13 أبريل، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

هجوم “نيوزيلندا” .. هربوا من جحيم سوريا ليقتلوا في “كرايستشيرش” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

فروا جميعًا من جحيم حرب في “سوريا” إلى “الأردن”؛ ومنها إلى جنة “نيوزيلندا”، رغبة في الحصول على حياة آمنة بعيدًا عن القتل والتفجيرات، لكن الحلم تحول إلى كابوس إذ فقدت أسرة “مصطفى”، الأب، “خالد”، وأحد الأبناء، “حمزة”، وأصيب آخر بجروح خطيرة في حادث الإعتداء على المصلين في “نيوزيلندا”، في 15 آذار/مارس الجاري.

ودفن “خالد” وإبنه، “حمزة”، ضمن أول مجموعة من ضحايا الإعتداء، بعدما سلمت جثامينهم إلى ذويهم عقب أيام من وقوع الحادث، وكانت الأسرة قد لجأت إلى “الأردن” هربًا من الدمار الذي لحق ببلدهم على مدار 5 سنوات من الحرب، ثم تمكنت من الفرار إلى “نيوزيلندا” منذ 5 أشهر فقط.

وقال ممثل منظمة إسلامية أسترالية، “جميل البيزا”، لصحيفة (الموندو) الإسبانية؛ “إنهم هربوا من المجازر في سوريا ليقتلوا هنا في نيوزيلندا”، وأشار إلى أن اللحظة الأكثر مأساوية في الجنازة كانت عندما وقف الشاب، “زيد”، أمام جثة والده، “خالد مصطفى”، وشقيقه، “حمزة”، وقال لهما وكأنه يحدثهما: “لم يكن ينبغي لي أن أبقى هنا أمامكما؛ وإنما ممدد إلى جواركما، لا أريد البقاء وحدي”، وحتى بعد إنتهاء إجراءات الدفن، قاوم “زيد” العودة إلى المستشفى رغم أنه خضع لعملية جراحية منذ 5 أيام فقط، بسبب تعرضه لجروح خطيرة في الحادث.

مئات المسلمين تجمعوا لتشييع الجثامين..

شهدت مدينة “كرايستشيرش”، في يوم واحد، تشييع جنازة 50 ضحية من ضحايا الهجوم الذي نفذه إرهابي يميني ضد المصلين، وخلال عملية الدفن تجمع مئات المسلمين؛ الذين قدموا من بلدان أخرى، وسط إجراءات أمنية مشددة وتحت حماية الشرطة المسلحة بالمدافع الرشاشة، وهو ما يشير إلى أن التوتر الأمني لا يزال قائمًا في تلك المنطقة، ووجهت توصيات للحاضرين بإخلاء المكان فورًا في حالة الطواريء وأن يتبعوا الإشارات ويستخدموا المخارج الأمنية.

أخبر أمه بالحادث قبل مقتله بثوان..

كان “حمزة” هو أول شخص يخبر الأم، (سلوى)، بالحادث، قبل أن يلقى حتفه، إذ اتصل بها هاتفيًا وأخبرها بأن هناك شخص يطلق النار في المسجد وأصيب “زيد” في القدم، ووسط صرخات والدته على الجانب الآخر تمكنت طلقة طائشة من إصابته في الرأس فأردته قتيلًا، لكنها استمرت في الصراخ دون أن يأتيها أي رد، فقط استمعت إلى دوي طلقات الرصاص، حتى التقط شخص غريب الهاتف ليخبرها بأن إبنها توفي للتو؛ “إن إبنك لم يعد يتنفس، أعتقد أنه توفي”.

وقبل الحادث بيومين فقط، أتم “حمزة” عامه الـ 16، ولازالت بقايا كعكة عيد الميلاد تقبع في ثلاجة منزلهم، وبحسب مدير المدرسة التي التحق بها، فإنه كان طالبًا متميزًا يطمح في أن يصبح طبيبًا بيطريًا.

واقع مغاير للخيال..

ذكرت زوجة “خالد” ووالدة “حمزة”، “سلوى”، خلال مقابلة مع “إذاعة الراديو الوطنية” في “نيوزيلندا”، أنهم قرروا السفر إلى “نيوزيلندا” بناء على اقتراح من بعض الأشخاص، وقالوا لهم: “إنه البلد الأكثر أمانًا في العالم، وأروع مكان يمكن أن تراه أعينكم، سوف تبدأون حياة رائعة، لكن الواقع لم يكن كذلك”.

وبعد صدمة مقتل إبنها كان عليها تحمل فراق زوجها “خالد مصطفى”، (44 عامًا)، إذ أصيب بطلقات نافذة في الرقبة والجمجمة والزراع وإحدى القدمين، وقالت للإذاعة: “أخذوني إلى غرفة في مستشفى كان يقبع بها يلفظ أنفاسه الأخيرة، جلست إلى جواره ما يقارب نصف الساعة حتى فارق الحياة”.

كرايستشيرش لن تقع في الفخ..

قال المحارب القديم، “خليفة حسني”، من أصول ليبية، ومقيم في المدينة، إن مدينة “كرايستشيرش” لن تقع في الفخ الذي نصبه من قام بإطلاق النار على المصلين، لقد أراد إحداث جرح في هذه البلدة، لكنه لن يحقق ما أراد، “إن أول شخص اتصل بي ليخبرني بالحادث؛ كان صديق لي من المهاجرين، تواصل معي حتى قبل أصدقائي المسلمين”، وأضاف: “أؤيد رئيسة الوزراء، يجب أن نمتنع عن ذكر حتى اسم المعتدي”، وأعرب عن رفضه للدعوة إلى القصاص التي أعلنها متحدث باسم تنظيم (داعش) الإرهابي.

وتابع: “من هم الذين يطلقون على أنفسهم الدولة الإسلامية، بالنسبة لنا هم ليسوا مسلمين، إنهم تمامًا مثل منفذ الهجوم”.

وظل “حسني” مسؤولًا عن مسجد “النور”، الذي قُتل فيه “خالد” و”حمزة”، لمدة 7 أعوام، كما كانت “سلوى” تقدم فيه دروسًا لتعليم القرآن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب