خاص : كتبت – نشوى الحفني :
فيما يبدو أنه إعلان بالفشل؛ وصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية؛ الجنرال “مارك ميلي”، الهجوم الأوكراني المضاد بالبطيء، على الرغم من تزويدهم بكل ما طلبوه من أسلحة.
وقال “ميلي”، في مقابلة مع قناة (المملكة) الأردنية، إن العملية الهجومية التي تُنفذها “أوكرانيا” منذ 08 أسابيع تقريبًا، تجري بطريقة: “دموية وبطيئة وتُخّلف ضحايا بأعداد كبيرة وصعبة جدًا”، مشيرًا إلى أن: “فكرة طرد مئتين أو ثلاثمائة ألف جندي عسكري ستكون صعبة للغاية”.
وأوضح “ميلي” أن: “سرعة الهجوم أبطأ مما ظن من خطط للهجوم، ولكن هذا ليس بالأمر النادر في الحرب، إذ أن الحرب على الورق تختلف عن الحرب على الواقع”.
وأضاف أن الهجوم الأوكراني: “لم يفشل؛ ولكنه بطيء”، كاشفًا عن أسباب ذلك البطء بقوله: “عندما يموت البشر وتدمر الدبابات والمدرعات المضادة للمشاة على أرض الواقع، وأنت تجتاز أنياب تنين حقيقية وألغام حقيقية، تُصبح الأمور أبطأ لأن حياة الناس معرضة للخطر”.
ومع ذلك؛ يرى “ميلي” أنه: “ما زال من المبكر تحديد نجاحه أو فشله (…)، لكن من الواضح أن هناك نجاحًا جزئيًا حتى الآن”.
لم تُحقق النجاح..
وأفادت “وزارة الدفاع” الروسية؛ في وقتٍ سابق، بأن القوات الأوكرانية، منذ بداية الهجوم الأوكراني المضاد لم تُحقق أي نجاح يُذكر، وفقدت أكثر من: 43 ألف شخص، وأكثر من: 4900 قطعة سلاح، ومن بين المعدات الأوكرانية التي دُمرت: 26 طائرة، و09 مروحيات، و1831 مدرعة، بما في ذلك: 25 دبابة (ليوبارد) ألمانية، و07 دبابات فرنسية بعجلات من طراز (AMX)، و21 مدرعة مشاة (برادلي) أميركية.
ولكن الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، ضمن تزويد قواته بأكثر من: 40 طائرة مقاتلة (إف-16)، وذلك خلال جولة شملت: “هولندا والدنمارك واليونان”، فيما قالت “آثينا” إنها ستُساعد في تدريب طيارين أوكرانيين.
وسّعى “زيلينسكي”؛ طوال أشهر، للحصول على هذه الطائرات المتطورة لتعزيز سلاح الجو الأوكراني العائد للحقبة السوفياتية، بالتزامن مع الهجوم المضاد الأوكراني ضد القوات الروسية في الشرق.
تعثّر الهجوم المضاد في الجنوب..
وذكرت (نيويورك تايمز)؛ أن الهجوم المضاد الأوكراني في الجنوب يتعثّر بسبب حقيقة أن عددًا كبيرًا من القوات منتشر في الشرق، كما تجاهل نظام “كييف” نصائح الخبراء بالتركيز على جبهة رئيسة واحدة.
وكتبت الصحيفة: “يعتقد الخبراء أن الهجوم المضاد الأوكراني في الجنوب يتعثّر بسبب حقيقة أن عددًا كبيرًا من قواتهم منتشرة في الشرق، وقد تمكنوا مؤخرًا من إقناعهم بالتركيز على اتجاه واحد للهجوم”.
وبحسّب الصحيفة؛ فإن الأميركيين: “فى حيرة من قرار القيادة الأوكرانية الإبقاء على نحو نصف القوات في اتجاه أرتيوموفسك؛ (باخموت)، ومدن أخرى في الشرق، على حساب مجموعة البحر الأسود وبحر آزوف”.
وأشارت الصحيفة الأميركية؛ إلى أن: “الخبراء الأميركيين قد نصحوا نظام كييف بالتركيز على جبهة تتجه نحو ميليتوبول، لتخترق حقول الألغام الروسية وغيرها من الخطوط الدفاعية، حتى لو خسّر الأوكرانيون المزيد من الجنود والمعدات في هذه العملية، ولمدة ثلاثة أشهر تقريبًا، تجاهل الأوكرانيون مثل هذه التوصيات”.
نصيحة أميركية بالتركيز على جبهة رئيسة واحدة..
وأوضحت الصحيفة الأميركية؛ أنه: “في مؤتمر عبر تقنية الفيديو؛ يوم 10 آب/أغسطس، حث رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسّلحة الأميركية؛ مارك ميلي، القائد العام للقوات الأوكرانية، فاليري زالوغني، بالتركيز على جبهة رئيسة واحدة، ووفقًا لمسؤولين مطلعين على المكالمة، وافق زالوغني على ذلك”. وأكد الضابط الأميركي المتقاعد؛ “دانيال ديفيس”، أن نخبة القوات الأوكرانية قُتلت في معارك “أرتيوموفسك” (باخموت) و”سوليدار” بجمهورية “دونيتسك”، ما قلل بشكلٍ كبير من زخم الهجوم الأوكراني المضاد.
غضب أميركي ..
كما قالت وسائل إعلام أميركية؛ في وقتٍ سابق، إن نظام “كييف” أثار غضب “الولايات المتحدة” بقراره مواصلة معركة “أرتيوموفسك”، رغم مقترحات المستشارين الأميركيين بمغادرة المدينة للمحافظة على الموارد.
وأعلن المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية؛ “لاري جونسون”، أن قوات “كييف” ستوقف القتال بعد شهر بسبب أمطار الخريف والأضرار التي لحقت في المعارك بالأفراد والمعدات.
محاولة أميركية للتملص من المسؤولية..
فيما اعتبرت صحيفة (بوليتيكو)؛ أنّ سلسلة المنشورات في وسائل الإعلام الغربية حول إخفاقات الهجوم الأوكراني المضاد، هي محاولة أميركية للتملص من المسؤولية.
وبحسب (بوليتيكو)؛ فإنّ سلسلة المنشورات هذه: “تبدو وكأنها أول حملة تسّريب غير مصرّح بها ومسّتهدفة ومنسّقة في عهد بايدن”، مشيرةً إلى أنّ المواد ذات الصلة تم نشرها سابقًا، على وجه الخصوص، في صحيفة (واشنطن بوست) و(نيويورك تايمز) و(فايننشال تايمز).
ورأت الصحيفة أنّ التقارير؛ التي نُشرت في الصحف المذكورة أعلاه، تظهر أنّ: “هناك أشخاصًا في مكان ما في أعماق الحكومة، يُريدون إلقاء اللوم على كييف في ساحة المعركة وتحويل اللوم الموجّه بعيدًا عن واشنطن”.
وذكّرت بأنّ العديد من وسائل الإعلام أفادت في وقتٍ سابق، بأنّ مسؤولين أميركيين حثّوا نظراءهم الأوكرانيين على حشد القوات على طول بقعة واحدة على الجبهة مع “روسيا” لضربها، بدلاً من نشر القوات على طول خط: الـ 600 ميل.
وتُذكّر الصحيفة في هذا الصّدد؛ بمقالة نُشرت يوم الثلاثاء في صحيفة (نيويورك تايمز)، جاء فيها، “أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن أحد أسباب فشل الهجوم المضاد الأوكراني هو الإفراط في نشر القوات، وتوصي أوكرانيا بتركيز القوات الرئيسة في اتجاه واحد”.
ما بين النفي والتأكيد..
وأوردت (بوليتيكو)؛ أنّ: “التسّريبات المصرّح بها تحتاج إلى موافقة البيت الأبيض، فيما قال العديد من المسؤولين رفضوا الكشف عن هويتهم، إنّه لم يتم إعطاء أي ضوء أخضر”، وهو ما أكّده المتحدث باسم مجلس الأمن القومي؛ “أدريان واتسون”، أيضًا حين قال إنّه: “لا توجد حملة تسرّب منسّقة”.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين، تحدثوا إليها مثل الآخرين من دون إذن، إنّهم يعتقدون أن موظفي (البنتاغون) يتحدثون إلى الصحافة بدورهم، فيما افترض اثنان آخران أنّ التسّريبات كانت من قبل المؤسسات الاستخباراية.
كذلك؛ لفتت الصحيفة النظر إلى أنّ “البيت الأبيض” غير سعيد للغاية بالنشر غير المصرّح به للمعلومات والتلميحات في وسائل الإعلام، بأن “بايدن”: “لا يدعم أوكرانيا بشكلٍ كامل”، مشيرةً إلى أنّ الإدارة الأميركية تنفي تنظيم سلسلة من التسّريبات الإعلامية للمعلومات المتعلقة بإخفاقات “كييف”.
وفي وقتٍ سابق؛ نشرت صحيفة (واشنطن بوست)، مقالاً أوردت فيه معلومات من “وكالات المخابرات الأميركية”، تُفيد بأن “أوكرانيا” لن تكون قادرة على تحقيق الأهداف التي حددتها قبل بدء هجومها المضاد. ورفض مستشار الأمن القومي الأميركي؛ “جيك سوليفان”، التعليق على معلومات الصحيفة.