شنت قوات الجيش العراقي والبشمركة الكردية عملية مشتركة فجر الجمعة لاستعادة السيطرة على ناحيتي جلولاء والسعدية في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد. وتمكن مسلحو الدولة الاسلامية من فرض سيطرتهم على البلدتين بعد معارك ضارية خاضتها مع قوات البشمركة الكردية، مطلع الشهر الجاري. وقال شيركو ميرويس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين ان “قوات البشمركة تحركت في عدة محاور باتجاه بلدة جلولاء فجرا” مشيرا الى انها “تحقق تقدما بشكل مستمر، حيث فرضت سيطرتها على منطقة كوباشي الواقعة بين جلولاء والسعدية”.
واضاف ان “سيطرة البيشمركة على منطقة كوباشي تعني قطع الطريق بين السعدية وجلولا” اي ان تحركات مقاتلي الدولة الاسلامية اصبحت “تحت مرمى نيران البشمركة”.
واكد المسؤول الكردي مقتل عنصرين من البشمركة واصابة تسعة اخرين فيما “قتل العشرات من عناصر الدولة الاسلامية”. كما اكد ملا بختيار القيادي الاخر في الاتحاد الوطني العملية العسكرية.
وقتل عشرة من قوات البشمركة عندما هاجم مسلحو الدولة الاسلامية في 11 اب/اغسطس الحالي بلدة جلولاء الاستراتيجية التي تقع على بعد 130 كلم من الحدود الايرانية.
من جهة اخرى، اكد عقيد في الجيش ان القوات العراقية “تخوض معارك في السعدية حيث وصلت الى اطرافها”. واشار الى ان “العملية تجري بغطاء جوي كثيف، وسبق انطلاق العملية عمليات قصف جوي على مواقع″ الجولة الاسلامية.
والعملية المشتركة بين الجيش العراقي وقوات البشمركة هي الثانية بعد سد الموصل الذي استعادته من الدولة الاسلامية الاحد الماضي.
من جهة اخرى شنّ “جيش المجاهدين”، أحد الفصائل السنية المسلحة بالفلوجة غربي العراق، الجمعة، هجومًا حادًا على تنظيم “الدولة الإسلامية”، متهمًا إياه بأنه “يعطي مبررات لأمريكا وإيران ومن يقف معهم لضرب أهل السنة وإفشال ثوراتهم وتحشيد الأعداء ضدهم”.
وقال “جيش المجاهدين”، في بيان له، إن “عناصر الدولة الإسلامية يعدون لمعركة شاملة وافتعال فتنة خارجية بالعراق كما فعلوا في الشام ستجلب الكوارث والويلات على أهل السنة وتكون أثمن هدية يقدمونها للحكومة الرافضية (الشيعة) الجديدة التي لن تتوانى عن استغلال مثل هذه الفتنة”.
وأضاف أن “الدولة الإسلامية يستغل تجنّب الآخرين الصدام معهم وفتح جبهة داخلية لا تصب إلا في مصلحة العدو المتربص بأهل السنة واتهام كل من يخالفهم بشتى أنواع الفرى، من أجل تكفيرهم ثم استباحة دمائهم”.
وقال جيش المجاهدين “لم يعد خافيًا على أحد من المجاهدين في العراق أن ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية يسعى منذ مدة إلى أخذ البيعات من المجاهدين بالقوة وتخييرهم بين البيعة أو نزع سلاحهم والقعود عن الجهاد أو قتالهم”. وتابع: “خلال الأيام الماضية هاجم عناصر الدولة الإسلامية عناصرنا في الكرمة (شرقي الفلوجة)، ونحن في حالة دفاع عن النفس، وتم تخييرنا إما البيعة أو تسليم أسلحتنا، وسندافع عن الكرمة ولن نتركها”.
وبحسب البيان فإن “منطقة الكرمة من أوائل المناطق التي تم تحريرها من الجيش الصفوي (إشارة للجيش العراقي) ثم سواعد أهلها وعشائرها بالتعاون مع أبنائهم المجاهدين ولم يكن لتنظيم الدولة دور يذكر في ذلك، وبعد تحريرها بدأوا بالتغلغل فيها والانتشار والتمدد داخلها واستفزاز المجاهدين والعشائر على حد سواء، حتى بلغ بهم الأمر أن قاموا باختطاف بعض أفرادنا يوم أمس والاعتداء على عدد من جنودنا بعد اعتقالهم وإطلاق النار على آخرين، فاضطر إخواننا للدفاع عن أنفسهم، ووقعت إصابات في الطرفين”.
وأوضح البيان أن “عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الباغي قاموا بالتحشيد واستقدام عناصرهم من مناطق أخرى من الفلوجة وتكريت وغيرها، ثم قاموا بقصف القرى التي ينتشر فيها مقاتلونا بالهاونات والأحاديات، ورفضوا الوساطات العشائرية التي حاولت تجنيب المدينة وأهلها حربًا هم في غنى عن إيقاد نارها، مصرين على شروطهم سيئة الذكر إما البيعة أو تسليم السلاح والخروج من المدينة أو الاقتتال”.
ولفت إلى أن “عناصر الدولة نسفوا وفجروا بعض بيوت إخواننا، ثم هاجموا عدد من ثكناتنا ومحاولة اقتحامها، وكل الدلائل تشير إلى أنهم يعدون لمعركة شاملة وافتعال فتنة خارجية كما فعلوا في الشام ستجلب الكوارث والويلات على أهل السنة وتكون أثمن هدية يقدمونها للحكومة الرافضية الجديدة التي لن تتوانى عن استغلال مثل هذه الفتنة”.
وبين “جيش المجاهدين”: “نحن في موقع الدفاع عن النفس وسنرد أي عدوان علينا أو على عشائرنا وأهلنا بكل ما أوتينا من قوة، ونحذرهم هم وكل من يقف معهم ويناصرهم، أن تصرفاتهم هذه تتسبب باستمرار باستجلاب الويلات على أهل السنة، فلا يزايدوا على غيرهم بأي عمل قاموا به، فما أفسدوه من ثورة أهل السنة لا يضاهيه كل ما قدموه، حتى تسببوا باستعداء كل من له قوة على أهل السنة وأعطوا المبررات التي طالما تمنتها أمريكا وإيران ومن يقف معهم لضرب أهل السنة وإفشال ثوراتهم وتحشيد الأعداء ضدهم”.
ويعد “جيش المجاهدين” أحد الفصائل السنية المسلحة في العراق بشكل عام والأنبار بشكل خاص والتي تشكلت بعد دخول قوات الاحتلال الأمريكي إلى العراق عام 2003 والتي تضم عددًا كبيرًا من أبناء السنة الذين تطوعوا وانضموا لهذا الجيش للدفاع عن العراق وإخراج المحتل من البلد.
وهو أحد الفصائل السنية الذي رفض الدستور العراقي الذي وضع عام 2005 ورفض الحكومات التي شكلت بعده و كان رافضا بشدة لحكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.