15 نوفمبر، 2024 10:49 م
Search
Close this search box.

“هادي برهاني” يقرأ تداعيات .. “الفيتو” الأكثر كرهًا في التاريخ !

“هادي برهاني” يقرأ تداعيات .. “الفيتو” الأكثر كرهًا في التاريخ !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية:

مرة أخرى تستخدم “الولايات المتحدة” حق (الفيتو) للحيلولة دون تصديق “مجلس الأمن” على قرار يتعلق بوقف إطلاق النار فورًا في “غزة”. هذه المرة كانت “الولايات المتحدة” وحدها تمامًا؛ حيث وافق ثلاثة عشر من أصل خمسة عشر عضوًا بـ”مجلس الأمن”، على مشروع مقترح إماراتي، في حين قررت “لندن” الامتناع عن التصّويت. كما يستهل “هادي برهاني”؛ خبير الشرق الأوسط، مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

وقد انعقدت هذه الجلسة بطلب من “أنطونيو غوتيرش”؛ أمين عام منظمة “الأمم المتحدة”. وقد أثارت مواقفه المسؤولة والشجاعة بخصوص دعم الأبرياء في “غزة”، غضب “الكيان الصهيوني”؛ الذي اتخذ في المقابل موافق حادة ومهينة ضده.

شجاعة “غوتيريش”..

وكان “غوتيرش” قد دعا إلى هذه الجلسة عبر القيام بخطوة نادرة في تاريخ “الأمم المتحدة”؛ مسّتندًا للمادة (99) من منشور المنظمة للتعامل مع أزمة “غزة”؛ باعتبارها تهديد للسلام العالمي. وكانت “الولايات المتحدة” بمفردها تُمثل في هذه الجلسة الانعكاس الواضح للعزلة الإسرائيلية على الصعيد الدولي.

وبينما يدعم جميع أعضاء المجتمع الدولي حاليًا؛ بشكلٍ ما، وقف إطلاق النار في “غزة”، أو على الأقل تورعت عن إبداء المعارضة العلنية. وهذا الموقف غير مسّتغرب بالنظر إلى عملية الإبادة واسعة النطاق للأطفال والنساء في “غزة” وانتشار أخبار هذه العمليات في وسائل الإعلام المختلفة؛ مما ترك تأثيرًا بالغًا على الرأي العام العالمي، بل والأميركي، حيث يميل الشباب وأغلب المؤيدين للحزب (الديمقراطي) الحاكم إلى وقف إطلاق النار.

الأكثر كرهًا في تاريخ أميركا..

من ثم قد يكون (الفيتو) الأميركي الأخير هو الأكثر كرهًا في تاريخ هذا البلد. ليس فقط بسبب معارضة أغلب أفراد المجتمع العالمي، وإنما بسبب العقبات الكارثية لذلك؛ حيث ستحصل “إسرائيل” بموجب هذا (الفيتو) على فرصة للاستمرار في الإبادة الوحشية لأطفال “غزة”.

وهذه الإبادة ستُفضي بخلاف النفوذ من “إسرائيل” إلى طوفان من الكراهية ضد “الولايات المتحدة” في المنقطة والعالم.

ومنذ اليوم؛ سيكون لكل بريء يُقتل في “غزة” قاتلان؛ “إسرائيل” و”أميركا”. وموجات الكراهية التي استيقظت في الشرق الأوسط ستصل “الولايات المتحدة” عاجلًا أو آجلًا، ولن تُهدد المصالح الأميركية في المنطقة، وإنما قد تطال العمق الأميركي وتُهدد بتكرار الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.

تكلفة باهظة على “واشنطن”..

على كل حال، يسّتفيد الشرق الأوسط ككل المناطق الأخرى في العالم من العنف، ويسّعى المتشّددون للتعبير عن الكراهية والنفور من “الولايات المتحدة” بطرقهم المعينة. وستكون هذه الكراهية جزء من التكلفة التي ستدفعها “الولايات المتحدة” لقاء دعم “إسرائيل”.

كذلك ستُشّكل باقي أجزاء التكلفة كالسياسية، والاقتصادية، والنفسية، والدولية، وغيرها رقم مهول يُثير تساؤل العقلاء حول أسباب تقديم هذه التكلفة لقاء حماية ودعم كائن غريب على هذه المنطقة من العالم.. والإجابة الواضحة هو التأكيد على المصالح الأميريكية. وهذه المصالح قد تشمل القومية (الراهنة) أو الاستراتيجية (المرتقبة).

وهذه الإجابة تحظى بقبول فريقين مختلفين تمامًا، الأول: “إسرائيل” أو أنصارها؛ لأنها تبدو معقولة ومبررة وقابلة للفهم والدفاع بالنسّبة للشعب الأميركي. وعليه يمكن في الحقيقة تلبية المصالح الأميركية بمثل هذا الدعم.

الثانية: المعادين للغرب و”الولايات المتحدة”؛ ممن يرون “الولايات المتحدة” باعتبارها كائن إمبريالي لا يُلبي مصالحه إلا بمثل هذا الدعم الملوث بالجريمة. ولم ينجح أي شيء على أرض الواقع في إقناعي بأن مصالح الدعم الأميركي؛ لـ”الكيان الصهيوني” أكبر من تكلفته الباهظة، والدليل أننا نرى إقبال الكثيرين ومن بينهم المعادون للغرب عن طيب خاطر على شراء المنتجات التي يقدمها أنصار “إسرائيل”.

قوة تأثير اللوبي الصهيوني..

وفي رأيي أن العامل الأهم في الدعم الأميركي الاستثنائي لـ”الكيان الصهيوني”، هو قوة تأثير اللوبي الإسرائيلي في “الولايات المتحدة”.

وبالطبع لا أتحدث فقط عن المؤسسات مثل (آيبك) وأمثالها، وإنما كل المتصّهينين الموجودين في مراكز القوة الأميركية كالمستثمرين، والفنانين، والعلماء، والقانونيين، والمحللين، وحشد هائل من الصفوة الأميركية (اليهودية وغيرها)؛ والتي تُسّيطر على مراكز تأثير على “الولايات المتحدة” من مثل “الكونغرس”، و”البيت الأبيض”، والجامعة، و”هوليوود”، والإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي.

وطالما بقيت قوة اللوبي الإسرائيلي بـ”الولايات المتحدة” في مواقعها الحالية، لا يمكن توقع إجراء تحول حقيقي فالسياسات الأميركية الشرق الأوسطية. ومن ثم فالحل الوحيد لإنقاذ “الولايات المتحدة” وتحريرها من سيطرة الصهيونية هو احتواء قوة اللوبي الإسرائيلي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة