10 أبريل، 2024 5:36 م
Search
Close this search box.

“نيويورك تايمز” تتساءل .. هل “ظريف” طرفًا موثوق به في مفاوضات طهران مع واشنطن ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

سخر المتشددون الإيرانيون من وزير خارجيتهم، “محمد جواد ظريف”، بسبب ميوله للثقافة الأميركية وإقامته غير الدائمة في “الولايات المتحدة”؛ وتردده عليها من حين لآخر على مدار ثلاثة عقود.

يعتبر “ظريف”؛ الإيراني الأكثر إرتباطًا بمفاوضات صفقة عام 2015، التي حدت من البرنامج النووي الإيراني مقابل التخفيف من العقوبات الاقتصادية الشاملة.

الآن؛ ومع اقتراب “الاتفاق النووي” على الإنهيار، ومع إعادة إدارة “ترامب” فرض عقوبات صارمة على “إيران”، ومع تهديد “طهران” بإعادة تشغيل عناصر برنامجها النووي، يتعرض السيد، “ظريف”، لهجوم ناري متجدد؛ ليس فقط من المتشددين في “طهران”، ولكن أيضًا من “واشنطن”.

يقول مسؤولو “البيت الأبيض” إن الرئيس، “دونالد ترامب”، قد طالب بفرض عقوبات على وزير الخارجية الإيراني على وجه التحديد، مما أثار جدلاً في كلا البلدين حول نوايا الإدارة الأميركية.

وقع فريسة لصقور البيت الأبيض !

بحسب صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، صقور الإدارة الأميركية؛ مثل وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، و”جون. آر. بولتون”، مستشار الأمن القومي ، يجادلون بأن تأثر السيد “ظريف” بالثقافة الأميركية هو ما يجعل منه شخصية خطيرة مثل شخصية الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”.

رأى “بومبيو”؛ أن استخدام وزير الخارجية الإيراني لغته الإنكليزية الأميركية التي لا تشوبها شائبة، هو طريقة للخداع من أجل إخفاء ولائه لجدول الأعمال المتشدد للزعيم الإيراني الأعلى، آية الله “علي خامنئي”.

لكن النقاد يردون على ذلك؛ بأن التهديد الكبير للدبلوماسيين الإيرانيين لا معنى له، وذلك لأن هدف “ترامب” النهائي هو استئناف المفاوضات مع “إيران”.

ويقول النقاد إن قطع الوسيط عن أي محادثات قد لا يترك للإدارة، في نهاية المطاف، أي خيار سوى المواجهة. وهو ما وصفه “غيف بريسكوت”، المدير السابق لإيران في “مجلس الأمن القومي”؛ في عهد الرئيس السابق، “باراك أوباما”، بأنه سيصعب الأمر على الإيرانيين في اختيار نوع ما من الدبلوماسية.

ستؤذي نفسها إن مسته العقوبات !

في تبادل لرسائل للبريد الإلكتروني حصلت عليها صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، قال “ظريف” إنه شعر بمخاطر شخصية ضئيلة من “العقوبات الأميركية”. موضحًا: “كل من يعرفني يعرف أنني أو عائلتي لا أملك أي ممتلكات خارج إيران. أنا شخصيًا ليس لدي حساب بنكي خارج إيران. إيران هي حياتي كلها وإلتزامي الوحيد. لذلك ليس لدي مشكلة شخصية مع العقوبات المحتملة”.

وجادل السيد “ظريف” بأن “واشنطن” ستؤذي نفسها فقط عن طريق عزله. وأضاف “ظريف”: “إن التأثير الوحيد – وربما الهدف الوحيد – لفرض عقوبات ضدي هو الحد من قدرتي على التواصل. وأنا أشك في أن هذا سيخدم أي شخص؛ وهو بالتأكيد ما سيحد من إمكانية إتخاذ قرارات مستنيرة في واشنطن”.

ومن جانبه؛ أضاف “ظريف”، أنه لا يطلب أبدًا من الأميركيين أن يثقوا به أو حتى يشعروا بالإرتياح تجاهه، لأن ذلك أمرًا غير منطقي في ظل توتر العلاقات.

وكتب السيد “ظريف”، في رسالة البريد الإلكتروني، في إشارة إلى الاتفاق: “على عكس التصريحات العلنية الصادرة عن منتقديها من جميع الأطراف، لم تعتمد خطة العمل المشتركة على الثقة”، حيث استندت بالفعل إلى إعتراف صريح بعدم الثقة المتبادل. هذا هو السبب في أنها طويلة ومفصلة.

ما بين الاستقالة والمحاكمة..

واعتبر “خامنئي”، دون تسمية السيد، “ظريف”، أو السيد، “حسن روحاني”، أن أولئك الذين أقنعوه بالتفاوض مع “واشنطن” أرتكبوا بحقه خطأً خطيرًا.

جادل متشددون آخرون بأنه يجب على السيد، “ظريف”، الآن أن يستقيل أو يواجه تهمة الإقالة أو أن يحاكم على جريمة قيادة “إيران” إلى اتفاق أدى إلى تفكيك سنوات من البحث والاستثمار النوويين دون فائدة.

قال “عبدالرضا دافاري”، المستشار المحافظ، لـ”محمود أحمدي نجاد”، الرئيس الإيراني السابق، في مقابلة عبر الهاتف من “طهران”، إن “جواد ظريف” وحكومته وضعوا كل الرهانات في سلة السياسة الخارجية والصفقة النووية. “لقد كان فشلاً مذهلاً، وهم الآن يعتمدون على أمل أن يؤدي تغيير الإدارة في الولايات المتحدة إلى إنقاذهم”.

قال المسؤولون الإيرانيون مرارًا إنهم سعوا فقط إلى استخدامات سلمية للطاقة النووية، وليس سلاحًا نوويًا – وهو إدعاء محل خلاف واسع النطاق في الغرب. ولكن مع إنتهاء اتفاق 2015، دفع العديد من المحافظين في “طهران” لاستئناف برامجها لتخصيب المواد النووية “كدليل على القوة”، كما قال السيد “دافاري”.

وقال السيد، “دافاري”، إن البعض مع تشددهم ما زالوا منفتحين على المفاوضات مع السيد “ترامب”، لكن ليس من خلال “ظريف”.

يعرف كيف يتعامل مع الأميركيين..

استقال “جواد ظريف”، لفترة وجيزة، في شباط/فبراير 2019، بعد فشل المحافظين داخل الجيش الإيراني في إدراجه في زيارة قام بها الرئيس السوري إلى “طهران”، ولكن تدخل “خامنئي” لإبقاء السيد، “ظريف”، في المنصب.

ويدافع المعتدلون الإيرانيون، عن “ظريف”، بشكل ملحوظ، حيث قال “مصطفى تاج زاده”، السياسي الإصلاحي البارز: “لم يكن لدينا وزير خارجية مثل ظريف في تاريخ إيران”. “ما حققه من الصفقة النووي،  كسب ثقة كل من الأميركيين والسيد خامنئي”.

وفقًا لـ (نيويورك تايمز)، يُعرف “ظريف” بسهولته بين الأميركيين على أعلى المستويات في النظام السياسي الإيراني، حيث المعرفة الضحلة بـ”الولايات المتحدة”، بشكل عام، والشكوك العميقة. وقد حضر إلى “الولايات المتحدة”، في سن السابعة عشر للدراسة في الكلية، وكان طالبًا جامعيًا في جامعة ولاية “سان فرانسيسكو”، عام 1979، عندما إندلعت “الثورة الإسلامية”، في “طهران”، كما ساهم في قيادة مجموعة من الطلاب الثوريين الذين أستولوا على القنصلية الإيرانية في “سان فرانسيسكو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب