وكالات – كتابات :
أكد الخبير الأمني، “صباح العكيلي”, اليوم الإثنين, هروب ستة عناصر بتنظيم (داعش) الإجرامي، من مخيم (الجدعة)، جنوبي “الموصل”، إلى داخل المدينة, متسائلاً من هو المسؤول عن تسهيل هروب هؤلاء.
وقال “العكيلي”؛ في تصريح صحافي؛ أنه: “سبق وأن حذرنا من نقل أسر الدواعش من مخيم (الهول) إلى مخيم (الجدعة)، جنوب الموصل، خاصة وأن طبيعة المنطقة تشهد بين مدة وأخرى خروقات أمنية”.
وأضاف أن: “إجراءات الحكومة مازالت ضعيفة, كذلك متابعة لجنة الأمن والدفاع بشأن مخيمات أسر الدواعش لوزارة الهجرة والمهجرين، ليست بالمستوى المطلوب”.
وأوضح “العكيلي”، أن: “هناك معلومات مؤكدة أشارت إلى هروب ستة أشخاص من أسر الدواعش، من معسكر (الجدعة) إلى داخل مدينة الموصل، ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليهم لحد الآن”, متسائلاً: “من هو المسؤول عن تسهيل هروب هؤلاء”.
وكانت صحيفة (ميدل إيست آي) البريطانية؛ حذرت في وقت سابق، من عودة عوائل الدواعش من مخيم (الهول) في “سوريا”، واصفة عودتهم إلى مدينة “الموصل”: بـ”القنبلة الموقوتة”.
قوة أميركية تشارك في اعتقال “مصلح”..
كما أكد النائب عن كتلة (صادقون) النيابية، “عبدالأمير الدبي”، الإثنين، وجود مخطط أميركي لإعادة العناصر الداعشية إلى “العراق” بالتزامن مع اعتقال قائد عمليات الأنبار لـ (الحشد الشعبي)، “قاسم مصلح”، مبينًا أن مشاركة قوة أميركية في اعتقال “مصلح”، وصمة عار على الحكومة.
وقال “الدبي”، لوسائل إعلام عراقية؛ أن: “السرية التامة في عمليات نقل العناصر الداعشية، من سوريا، باتجاه العراق، يُثير أكثر من ألف علامة استفهام واستغراب؛ أبرزها ما جدوى تلك العملية، ولماذا التكتم حولها ومن تفاوض مع الجانب الأميركي والكُردي على نقلهم وغيرها”.
وأضاف أن: “قوات الحشد على الحدود (السورية-العراقية) مستهدفة بشكل مستمر، من قبل الجانب الأميركي، لإفراغ الحدود من التواجد الأمني العراقي وإعادة الناشط الداعشي فيها، وأن اعتقال مصلح، هو جزء من المخطط الأميركي”.
وأوضح “الدبي”، أن: “مصلح؛ يُعد من أبرز قادة القوات المسلحة؛ كيف يمكن للقائد العام للقوات، مصطفى الكاظمي، بالاستعانة بقوات أميركية لاعتقال أحد قادته الأمنيين ؟”، مبينًا أن: “تلك الخطوة تُعد وصمة عار بحق حكومة الكاظمي”.
وكانت عضو مجلس النواب السابق، “فيان دخيل”، قد حذرت، في وقت سابق؛ من قيام تنظيم (داعش) الإجرامي بالهجوم على مخيم (الجدعة)، بمحافظة “نينوى”، لتحرير عوائل الدواعش الذين قدموا من مخيم (الهول)، مؤكدة وجود “دواعش” في مخيم (الهول).
مخيم “الجدعة” محطة تأهيل..
لم تمر سوى ساعات على وصول قافلة مخيم (الهول) السوري؛ وهي تحمل نحو 100 عائلة من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي، لتحط رحالها في مخيم (الجدعة)، بمحافظة “نينوى”، حتى خرجت أخبار تفيد بتسرب عدد من العائلات من المخيم، وفق بيان للنائبة السابقة، “فيان دخيل”، غير أن للحكومة رأي آخر؛ بشأن وجود هذه العائلات.
وأبلغ مصدر أمني في محافظة “نينوى”، وسائل إعلام محلية الثلاثاء الماضي؛ أن القافلة المكونة من 10 حافلات؛ دخلت إلى مخيم (الجدعة)، جنوب “الموصل”، وبدأت الجهة المسؤولة عن إدارة المخيم بتوزيع العائلات على الخيم المعدة مسبقًا، في مخيم (الجدعة)، الذي تُشرف عليه منظمة ( IOM)، وتموّل احتياجاته مع “وزارة الهجرة والمهجرين”.
ونشرت مواقع عراقية معلومات، من مصادر مسؤولة عن هذا الملف؛ تؤكد أن مخيم (الجدعة) ليس مخيمًا بالدرجة الأساس، أي أن العوائل ستبقى فيه إلى إشعار آخر، إنما هو أشبه بمحطة إعادة تأهيل بعض هذه العوائل التي من الممكن دمجها في المجتمع مرة أخرى؛ بعد التأكد من أنها لا تحمل الفكر المتطرف.
وفي غضون ذلك؛ يقول مصدر مطلع في دائرة الهجرة والمهجرين؛ أن باقي العوائل الموجود في مخيم (الهول) يصل عدد أفرادها إلى 30 ألفًا.
قواعد بيانات كاملة..
فيما كشف مصدر أمني؛ عن لجنة أمنية مشتركة من جميع أجهزة الدولة الأمنية؛ منها: الأمن الوطني والاستخبارات والمخابرات والاستخبارات العسكرية؛ لديها قاعدة بيانات كاملة وتدقق أسماء كل وجبة سيتم نقلها حتى تحدد من هم الأفراد المنتمين من عوائلها إلى (داعش)، بالإضافة إلى البحث فيما إذا كان هنالك بين النساء عليهن مؤشرات أمنية؛ وفي حال ظهرت هذه المؤشرات يكون مصيرهن السجن وليس المخيم ويقدمن للمحاكمة.
أما عن المخاوف؛ يوضح المصدر؛ أن: “الأجهزة الأمنية متواجدة في المحافظة، (نينوى)، تكمن مخاوفها حول عمل التنظيم مجددًا على استغلال هذه العوائل وأطفالها وإنتاج جيل ثالث من الإرهاب بعد (القاعدة) وأخواتها و(داعش)، وفي حال أصرت الحكومة العراقية على دمج هذه العوائل في المجتمع مرة أخرى وأعتقد أن هذا الأمر لا مفر منه، فسيكون على عاتق الأجهزة الأمنية مهمة كبيرة، وهي متابعة هذه العوائل التي ستذوب كذوبان الثلج في المجتمع.
قنبلة موقوتة..
وفي إطار الحديث عن الرفض المجتمعي، قال الناشط السياسي، “سعد الوزان”؛ نحن اليوم أمام مرحلة مصيرية مع الإرهاب، وعلى الحكومة العراقية توفير ظروف ملائمة والعمل بجدية على منع الخلايا النائمة من استغلال هذه العوائل مرة أخرى؛ ويجب أن تجد الحكومة العراقية إلى حقيقة لإعادة تأهيل من يمكن تأهيلهم والتحفظ على من تأثروا بهذا الفكر المتطرف، فهؤلاء قنابل موقوتة وأي خطأ في التعامل مع القنبلة ستكون نتائجه كارثية.
إلى ذلك؛ يتساءل النائب عن محافظة نينوى، “شيروان الدوبرداني”، عن كيفية: “نقل هذه العوائل دون وجود آلية واضحة لتحديد مصيرها؛ هل ستبقى هذه العوائل في مخيمات ويظهر لنا جيل متطرف بعد عام أو إثنين أم سيتم دمجهم في المجتمع ؟، وهنا يكون الخطر الأكبر، وقد يكونون نواة جديدة فيما إذا نجح التنظيم باستغلالهم مرة أخرى، وخصوصًا ممن ما تزال لديهم القناعات الكاملة بالفكر المتشدد”.
وقال: “اليوم بات هذا الأمر واقع، وقد فرضته الحكومة العراقية؛ دون أي آليات واضحة، وهذا ما دعانا للقلق والرفض لنقل العوائل وإنشاء نسخة من مخيم (الهول)، بنسخة عراقية”.
دفعات جديدة..
وكشف “الدوبرداني”، في حديثه عن: “وجبة أخرى ستصل، خلال هذه الأيام، وقد وصلت الحافلات إلى الأراضي السورية، منذ يومين، لنقل الوجبة الجديدة، والتي يصل عددها إلى 97 عائلة”.
ولفت إلى أن: “الحكومة العراقية مستمرة بنقل العوائل في وجبات متتالية، حتى يصل العدد إلى 500 عائلة في المرحلة الأولى”، مشيرًا إلى أن: “هذه العوائل تم استحصال الموافقات الرسمية لنقلها إلى العراق”.
وكان محافظ نينوى، “نجم الجبوري”، قد قال في مؤتمر صحافي سابق؛ إن هذه الوجبة من العوائل هي ليست من عوائل عناصر (داعش)، إنما كانت عوائل قد هاجرت إلى الأراضي السورية بسبب الحرب وانتهى بها المطاف في مخيم (الهول).