18 أبريل، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

هاشتاغ (#أنا أٌزيل) .. ثورة إيرانية جديدة في وجه الإصلاحيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

هجوم الإيرانيين غير المسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي وإطلاق هاشتاغ (#أنا اُزيل)، كرد فعل على تصريحات “محمد خاتمي” الأخيرة، بإعتباره زعيم الإصلاحيين، هو في تقدير “غمشيد برزغر”، محلل الشأن الإيراني بفضائية (بي. بي. سي. الفارسية)؛ مؤشر واضح على تغير جغرافيا السياسة الإيرانية وإصطفافات جديدة قد تغير مستقبل المعادلات السياسية الإيرانية.

وربما لا يماري أحد في أن “خاتمي” كان خلال العقدين الماضيين أحب الشخصيات الإيرانية بالنسبة للرأي العام في الداخل والخارج، وكان مسلكه الإصلاحي هو الخطاب السياسي الأساس خلال تلك الفترة، لكن مجموع التطورات التي بدأت مع مظاهرات 2009 وبلغت ذروتها في احتجاجات كانون أول/ديسمبر 2017 تكشف عن إنتهاء دور “خاتمي”.

الإستياء الشعبي من التيارين الإصلاحي والديني..

منذ حقق “محمد خاتمي”، بشكل غير متوقع، الفوز في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 1997، كانت مواقفه وتصريحاته تحظى بحفاوة بالغة، وأحياناً كان يكفيه قول كلمة واحدة أو إبداء رأيه لتقييم مدى أهمية مواقفه، بل إن جميع القيود الأخيرة المفروضة عليه، مثل حظره إعلامياً ومنعه من إجراء اللقاءات وغيرها من القيود الأخرى، كانت كفيلة لتحديد مصير ونتيجة أي عملية انتخابية.

لذلك ربما كانت ردود الفعل الأخيرة على تصريحات “محمد خاتمي” غير مسبوقة إطلاقاً. وكان موقع “خاتمي” الرسمي قد نشر أحدث تصريحاته، خلال لقاء لجنة من أساتذة الجامعات الإيرانية، والتي أستعرضت موقف “خاتمي” من الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران كانون أول/ديسمبر الماضي.

وكانت تصريحات خاتمي تشبه إلى حد ما؛ بيان مجمع رجال الدين المناضلين برئاسته، والذي صدر بالتوازي مع بلوغ أزمة الاحتجاجات ذروتها، وبالتالي لم يثر البيان الكثير من ردود الفعل السلبية. مع هذا يبدو أن مساعي السيد “خاتمي” للتورية على هذا البيان قد باءت بالفشل، حيث تبلور بوضوح الإستياء الشعبي من التياريين الإصلاحي والأصولي على السواء في الشعارات التي أطلقها المحتجون، وبدى الإستياء الشعبي متجذراً وأقوى من أن تقضي عليه بعض الإجراءات أو التصريحات.

بيان مجمع رجال الدين المناضلين..

مما ورد ببيان “مجمع رجال الدين المناضلين”، وتحديداً البند الذي أثار ردود فعل سلبية، حتى بين الإصلاحيين أنفسهم، هو: “مباشرة بعد خروج أولى التجمعات والاحتجاجات الشعبية، أقسم الأعداء والحاقدين على الأمة الإيرانية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية وعملائهم أمثال الإرهابيون وبعض العملاء الإقليميين، على تأييد وتحفيز المثيرين للشغب ودفعهم للقيام بأعمال عنف، واستعرضوا عمق خداعهم بإدعاء الديمقراطية والشفقة على الشعب الإيراني”.

ويبدو أن السيد “خاتمي” كان بصدد إسترضاء المحتجين بعد ترديد شعارات من مثل “لعبة الإصلاحيون – الأصوليون انتهت”. وقال “خاتمي”؛ خلال لقاءه وفد أساتذة الجامعة: “إن ما حدث في المجتمع الإيراني سببه الإستياء الشعبي، وهو نوع من عدم الثقة لدى المجتمع الإيراني تجاه الحكام والتيارات السياسية في النظام، بما فيها الإصلاحيون وغيرهم … ذلك يعني أن التوقعات لم تتم تلبيتها”. وحذر “خاتمي” من إنعدام الثقة في جناحي الجمهورية الإيرانية، وأردف: “ربما يأس الناس من التيار الثاني، (الأصوليون)، ورفعوا شعار: (لا إصلاحيين ولا أصوليين) والعدو أساء إستغلال ذلك”.

وحاول في الوقت نفسه إصلاح مواقف بعض الإصلاحيين والأصوليين حيال الاحتجاجات، وقال: “الشباب الذين رددوا شعارات حادة وتفكيكية، لم يكونوا يسعون للإطاحة بالنظام, كانت لديهم إعتراضات ولم يكونوا “نفايات” أو “فوضويين”،( إشارة ضمنية لتصريحات خطيب جمعة طهران “كاظم صديقي”)، بل شباب تفوقت أحاسيسهم”..

ردود فعل شعبية حادة غير مسبوقة..

لكن هذه التصريحات لم تحظى فقط بسخط بعض المخاطبين والمعترضين، (بحسب غمشيد برزغر)، وإنما دفعتهم إلى إبداء ردود أفعال حادة وغير مسبوقة.

ففي غضون 24 ساعة من نشر تصريحات “خاتمي”، تم إطلاق هاشتاغ “# أنا اُزيل”، (اُطيح)، على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بقرابة 30 ألف تويته. وحملت التويتات إنتقادات شديدة اللهجة للسيد “خاتمي”، وأكدت على الاطاحة والمخالفة الكاملة لكلا التياريين الإصلاحي والأصولي.

وربما لا يمكن تعميم الشعارات المناوئة للإصلاحيين، أو ردود الأفعال ضد تصريحات “خاتمي” على عموم المجتمع أو أغلبية المواطنيين، بحيث يمكن القول إن هذه الرؤية هي السائدة في إيران حالياً، لكن ربما أمكن التشكيك بثقة في مكانة وسيادة الفكر الإصلاحي تحت أطار الجمهورية الإيرانية لدى الرأي العام، وبخاصة الشباب.. ونتيجة لذلكم التغيير سوف يظهر مستقبلاً تصورًا عاماً بتفاصيل أكبر. والمعيار الأساس في هذا التصور القائم على الفجوة أو التقسبم، هو حجم الوفاء أو المعارضة للنظام السياسي المستقر بإيران. ويمكن القول إن النموذج الذي يمتاز بالقدرة على بيان وتوضيح المعادلات والعلاقات السياسية المقبلة، لن يكون شيئاً سوى نموذج المؤدين – المعارضين للجمهورية الإيرانية.

رابط الهاشتاغ:
https://twitter.com/hashtag/%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%B2%D9%85?src=hash&lang=ar

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب