نيويورك تايمز : مفخخات بغداد تفجر الطائفية في العراق

نيويورك تايمز : مفخخات بغداد تفجر الطائفية في العراق

اعتبرت مصادر سياسية وصحافية اجنبية ان المفخخات والعبوات الناسفة التي دوت في اجواء بغداد اليوم واسفرت عن مقتل واصابة المئات من العراقيين قد فجرت في الحقيقة الطائفية في البلاد الذي يعاني اصلا صراعا سياسيا ومذهبيا مروعا. أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن سلسلة الانفجارات التي شهدتها العراق صباح اليوم وأسفرت عن سقوط  مئات القتلى والجرحى، إنما تعكس حالة النزاع الطائفي المتأجج في العراق، والذي انطلق بمجرد انسحاب القوات الأمريكية الذي لم يكمل شهره الأول.

وأضافت الصحيفة أن الفصائل العراقية الرئيسية الثلاثة المتمثلة في الشيعة والسنة والأكراد تعاني انقسامات واضحة، مستطردة أن أحداث اليوم أدت إلى تعرية الوضع العراقي، كما تعتبر مجرد بادرة لاندلاع نزاعات لا تعد ولا تحصى خلفها الرحيل النهائي للقوات الأمريكية.
وسلطت الصحيفة الضوء على تراجع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية وعدم قدرتها على التدخل لحل الموقف في العراق، بالرغم من الخلل السياسي الذي تعاني منه بغداد والذي يعد منعطفا حرجا للأحداث، مبررة ضعف النفوذ الأمريكي في العراق بأن الاجتماع الذي شهده الشهر الجاري بين نوري المالكي والإدارة الأمريكية في واشنطن فيما يتعلق بالشئون الداخلية للعراق، انتهى بقرار المالكي بأن العراق “ذو سيادة، وسيعتمد على ذاته وسيسلك طريقه نحو الديمقراطية”.
ولفتت الصحيفة إلى قلق واشنطن على ابنائها بالسفارة الأمريكية بالعراق، وإن كان أغلبهم قد حالفه الحظ بمغادرة العراق قبل أيام لقضاء عطلة عيد الميلاد.
يذكر أن مجهولين استخدموا السيارات المفخخة والعبوات الناسفة صباح اليوم الخميس حوالى الساعة السادسة والنصف مستهدفين الأسواق ومحلات البقالة والمدارس والمباني الحكومية في الأحياء المزدحمة في جزء من شرق ووسط العاصمة العراقية بغداد، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلا و36 جريحا.
واندلع العنف بعد أيام من تبادل الصراعات الكلامية بين الفصائل العراقية في ظل مطالب بتقاسم السلطة بين الفصائل الثلاث، وهو ما شهدته الحكومة العراقية بعد مطالب السنة وخصوم الحكومة السياسيين في البرلمان من رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو شيعي، بتقسيم السلطة، وهو ما وصفته الصحيفة بأن شبح الأزمة داخل الحكومة يتحول الى الشوارع.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسئوليتها عن الهجمات لكنها تبدو مشابهة لأعمال تنظيم القاعدة في العراق، والذي يحاول أن يغرق البلاد مرة أخرى في حرب طائفية بين السنة والشيعة وتحريض بعضهم ضد البعض الآخر، على حد زعم الصحيفة.
وقال عبد الكريم الذرب رئيس اللجنة الأمنية لمجلس محافظة بغداد: “الانفجار ليس له علاقة بالانسحاب الأمريكي، فعندما كانوا هنا، كان هناك أيضا تفجيرات، واعتقد بحدوث المزيد من الهجمات الجبانة في الأيام المقبلة لكننا لن نتراجع عن مواجهتها وسيكون كل شيء تحت السيطرة “.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة