11 أبريل، 2024 4:42 م
Search
Close this search box.

“نيويورك تايمز” تكشف .. سر رجلي “بن سلمان” ومنفذي خطة صعوده للحكم !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

عندما عقد ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، مأدبة في الهواء الطلق، في الربيع الماضي، لزملائه من الحكام العرب والملوك والأمراء والرؤساء، كان يجلس صديقان للأمير، يمتلكون القليل من الخبرة، لكن وفاءهما جعلهما الأقرب لقلب الأمير.. الأول شاعر أصبح معروف بتدبير حملات الإعلام الاجتماعي الشرسة، والثاني مدير أمن سابق يدير اللجنة الرياضية السعودية.

لعب كل منهما أدوارًا محورية في العديد من المسرحيات الجريئة التي ميزت سباق، الأمير “محمد”، نحو الهيمنة على “المملكة” والإطاحة بولي العهد السابق، وإحتجاز العائلة المالكة ورجال الأعمال في فندق “ريتز كارلتون” بـ”الرياض”، وتنفيذ عملية اختطاف رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”، وإدارة مشاحنات “المملكة” الدبلوماسية مع “قطر” و”كندا”. وحتى أفراد العائلة المالكة السعوديون أصبحوا يخافون صديقَي الأمير المقربيّن، وهما: “سعود القحطاني”، 40 عامًا، و”تركي آل شيخ، 37 عامًا، ولا يمكن للزملاء العرب لولي العهد أن يعترضوا حتى على وجودهم.

قالت صحيفة (نيويورك تايمز)، في تقريرها عن الرجلين الأقرب لـ”بن سلمان”؛ واللذين يمكن وصفهما بالذراع اليمنى واليسرى للأمير السعودي الشاب، أنهما أصبحا في مرمى النيران بعد مقتل الصحافي المعارض، “جمال خاشقجي”، في سفارة المملكة بـ”تركيا”، وأصبح مصيرهما يحدد إتجاهات المحكمة الملكية وسط الغضب الدولي بعد حادث القتل المروع.

تم الإطاحة بهما رغم عدم تورطهم مباشرة !

قال “كريستين سميث ديوان”، الباحث البارز في معهد “دول الخليج العربي” في واشنطن عن الرجلين: “إنهم أقرب الناس إلى ولي العهد، وهم منفّذي سياساته والمسؤول الأول عن سياسات المملكة في الداخل والخارج، ويتمنى معارضو السياسة الخارجية للسعودية، التي تتسم بفرط القومية والبلطجة أحيانًا، أن يشهدوا الإطاحة بالرجلين الأقرب لبن سلمان”.

لفتت الصحيفة الأميركية إلى أن الرجلين ليسوا بين الثمانية عشر متهم، الذين قالت “السعودية” أنهم متورطين في مقتل “خاشقجي”، ولكن “المملكة” ألقت بالفعل بعض اللوم في مقتل “خاشقجي” على السيد “القحطاني”، قيصر الإعلام الاجتماعي، حيث فقد لقبه كمستشار للمحكمة الملكية؛ لأنه ساهم في انتشار الخطابة اللاذعة تجاه نقاد المملكة، مما أدى إلى مقتل السيد “خاشقجي”، حسبما قال مسؤول سعودي. ولكن من غير الواضح أي واجبات قصر فيها “القحطاني”، أدت إلى الإطاحة به عقب الأزمة.

أما عن “آل شيخ”، قالت الصحيفة الأميركية أنه تجنب الظهور تحت الأضواء منذ مقتل “خاشقجي”، حيث كان يتلقى العلاج في الخارج عندما وقعت الأزمة.

وكان قد نوه “خاشقجي”، في إحدى التعليقات الخاصة لمجلة (نيوزويك) الأميركية  قبل وفاته، إلى خطورة الرجلين على الأمير “محمد”، حيث قال: “لا يملك ولي العهد مستشارين سياسيين بإستثناء الشيخ تركي وسعود القحطاني.. إنهم وحشيين وإن تتحداهم، قد ينتهي بك الأمر في السجن”.

صنع قاعدة شبابية ذات دعائم قومية..

يدير كلا الرجلين حقائب وسائل الإعلام الاجتماعية والرياضية، التي يتردد صداها مع العدد الكبير من الشباب السعوديين الذين يستجمعهم الأمير “محمد” كقاعدة له، وقد سعى كلاهما إلى إطلاق النزعة القومية الشديدة التي شجعها الأمير من خلال ضخ الأموال في معارك ضد منافسيه في الملاعب أو على الإنترنت.

وعلى الرغم من أن أيًا من الحافظتين لا يتعلقان بالشؤون الخارجية، إلا أن المبعوثين الأجانب غالبًا ما يبحثون عن الرجلين بسبب تأثيرهما، وفقًا لما قال “دنيس هوراك”، السفير الكندي السابق في الرياض، الذي طُرد في آب/أغسطس الماضي، بعد أن طالب دبلوماسيون كنديون آخرون بالإفراج عن نشطاء حقوقيين محتجزين.

كان السيد “آل شيخ” ودودًا، بينما كان السيد “القحطاني”؛ “يتمتع بسمعة أكثر ضراوة”، كما قال السيد “هوراك”.

يقول النقاد في “المملكة” أنهم فشلوا، في بعض الأحيان، في فهم ديناميكيات السياسة والثقافة الغربية، كما هو الحال عندما دبر “القحطاني” تجصيص اللوحات الإعلانية والشاحنات في “لندن” مع صورة رئيسه خلال زيارة ولي العهد هناك، في الربيع الماضي – إلى سخرية سكان “لندن” غير معتادين على طوائف الشخصيات الأجنبية.

وقد تم اختيار السيد “القحطاني”، الذي يحمل درجة جامعية في القانون والشعر، للعمل في البلاط الملكي قبل أكثر من عقد من الزمان، حيث اكتسب فهمًا عميقًا لأسرار العائلة المالكة، ويقول عنه أفراد وأعضاء العائلة المالكة إنه استغلها لاحقًا لمساعدة الأمير “محمد” في التخطيط لصعوده وهزيمة منافسيه.

قالت الصحيفة الأميركية أن “القحطاني” طور اهتمامًا بالقرصنة، في عام 2009، وفقًا لصور تداولها أعضاء منتديات الإختراق الإلكتروني. وفي عام 2012، كشف موقع (ويكيليكس) عن رسائل من البريد الإلكتروني الخاص بـ”القحطاني” لشركة تجسس إيطالية تدعى، “هاكينغ تيم”، تسعى لإستئجار أشخاص لديهم “معرفة تقنية عالية” من أجل “شرح الحلول التي تقدمها والتدريب والتكاليف”.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن “آل شيخ”، يتميز بالنسبة لولي العهد، بروح الدعابة والولاء الشديد، وقال أفراد من العائلة المالكة أن الأمير “بن سلمان” و”آل شيخ” طورا علاقات شخصية قوية، حيث كافئ “آل شيخ” بميزانية لا حدود لها على ما يبدو؛ لجعل “المملكة” منافسًا دوليًا في “التنس والملاكمة وكرة القدم” وغيرها من الرياضات.

في إمتداد حملته الممولة بشكل ملكي لبناء إمبراطورية رياضية، أصبح “آل شيخ”، الرئيس الفخري لأحد أكثر فرق كرة القدم نجاحًا وشعبية في “مصر”، وهو شرف يعتقد على نطاق واسع أنه يعكس استثمارات ضخمة من أموال ولي العهد. لكن “آل شيخ” استقال في نزاع مع مجلس الإدارة، بعد بضعة أشهر، وبدلاً من ذلك قام بتمويل نادي منافس وهو نادي “بيراميدز” المصري.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب