بينما يتواصل الهجوم الحوثي على مأرب شمال شرق صنعاء اعترفت مصادر يمنية حكومية بقتل العشرات من القوات الحكومية بينهم عدد من قادة الجيش في مأرب خلال الـ48 ساعة الماضية.
وجاء ذلك الاعتراف بعد أن اعلنت وسائل اعلام رسمية يوم الاثنين مقتل العميد محمد العسعودي قائد اللواء 203 مشاة وهو اللواء الرئيسي من قوات المشاة اليمنية الموالية لحكومة اليمن المعترف بها شرعيا برئاسة والموجودة في الرياض.
وقالت مصادر عسكرية في مأرب إن الحوثيين نشروا “أعداداً كبيرة” من المقاتلين وشنوا هجمات من عدة جهات على منطقة مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط خلال الـ24 ساعة الماضية.
أضافت هذه المصادر ، التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها ، إن 16 جنديًا حكوميًا قتلوا وأصيب 21 آخرون ، فيما وردت أنباء عن “عشرات القتلى” بين الحوثيين ، الذين لا يكشفون عادة عن خسائر، وتقع المدينة على بعد 120 كيلومترًا شرق العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ عام 2014.
ويحاول الحوثيون منذ عام السيطرة على مأرب ، واشتدت هجماتهم خلال الأسبوعين الماضيين. يريدون السيطرة على مأرب قبل أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها ، خاصة في ظل الضغوط التي مارستها إدارة بايدن من أجل حل سياسي. إذا استولى الحوثيون على مأرب ، فسيكون ذلك بمثابة ضربة قوية للحكومة المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية منذ مارس 2015 ، حيث سيكون شمال اليمن بالكامل في أيدي الحركة. ويقول المراقبون إن هذا من شأنه أن يقلل من مكانة الحكومة في محادثات السلام.
وقال ماجد فاضيل ، نائب وزير حقوق الإنسان في حكومة اليمن الموجودة في الرياض إن هجوم الحوثيين على مأرب يستهدف إفساد المفاوضات التي من المقرر أن تجري بين الجانبين على حد قوله، وأضاف إن ممثلي الحوثيين أصبحوا أكثر تشددا ورفضوا الامتثال لمطالب تقديم تنازلات ، بما في ذلك إطلاق سراح سجناء حكوميين بارزين وصحفيين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر ، شن الحوثيون هجومًا كبيرًا للسيطرة على مدينة مأرب ، التي تعد آخر معقل للحكومة في الشمال ولديها أغنى حقول النفط والغاز في اليمن، وهو ما يعني فقدان حكومة اليمن الشرعية لآخر قطعة أرض لها في الداخل اليمني بعد أن فقدت كل الجنوب اليمني في واقع الأمر
