيس بأنه: “سيفعل في حال قال الشعب تمام”، وهي بمعنى، “كفى”، في إشارة إلى ضرورة رحيله.

“إردوغان” قال لأعضاء “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في أنقرة، خلال خطاب ألقاه قبل نحو 7 أسابيع من إجراء انتخابات مبكرة: “إذا قال شعبنا في يوم من الأيام (تمام)، فعندئذ فقط سوف أتنحى”.

وردًا على تصريحات “إردوغان”، إنطلقت التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة (تويتر)، بوسم (#تمام)، لتصل في غضون ساعات إلى نحو 900 ألف تغريدة، وتصبح من التغريدات الأكثر تداولاً عالميًا.

وفي المقابل، حاول داعمو “إردوغان” أن يطلقوا وسم، “دوام”، (#davam)، لدعوة الرئيس للبقاء في منصبه، إلا أن هناك فرقًا كبيرًا في عدد التغريدات، إذ لم يصل وسم، “دوام”، إلى 200 ألف.

خروج المتظاهرين إلى شوارع تركيا..

يبدو أن المنخرطين في الحملة، التي إنتقلت من العالم الإفتراضي إلى الواقع، إستعجلوا نتائج الانتخابات المبكرة، التي دعا إليها “إردوغان”، وخرجوا إلى شوارع تركيا لرفع كلمة (تمام) في وجه سلطان أنقرة الجديد.

وواجهت السلطات التركية شبانًا في اسطنبول رفعوا شعار الحملة، وتجمهروا حول مجسم مضيء لكلمة (تمام)، واعتقلت بعضهم، قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق.

ورفع ناشطون آخرون لافتة كبيرة، أمام مبنى إحدى البلديات، كتب عليها بخط عريض (تمام)، موجهة إلى الرئيس التركي لتعجيل تنحيه عن السلطة، وإفساح المجال لغيره.

وصفهم بأبطال لوحة المفاتيح..

ورغم أن الحكومة التركية قللت من شأن الحملة، ووصف المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” الحاكم؛ القائمين عليها بـ”أبطال لوحة المفاتيح”، إلا أن الطريقة غير المسبوقة أوجعت، فيما يبدو، أنصار “إردوغان”، الذي تراجعت شعبيته بسبب تضييقه على الحريات الذي تضاعف منذ حملة التطهير التي أعقبت محاولة الانقلاب الفاشلة العام 2016.

تهديد بتلقي الصفعة العثمانية..

قال وزير الخارجية التركي، “مولود جاووش أوغلو”، تعليقًا على حملة (تمام)، أنه لا يجوز أن تقال لـ”إردوغان”؛ لأنه بدأ مشوارًا سياسيًا، “بل الكفاية لمن يطالب الكفاية”، على حد تعبيره.

وهدد “جاووش أوغلو” من نشر هشتاغ، (تمام)، أي “كفى”، بأنهم سيتلقون “الصفعة العثمانية” مرة أخرى عندما يفوز الرئيس “إردوغان” و”حزب العدالة والتنمية” في الانتخابات القادمة.

ووصف وزير الخارجية التركي، الانتخابات القادمة، بأنها حرب بين التنظيمات الإرهابية والحكومة التي تتصدى منذ 16 عامًا لأعداء تركيا.

جدير بالذكر؛ أن شبكات التواصل الاجتماعي فى تركيا باتت المنفذ الوحيد للأتراك للتعبير عن معارضتهم لـ”إردوغان”، بعد حملة قمع غير مسبوقة، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، ضد وسائل الإعلام في البلاد.

“إردوغان” يتجاهل الأمر بالوقوف بجانب إيران..

رغم كل ذلك؛ قرر “إردوغان” أن يتجاهل تلك المشكلات ويخرج بتصريحات لدعم “إيران”، “الحليف المضاد”.

وتتسم العلاقات بين “تركيا” و”إيران” بالتذبذب، ففي الوقت الذي أمضى “إردوغان” سنوات يهاجم “إيران” وسياساتها المزعزعة لاستقرار المنطقة؛ والتي تسببت في مقتل مئات آلاف المدنيين في “سوريا”، عاد في الآونة الأخيرة ليتقرب منها و”يبحث عن حل للأزمة السورية معها” في الظاهر، ولكنه يسعى في الواقع، وفق مراقبين، لتقاسم الحصص في “سوريا”.

وقد انتقد الرئيس التركي، قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الإنسحاب من الاتفاق النووي مع “إيران”، معتبرًا أن الولايات المتحدة “هي التي ستخسر جراء ذلك”.

وقال “إردوغان”: “الولايات المتحدة ستكون الخاسرة؛ إذا لم تلتزم باتفاق وقعته، (…)، لا يمكنكم الإنسحاب من اتفاقيات دولية عندما يحلو لكم الأمر”.

كما كتب المتحدث باسم الرئاسة التركية، “إبراهيم كالين”، على (تويتر)؛ إن “الإنسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي هو قرار سيتسبب بعدم الاستقرار وبنزاعات جديدة”.

محاولة لتسليط الضوء على أزمات خارجية للتهرب من قضايا داخلية..

يتعرض “إردوغان” لأزمات سياسية واقتصادية في الوقت الحالي، أخرها ما تتعرض له “الليرة” التركية لخسائر كبيرة، مع هبوطها إلى مستويات قياسية، ووصولها إلى ما دون 4.35 أمام “الدولار” الأميركي.

وبدلاً من أن يخرج “إردوغان” بخطاب لمواجهة الشعب الذي طالبه بالرحيل، للتطرق لتلك الأزمات، أو لخوض مناقشة سياسية مع خصومه في الانتخابات المقبلة، اختار الرئيس التركي أن يوجه خطابه لدعم “إيران” ومهاجمة السياسات الأميركية، في محاولة لتسليط الضوء على أزمات خارجية والتهرب من قضايا داخلية.

رؤساء الأحزاب يشاركون في نشر الـ”هاشتاغ”..

زعماء الأحزاب المعارضة شاركوا بدورهم في رفع “هاشتاغ”، (كفى)، حيث نشرت زعيمة “حزب الصالح”، “ميرال أكشينير”، تغريدة ترويجية لحملة (كفى)؛ جاء فيها: “تمام تركيا ستكون أفضل مما هي عليها”.

ونشر مرشح “حزب الشعب الجمهوري” للانتخابات الرئاسية، “محرم إنغه”، تغريدة كتب فيها: “تمام.. الوقت إنتهى”، في الوقت الذي نشر فيه، “كمال كليغدار أوغلو”، تغريدة جاء فيها: “هذا الأمر في الـ 24 من حزيران/يوليو سيكون (تمامًا) أي بمعنى قد تمّ”، في إشارة منه إلى أنّ رئاسة “إردوغان” ستنتهي.

لم تقتصر الحملة، التي أطلقتها الأحزاب السياسية المعارضة، على تركيا فحسب، وإنّما إمتدت لتشمل أحزاب سياسية ألمانية أيضًا، حيث نشر “بودو راميلو”، رئيس حزب يساري ألماني، تغريدة كتب فيها كلمة: (كفى) – “تمام” – 39 مرة.

المواجهة في صناديق الاقتراع..

ورد المتحدث باسم “العدالة والتنمية”، “ماهر أونال”، في معرض تعقيبه على الحملة التي وجّهت ضد “إردوغان”: “المواجهة الحقيقة ليست على تويتر، وإنّما في صناديق الاقتراع في تاريخ 25 حزيران”.

إدارة “تويتر” دعمت الحملة..

من جهة أخرى؛ أشار محللون وخبراء إلى أنّ إدارة (تويتر) دعمت، هاشتاغ (كفى)، الذي أطلقته المعارضة، وذلك ما أكّده المدير العام لصحيفة (أكشام)، حيث قال: “إنّ إدارة تويتر التي لعبت دورًا في أحداث، (غزي بارك)، الشهيرة، تلعب دورها أيضًا قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 من حزيران/يوليو، يظنون أنّهم عندما يحذفون هاشتاغ (استمر)، DEVAM، أنّ كل شيء في تركيا سيكون “تمامًا” أي على ما يرام، ألم تُدركوا بعد أن تركيا التي تكيدون لها لم تعد بتركيا القديمة”.

النائب في البرلمان التركي عن “حزب العدالة والتنمية” ورئيس اللجنة الدستورية في البرلمان، “مصطفى شينتوب”، انتقد إدارة (توتير) بقوله: “عندما تلجأ إدارة تويتر إلى الحيلة وتحذف، هاشتاغ DEVAM، هل تظن بذلك أنّها فازت ؟”.

“عبدالله تشيفجي”، الخبير السياسي والإستراتيجي، لفت في تغريدة له؛ إلى أنّ إدارة (تويتر) لا تحذف وسمًا من دون أسباب، مؤكدًا على أنّ (تويتر) لها قوانينها الخاصة، والخبراء – ساخرًا – قد يوقعون الوسم في تسلل القوانين، مضيفًا: “بمعنى آخر خبرة الفريق وعلمه في هذا المجال يكون جليًا في مثل هذه المواقف”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة