تشهد مدينة الفلوجة العراقية الغربية المضطربة هدوءا غير مسبوق ولم تتعرض لاي قصف خلال الساعات الاخيرة تنفيذا لقرار العبادي بوقف قصف المدن حيث بدأت عائلاتها تعود الى منازلها وسط ترحيب شعبي ومطالب محتجي الحراك الشعبي بتنفيذ بقية مطاليبهم.
فقد بدأت مئات العوائل النازحة من مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار العراقية الغربية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” ومسلحين من العشائر مناوئين للحكومة منذ مطلع العام الحالي الى منازلها وسط هدوء تشهده المدينة التي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة اثر القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بوقف قصف المدن التي يتواجد فيها مسلحون بين السكان.
كما اكد اطباء في مستشفى الفلوجة العام انها لم تتلق خلال اليومين الماضيين وللمرة الاولى منذ تسعة اشهر اي قتلى او مصابين بالقصف الذي كان يودي يوميا بعدد من ابناء المدينة.
وبالاضافة الى ترحيب مجلس محافظة الانبار بقرار العبادي فأن هيئة الحراك الشعبي التي تمثل المحتجين الذين بدأوا تظاهرات واعتصامات منذ اواخر عام 2012 في ست محافظات سنية قد اشادت بتعهدات العبادي في بدء مرحلة جديثدة من عملية لم شمل العراقيين فقد طالبت بتنفيذ بقية مطالب المحتجين.
وكان العبادي اعلن امس السبت اصداره قراراً قبل يومين بايقاف القصف على جميع المدن التي يتواجد فيها المدنيون. وقال في كلمة له بالمؤتمر الوطني للنازحين قسراً ان “هذا القرار تم اتخاذه حتى لا يسقط اي مدني حتى في المناطق التي يسيطر عليها الداعشيون ولن نتوان عن ملاحقتهم وهم الذين يتخذون من المدنيين كمتاريس”. لكنه اوضح ان الحكومة لن توقف جهدها في حماية المدنيين وان تعرضت القوات الامنية لاي خطر فسنرد لحمايتها والمدنيين.
واكد الحراك الشعبي في بيان اليوم ترحيبه بما أسماه “الرسائل الإيجابية وخطوات رئيس الحكومة حيدر العبادي بإيقاف القصف على محافظاتنا وتعهده بإعادة النازحين”. وطالب بتنفيذ بقية التعهدات بتنفيذ مطالب المحافظات الست. يذكر ان محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى بدأت منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) عام 2012رتظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
ومن جانبه اعتبر مجلس محافظة الانبار قرار العبادي بوقف القصف على المدن بأنه خطوة ايجابية نحو عودة النازحين الي ديارهم والتمكن من مطاردة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” الذين يتخذون من المواطنين والمنازل دروعاً لهم . واشار في تصريح اليوم الى ان مئات االعائلات النازحة والمهجرة من مدينة الفلوجة الى داخل المحافظة بدأت قد بدأت بالعودة الى منازلها بعد ساعات من اعلان قرار العبادي . وتوقع عودة جميع الأسر النازحة والمهجرة التي نزحت الى خارج المحافظة وخاصة الىمحافظات اقليم كردستان الشمالي والتي زاد عددها على 50 الف عائلة.
اما نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي فقد وصف قرار العبادي بوقف قصف المدن بالبادرة الطيبة لعودة المهجرين والنازحين الى ديارهم. وقال انه تلقى القرار بالتقدير معتبراً اياه قرارا ينم عن بادرة طيبة وحسن نية في تجنيب المواطنين الآثار المدمرة التي قد تنشأ من هذا القصف.
واضاف ان القرار “بداية حسنة في توفير الأجواء المناسبة في عودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم مع تعويضهم ومساعدتهم في بناء ما دمرته ظروف القتال والمواجهة مع عصابات داعش”.
كما ثمن الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف قرار وقف القصف على الأحياء المدنية، فيما أكد انه تم تقديم المساعدة لنحو مليون و800 ألف نازح هجروا قسراً من ديارهم.
وقال ملادينوف إن “تنظيم داعش يمثل تهديداً للجميع وأن تقديم المساعدات الإنسانية لن يحل المشكلة دون أن يبسط العراق سيادته على أراضيه”.
وأشاد ملادينوف بـ”جهود الحكومة العراقية وإصرارها على وصول الدعم للنازحين”، معرباً عن شكره “لحكومة إقليم كردستان على ما تقدمه للنازحين رغم المصاعب التي تواجهها”. وأضاف أن “العراق ليس بمفرده ولا يتعين على أبنائه أن يتحملوا هذا الكارثة الإنسانية الضخمة بمفردهم”، لافتا إلى “أننا نقف مع الشعب العراقي وقدمنا المساعدة لنحو مليون و800 ألف نازح هجروا قسراً من ديارهم”.
وقد ادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي الى نزوح مئات الالاف من هاتين المدينتين نحو محافظات اخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على مدينة الفلوجة خصوصا حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004 .