هجرة العراقيين الى اوروبا .. معاناة ومصير مجهول وأمل بحياة آمنة

هجرة العراقيين الى اوروبا .. معاناة ومصير مجهول وأمل بحياة آمنة

بغداد/نينا/ تقرير عمرعريم … تزايدت خلال الفترة الاخيرة موجة هجرة الشباب والعوائل العراقية الى الدول الاوربية بحثاً عن مكان آمن للبدء بحياة جديدة.
وبات طريق الهجرة واضحاً بعد ان كان في السنوات التي سبقت عملية التغيير في العراق غير مرئي وصعباً على الكثيرين ,فالدخول الى تركيا عن طريق اقليم كردستان اصبح امراً سهلاً وبعدة وجوه كسائح او للعلاج وغيرها من الاسباب .
وتبدأ معاناة العراقيين بعد ان يتم الاتفاق مع سماسرة الهجرة بمبالغ كبيرة على الخروج الى اوربا بامكانات متواضعة وبقوارب بحرية مالبث البحر الابيض المتوسط ان يبتلع الكثيرين منهم نتيجة رداءتها.
ومن يحالفه الحظ بالوصول الى اليونان او مقدونيا فانه يبدا بالمعاناة الاخرى بتلقيه التعامل القاسي من الاجهزة الامنية في تلك البلدان والتي لاتخلو ايضاً من بعض السماسرة لتمريرهم الى اماكن اخرى.
مايهم في هذا الامر ان موجة الهجرة الجديدة في ظل مايمر به العراق من ظروف اضحت حديث الجميع من ابناء الشعب بمختلف انتماءاتهم منهم من يحذر واخر يعدها امرا طبيعيا واخرين عدوها محاولات مخفية لافراغ العراق من الكفاءات.
فعلى المستوى الرسمي حذر وزير الهجرة والمهجرين من ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية للشباب العراقي واعتبر ان العراق تحول الى دولة طاردة لشبابها جراء تفاقم الظروف الأمنية والعسكرية.
واعتبرت النائبة عن التحالف الوطني ابتسام الهلالي هجرة الشباب العراقي الى الخارج بانه امر خطير يتطلب من جميع الجهات المعنية الوقوف عنده ونقاشه بصورة مستفيضة للوصول الى حل لايقاف هذا الامر.
وقالت ان” مانسمعه ونراه من خروج عشرات الشباب وفي بعض المرات المئات من العراق الى الخارج للهجرة امر لايمكن التغافل او التغاضي عنه في ظل ماتشهده البلاد من ظروف حساسة تتطلب من الجميع ايجاد حلول سريعة لاية ازمة جديدة”.
واضافت الهلالي ان” على الجميع العمل على ايقاف هذه الموجة من الهجرة والتي لاتخدم العراق بالمنظور القريب او البعيد في ظل ان اغلب المهاجرين يعدون من اصحاب الكفاءة او من اصحاب الشهادات العليا”.
من جانبها دعت حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها اياد علاوي المجتمع الدولي والحكومة الى تصحيح الاوضاع الانسانية والاقتصادية للشباب العراقي من اجل تقليل هجرتهم الى خارج البلاد.
وذكرت الحركة في بيان صحفي انه :” ببالغ القلق نتابع جنوح الشباب العراقي الى الهجرة خارج البلاد عبر المهربين وبطرق خطيرة تؤدي الى موت البعض غرقا “، مشيرة الى :” ان الشهرين الماضيين شهدا مغادرة أكثر من /800/ شاب من مناطق الاعظمية وحي الخضراء والسيدية والدورة وغيرها من مناطق بغداد بسبب ارتفاع وتيرة العنف الطائفي وتصاعد معدلات البطالة والتوسع في سياسات الاقصاء والتهميش والترويع والاعتقال والتخوف من دخول تنظيم داعش الارهابي الى بغداد “.
واضافت الحركة في بيانها :” ان التزايد اللافت لاعداد طالبي الهجرة يسهم بافراغ البلاد من قواها العاملة الاساسية ،كما أدى هذا الازدياد الى خفض عمولات التهريب الى خارج البلاد من /12/ الف دولار امريكي الى /6/ الاف دولار”، مبينة :” ان هذه الظاهرة تدل بوضوح على تعمق البيئة الحاضنة للتطرف ، ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية التعاون لتصحيح الاوضاع الاقتصادية والانسانية والسياسية وفي مقدمتها الدفع باتجاه تحقيق المصالحة الشاملة ودحر الارهاب “.
وبينت ان الحكومة تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه ذلك بعد فشلها في مهامها بسبب الالتفاف على مطالب الشعب وانتفاضته المباركة واعتمادها الحلول الترقيعية بدلا من المعالجات الحقيقية.
وبعيدا عن المواقف الرسمية والبرلمانية والحزبية ..استقرأت اراء عدد من الشباب الذين يرغبون بالهجرة والذين اتفقت اراءهم على ان الخروج من البلاد في ظل الاوضاع الحالية افضل قبل ان تسوء اكثر!!
والملفت ان بعضهم من ميسوري الحال ولهم اعمالهم بحياة مستقرة نسبياً..الا ان البحث عن حياة جديدة يعد شغلهم الشاغل.
فالمواطن علي.. /الذي رفض تكملة اسمه الكامل/ شاب في منتصف العشرينات لديه عمله الحر والذي يجني له/حسب قوله/ المال اللازم ليعيش عيشة هانئة مستقرة ,الا انه يرغب بالهجرة في ظل الخشية من المستقبل والذي /حسب وجهة نظره/ لايحمل للعراق وشعبه اي بوادر امل او تفاؤل بان القادم افضل.
واضاف ” انا مستعد لدفع اي مبلغ من اجل الوصول الى عالم جديد .. عالم بلا كتل كونكريتية وبلا سيطرات لانعرف الحقيقية منها من الوهمية..عالم بلا ارهاب داعش وبلا ميليشيات سائبة “.
واوضح علي ان ” العراق مقبل على ايام حالكة اخرى في ظل انخفاض اسعار النفط والتي ستؤدي بالمستقبل القريب ان استمرت الى عدم القدرة على العيش في ظل وضع امني واقتصادي صعب”.
وشاركه الراي المواطن عصام عبد الرزاق والذي يبدو ان موعده مع الهجرة بات قريبا جداً بعد ان انهى جميع متعلقاته ولم يبق لديه الا تحديد موعد السفر الى اربيل ومنها الى تركيا لتبدأ بعدها رحلة البحث عن المكان الامن في ظل ظروف مجهولة العواقب.
وقال ” لم يبق لدي في البلاد اي شيء ..انا خريج كلية الهندسة بتقدير جيد جدا ..لااملك الوسيلة المناسبة للحصول على وظيفة..لاواسطة لدي ولاانتمي لاي حزب او جهة سياسية كانت او دينية .
واضاف ” انا في مقتبل العمر وخروجي من العراق الان افضل من انتظار المجهول بلا فائدة..فانا ذاهب لمن يقدر شهادتي وكفاءتي ..وسأعود الى البلاد بشرط توفراناس يتعاملون مع العراقيين بوطنيتهم وكفاءتهم وليس بطائفتهم او انتمائه الحزبي”.
اذن الامر بات في زاوية ضيقة..الهجرة الى عالم جديد اصبح حلم الكثيرين..وتحويله الى كابوس تتطلب اجرءات فاعلة يشارك بها الجميع ..والا سنصحى يومأ لانجد من يبني ويعمر البلاد ..وابناؤه يعيدون للقارة العجوز شبابها.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة