26 أبريل، 2024 9:33 ص
Search
Close this search box.

هدية ذكرى الـ 40 للثورة الإسلامية .. “اینستکس” طوق نجاة أوروبي للنظام الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بينما اُتهمت “الجمهورية الإيرانية”، مؤخرًا، بمحاولة تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية والجاسوسية في الدول الأوروبية، يتساءل الإيرانيون عن أهداف أوروبا من الحديث عن إطلاق “قناة مالية أوروبية خاصة للتجارة مع إيران”، المعروفة اختصارًا باسم (اینستکس-INSTEX) !.. هل السبب هو المصلحة ؟.. أم هو الهدف الذي عبر عنه “هايكو ماس”، وزير الخارجية الألماني، بقوله: “المحافظة على الاتفاق النووي، والحيلولة دون سعي إيران لتخصيب (اليورانيوم) لأغراض عسكرية مجددًا” ؟.. أو هو تحفيز “الجمهورية الإيرانية” للقبول بالشروط الأميركية لإنهاء العقوبات ؟.. بحسب ما نشر في صحيفة (كيهان لندن) المعارضة.

بين مطرقة “ترامب” وسندان أوروبا..

ومن المنظور المتفاءل؛ توضح تصريحات، “هايكو ماس”، بجلاء أسباب إطلاق (اینستکس)، وكان قد صرح قبل يومين: “لن تكون المعاملات المدعومة في إطار هذه الآلية، مشمولة بالعقوبات الأميركية”.

وأضاف، في اجتماع وزارء خارجية “الاتحاد الأوروبي”، بـ”بوخارست”: “إطلاق شركة للتعامل مع إيران؛ هو خطوة مهمة للمحافظة على الاتفاق النووي مع طهران، بحيث تستطيع الدول الأوروبية تنفيذ تعهداتها في إطار هذا الاتفاق. وهذا هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يحول دون عودة إيران لتخصيب (اليورانيوم) لأهداف عسكرية”..

لكن لو نعود إلى الزيارات الدبلوماسية، خلال الأسابيع التي سبقت انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي”، فسوف تفتح أمامنا قنوات أخرى. إذ شهدت هذه الفترة، توافد “آنغلا ميركل”، رئيس وزراء “ألمانيا”، و”إيمانويل ماكرون”، رئيس “فرنسا”؛ وعدد آخر من القيادات الأوروبية رفيعة المستوى، الواحد تلو الآخر على “البيت الأبيض”، للقاء “دونالد ترامب”، والتفاوض خلف الأبواب المغلقة.

حينها كتبت الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية أن محور هذه المفاوضات أنصب على تقسيم الأدوار تجاه “الجمهورية الإيرانية”.

بعبارة أخرى؛ سعى “ترامب” لإقناع الحلفاء الأوروبيين بأن “الجمهورية الإيرانية” لا تعرف سوى لغة القوة. ومن ثم يتعين على “أميركا” تكثيف الضغوط  الاقتصادية على “طهران”. في المقابل يتعين على الأوروبيين السعي لترغيب “إيران” على التفاوض لاتفاق مُكمل لـ”الاتفاق النووي” يلقي الضوء على البرنامج الصاروخي الإيراني، والموقف الإيراني في “سوريا” و”اليمن” ودعم الميليشيات المسلحة مثل؛ “حزب الله” و”حماس”، ويحث “إيران” على التوقف عن تهديد “إسرائيل” وإستفزاز “المملكة العربية السعودية”، عبر دعم “أنصار الله”.

ومن ثم أنصب محور التحليلات حول حفاظ الدول الأوروبية على علاقاتها مع “الجمهورية الإيرانية”، بعد الانسحاب الأميركي من “الاتفاق النووي”، حتى لا يُغلق طريق العودة للمفاوضات بين “إيران” و”أميركا”، ولا تزيد “طهران” من إثارة مخاوف القوى الإقليمية، لا سيما “السعودية” و”إسرائيل”، بإستئناف عمليات التخصيب.

أمنية لا يمكن الوفاء بها..

رحب “عباس عراقغي”، مساعد وزير الخارجية الإيرانية، على الفور بخطوة الدول الثلاث، (ألمانيا – فرنسا – بريطانيا)، معربًا عن أمله ألا يقتصر دعم هذه الشركة على المواد الغذائية والعلاجية؛ وأن يتخذ الأوروبيون خطوات أكبر على مسار إستئناف المعاملات مع “إيران”.

لكن كتب الموقع الألماني، (دیتسایت)؛ تقريرًا مفصلاً عن الموضوع، جاء فيه: “(اینستکس) في الحقيقة بمثابة وسيلة تتيح للشركات الأوروبية والإيرانية الاتصال، وستكون أشبه ببورصة للتبادل. سوف تحصل إيران في مقابل صادراتها على سلع. ومن ثم تستطيع على سبيل المثال تصدير النفط أو سائر منتوجاتها الأخرى إلى أوروبا، لكن لن تحصل على المال في المقابل؛ وإنما سوف تُسلم الأموال إلى الشركات الأوروبية التي تبيع الأدوية والمواد الغذائية والصناعية إلى إيران”.

لكن مع عدم إمكانية الحصول على الصناعات العسكرية. وعليه لا يمكن الوفاء بآمال مساعد وزير الخارجية الإيراني، حتى إشعار آخر.

ومع الأخذ في الاعبتار لكل ما سبق، يتيح تشكيل (اینستکس) للأوروبيين إمكانية المحافظة على “الاتفاق النووي”. ويمنح الحكومة الإيرانية إمتيازًا يضفي عليها المزيد من القوة إزاء البرلمان والهيئات المعينة.

إذ شدد الأصوليون، عشية انسحاب “ترامب” من “الاتفاق النووي”، الهجوم على “حسن روحاني” وزعموا أن الحكومة خرجت خاسرة في “الاتفاق النووي”.

والآن “روحاني”، نفسه، يعلم أن (اینستکس)، بقيودها الحالية، لن تنجح في حل ولو عقدة واحدة من أزمات “الجمهورية الإيرانية” العديدة، لكن مع هذا قد يستطيع إزالة جزء مهم من “العقوبات الأميركية” بواسطة (اینستکس).

في غضون ذلك؛ لا يمكن تجاهل مسألة أن الأوروبيين أختاروا أسوأ وقت للإعلان عن إطلاق “قناة دعم التبادل التجاري”. فقد قدموا الدعم، (بوعي أو بدون)، لـ”الجمهورية الإيرانية” لإطلاق منافسة دعاية جديدة تمكنهم من إخراج المظاهرات المؤيدة للنظام، وهو شيء حيوي أكثر من الهواء بالنسبة للحكام الإيرانيين؛ بالتوازي مع الذكرى الأربعين لثورة فاشلة بمعنى الكلمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب