“هتلر الشاشة” .. يودع السينما السويسرية والألمانية بعد مسيرة حافلة بالإنجازات !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

توفي الممثل السويسري، “برونو غانز”، الذي لعب دور “هتلر” في فيلم (Downfall)، الذي يصور قصة سقوط “هتلر” والنازية على لسان سكرتيرة هتلر الخاصة، “تراودل يونغه”، التي عاصرت أدق تفاصيل النهاية، وكادت أن تنتحر وهي ترافق “هتلر” في لحظات الهزيمة لولا نصيحة، “إيفا براون”، عشيقة “هتلر” وزوجته، لها أن تنجو بنفسها قبل سقوطه بأيام، عن عمر يناهز سابعة وسبعين عامًا في “زيوريخ”.

وقد لاقى، عن دوره لشخصية “أدولف هتلر”، مراجعات إيجابية من مختلف النقاد؛ وترشح الفيلم لجائزة الـ”أوسكار” لأفضل فيلم بلغة أجنبية.

حصل “برونو” على شهرة عالمية، بعد تجسيدة لشخصية “هتلر”، في فيلم (السقوط)، الذي قام بتصويره عام 2004.

التعايش مع “هتلر”..

في استعراض للفيلم أجرته صحيفة (الغارديان)، وصف الناقد البريطاني، “روب ماكي غانز”؛ بأنه: “أكثر ممثل إقناعًا في شخصية هتلر حتى الآن: وهو كان دكتاتور قديم عازم ومريض مصافح لشخص مصاب بمرض باركنسون، يتناوب بين الغضب واليأس في أيامه الأخيرة في القبو”.

وفي حديثه إلى (الغارديان)، في عام 2005، تحدث “غانز” عن استعداده لشخصية، “هتلر”، قال: “استغرق الأمر مني أشهر من الأبحاث المضنية، شمل ذلك البحث في السجلات التاريخية بما في ذلك شريط مسجل لهتلر سرًا، لتجسيد الدور”.

موضحًا: “قمت بزيارة مستشفى وشاهدت مرضى باركنسون كيف يتفاعلون ويتعايشون مع آلامهم المبرحة؛ حتى أتمكن من تجسيد هتلر الذي كان يعاني من المرض نفسه”.

أقر الممثل إنه: “مفتون” بأنه “لم يكن مدعومًا من الشعب الألماني فحسب؛ وأنما كان محبوبًا من العالم”.

وأضاف “غانز” أنه لم يكتسب رؤية حقيقية حول دوافع “هتلر”، قائلاً: “لا أستطيع أن أدعي أن أفهم هتلر.. حتى الشهود الذين كانوا في المخبأ معه لم يكونوا قادرين حقًا على وصف جوهر الرجل”.

في الذكرى الـ 75 لميلاده، أفاد المخرج الألماني، “دويتشه فيله”، أن قرار “غانز” بالانسحاب من المدرسة ومتابعة حلمه في التمثيل قد أزعج والديه.

وتابع: “في الأيام الأولى من حياته المهنية، عمل كمسوق كتب ومساعد طبي قبل أن ينضم إلى فيلم (Marquise of O)، الذي فاز بجائزة خاصة في “مهرجان كان” عام 1976.

كما لعب “غوناثان هاركر” في فيلم، Nosferatu the Vampyre (1979) فيرنر هيرتسوغ، وملاك في، Wim Wenders ’Wings of Desire of Desire (1987) ، So Close! (1993).

في عام 2008؛ ظهر في مجمع (The Baader Meinhof)، وفي عام 2018 كان في منزل “لارس فون ترير”، الذي بناه “جاك”.

في العام الماضي؛ اكتشف الأطباء أن “غانز” يعاني من سرطان الأمعاء. والذي نجا منه، من قبل، ابنه، “دانيال”.

نشأته..

نشأ “برونو غانز”، في “زيوريخ-سيباخ”، ابن لأم إيطالية وعامل في مصنع سويسري. قبل التخرج، قرر أن يصبح ممثلاً. وهو في عمر الـ 19، لعب دوره الأول فيDer Herr mit den schwarzen Melone (1960). بالإضافة إلى ذلك، عمل بائعًا كتبًا وأكمل مدرسة التوظيف السويسرية كمساعد طبي. في عام 1961؛ لعب في (Chikita)، دور أحد مشجعي موسيقى “الكاز”.

ومن 1964 إلى 1969؛ شارك في مسرحية (am Goetheplatz)، في “بريمن”، تحت إشراف “كورت هوبنر”. عمل أيضًا في مشاريع “بيتر زاديك”. في عام 1967، التقى بـ”بيتر ستاين”، الذي أدرك معه العديد من مشاريع المسرح في العقود التالية.

في عام 1970 أنضم إلى فرقة برلين Schaubühne. عمل مع كبار المخرجين مثل؛ “بيتر زاديك”، و”بيتر ستاين”، و”كلاوس بيمان”، و”كلاوس مايكل غروبر”، و”لوك بوندي” و”ديتر دورن”، معًا. في عام 1972؛ شارك لأول مرة في “مهرجان سالزبرغ”، تحت توجيه “بايمان”، في العرض الأول لـ”توماس بيرنارد” في (The Ignorant and the Insane).

من خلال العديد من الأدوار السينمائية، أصبح “برونو غانز” معروفًا لدى جمهور أكبر في منتصف السبعينيات. في عام 1991، عندما قام ببطولة أوتو Šimánek (Pan Tau)، تحت إشراف “Martin Walz”؛ في فيلم The Bet (Sazka).

في عام 2000، قام بتصوير فيلم (Bread and Tulips)؛ مع “Silvio Soldini”. في نفس العام، عمل “غانز” في فيلم (فاوست) وفيلم (ستاين الأول)، الذي أقيم في معرض “إكسبو 2000″، في “هانوفر”؛ قبل 21 ساعة من رحلته إلى “برلين” و”فيينا”.

في عام 2003؛ ظهر لأول مرة في مسرح “Burgtheater”، في “فيينا”، تحت إشراف “Grüber” في “Oedipus”.

من عام 2010 إلى عام 2013، كان “برونو غانز”؛ مع “إيريس بيربين”، رئيس أكاديمية السينما الألمانية.

كان “برونو غانز” متزوجًا من “سابين غانز”، منذ عام 1965. انفصلا عن بعضهما بعد سنوات. لديه ابن مصاب بالعمى في سن الرابعة. عاش “برونو غانز” السنوات الأخيرة في شبه الجزيرة على الضفة اليسرى لبحيرة “زيورخ”، وكان لديه شقة في “البندقية”، وعاش في “برلين” لفترة طويلة. شريكه القديم كان المصور، “روث والز”.

جوائز..

في شباط/فبراير 1996، حصل الممثل، “غوزيف مينراد برونو غانز”، على جائزة “إيفلاند-رينغ”، وهي جائزة تم منحها إلى “المسرحي الأكثر أهمية وجدارة في المسرح الناطق بالألمانية” لأكثر من 100 عام.