14 أبريل، 2024 6:46 ص
Search
Close this search box.

“نيويورك تايمز” ترصد .. مأساة الأطفال العائدون من “داعش” إلى تركيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

جلست “نيسا”، 9 أعوام، في أحد أركان المنزل تتذكر آخر قُبلة من والدتها لها باسمة متأثرة بالذكرى التي تعيش عليها بعدما تركت أحد السجون بـ”العراق”، حيث كانت ترافق أمها في زنزانة السجن بتهمة دعم الإرهاب. طفلة صغيرة عاشت حياة قصيرة مليئة بالصدمات والاضطرابات التي لا توصف.

هكذا كان وصف صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية لوضع العائدين من الحرب في صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي في “سوريا” و”العراق”.

واستطردت الصحيفة الأميركية رواية قصة الطفلة، “نيسا”، التي تعرضت لأزمة بسبب إنضمام والدتها لـ (داعش) في “العراق”، أنها كانت تعيش في أحد معاقل (داعش)؛ بعد أن أخذ والدها العائلة من “تركيا” للإنضمام إلى الجماعة الإرهابية. وفقدت الطفلة أخيها وأبيها بسبب الحرب. ثم قضت أكثر من عام في سجن عراقي مع عشرات العائلات التركية الأخرى المرتبطة بالتنظيم.

الآن، “نيسا” هي واحدة من أكثر من 200 طفل تركي عائدون من “العراق”. تم تسليمها إلى أجدادها في مدينة “إسطنبول”، الذين يعرفون فقط بعض القصاصات مما مرت به.

تركيا تستقبلهم بقلق وريبة..

وكانت “تركيا”، مثلها مثل العديد من الدول الغربية، بطيئة في استعادة المواطنين الذين فروا للإنضمام إلى (داعش)، حيث وسع “تنظيم الدولة الإسلامية” حكمه العنيف في “سوريا” و”العراق” إبتداءً من عام 2014. ولكن هناك مخاوف من جلب الإرهاب مع مجندي فلول (داعش) العائدين إلى بلادهم الأصلية.

يتم احتجاز أكثر من 12 ألف امرأة وطفل أجنبي في “سوريا” و”العراق”. ويشكل ذلك مأزقًا صعبًا بالنسبة لبلدانهم الأصلية، والتي رفض معظمهم إعادة مواطنيهم إلى وطنهم.

ولكن بفعل ضغط أسر المجندين لدى (داعش)، على الحكومة التركية، قام المسؤولون الأتراك بتغيير منهجهم تجاه ذلك الملف الخطير.

وبدأوا في مساعدة العائلات على التفاوض بشأن البيروقراطية القانونية في “العراق” وتأمين إطلاق سراح بعض الأطفال، على الأقل المحتجزين في سجن بالقرب من العاصمة العراقية، “بغداد”.

تُصر عائلة “نيسا”، وآخرين من أمثالها، على أن زوجات وأطفال أعضاء (داعش) لا يستحقون أن يعاملوا كمجرمين، كما هم في كثير من الأحيان، لكن ينبغي اعتبارهم ضحايا التجنيد لدى إرهابيين بدلاً من ذلك.

ضحايا أم مجرمين ؟

يقول الخبراء إن بعض النساء تم نقلهن بالفعل إلى مقر الخلافة المزعومة لدى (داعش) رغمًا عنهن، في حين أن الكثيرات أيدن القضية بنشاط وعملوا كمنفذات أو مقاتلات.

كيفية فرز الإرهابيين من الضحايا؛ هو سؤال لا تزال العديد من الدول تتصارع معه حتى الآن؛ حيال قضية تجنيد الأفراد في (داعش)، على الرغم من أن البعض يبدو قانعًا بترك النساء المجندات في “العراق” و”سوريا”.

تم القبض على ما يقرب من 1000 امرأة تركية وطفل مرتبط بـ (داعش)، في “العراق”، غالبيتهم خارج مدينة “تلعفر” العراقية، في آب/أغسطس 2017. وكان ستة عشر من الأطفال الأكثر ضعفًا والمرضى والأيتام؛ هم أول من عاد قبل سبعة أشهر.

ثم في أيار/مايو 2019، عاد 188 طفلاً آخر، تتراوح أعمارهم بين 1 و16 عامًا، إلى أسرهم في خلال الاحتفال بعيد الفطر في أوائل حزيران/يونيو 2019.

عادت العشرات من النساء الأتراك المحتجزات في شمال “العراق” إلى المنزل، ومن المتوقع ترحيل 60 طفلًا آخر في الأسابيع المقبلة، وفقًا للعائلات والأصدقاء في “تركيا”. في حين أن ما يقرب من 800 امرأة وطفل تركي لا زالوا محتجزين في “العراق”.

محاولات إعادة تأهيل..

تعمل العائلات في “تركيا” من أجل عودة أمهات الأطفال العائدين إلى الوطن. لكن معظم البالغين قد حوكموا بالفعل وحكم عليهم في “العراق”؛ في عملية انتقدتها منظمات حقوق الإنسان و”الأمم المتحدة” باعتبارها عدالة موجزة.

خلف 188 طفلاً، عادوا إلى الوطن، وراءهم 84 أمًّا لا زلن رهن الاحتجاز، وحُكم على 26 منهن بالإعدام، وفقًا لقاض مطلع على قضاياهما في “بغداد”.

لا شك أن الأطفال مروا بأوقات عصيبة ويحتاجون إلى رعاية، وهو ما يظهر في تعامل العائلات مع كل شيء يخصهم، في تلك الفترة الحرجة، من إعادة التأهيل والعلاج من أمراض الجرب والملاريا؛ إلى السلوك المحموم والبكاء طوال الليل.

قالت جدة “نيسا”، في حوارها للصحيفة الأميركية؛ أن الرعب الذي عاشته الطفلة يجبرها على عدم الدخول في أماكن مظلمة مثل غرفة المرحاض وتختفي حال ما ترى أي طائرة محلقة في السماء توقعًا منها أن قصفًا سيحدث.

سافر “حسين”، وهو طاهي معجنات في مدينة “دنيزلي”، بجنوب غرب “تركيا”، أربع مرات إلى “بغداد” لإنقاذ حفيده، “هاليت”، البالغ من العمر عامين، والذي كان من بين المجموعة الأولى المكونة من 16 طفلاً الذين أعيدوا إلى ديارهم.

قال “حسين”: “كان مصابًا بالملاريا والجرب”. في الأسبوع الأول، كان يبكي بشدة. وأضافت جدته، “نيفين”: “لقد وصل الأمر إلى درجة أنه لم يعد يستطيع البكاء”.

يذكر أن سجن “بغداد”، حيث تتقاسم العشرات من الأمهات والأطفال الأتراك زنزانة جماعية، كان مكانًا غير مؤهل لاستضافة السجناء، وفقًا لـ”حطاب”، البالغ من العمر 12 عامًا، وهو عائد آخر من مدينة “قونية” التركية، الذي احتجز هناك لفترة من الزمن.

وتابع “حطاب” قائلًا أن الحراس كانوا يتعاملون مع السجناء مثل الحيوانات؛ وكانوا يضربون الأطفال على أيديهم بقوة.

تعاملت “وزارة الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية”، في “تركيا”، مع العائدات وتطعيم الأطفال وتسجيلهم وتوفير ملابس جديدة قبل تسليمهم إلى الأقارب. قام المسؤولون بزيارة العائلات في المنزل وعرضوا عليهم مساعدة نفسية، رغم أن أيًا من الذين تمت مقابلتهم لم يتلقوا المساعدة بعد.

وبعض الأطفال الأوائل الذين عادوا أصيبوا بصدمات نفسية، وكان لديهم مشاكل في المدرسة، وفقًا لما اوردته جدة الطفل العائد إلى “تركيا”، “حطاب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب