خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
يبدو أن العداء بين نظامي الحكم في كل من “السعودية” و”إيران” جعلهما يتنافسان في منح مزيد من الحقوق للمراة. فبعد الإجراءات التي إتخذها ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، بهدف النهوض بمكانة المرأة, إذا بمدير شرطة طهران يُعلن أنه لن يتم اعتقال النساء بسبب عدم إرتداء الحجاب.
وفي هذا الإطار نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية تقريراً حول مدى العداء والتنافس بين الرياض وطهران؛ وكيف أن ذلك يخدم في نهاية المطاف مصالح المرأة والحد من القوانين التي تقمعها.
الشرطة الإيرانية ستخفف القيود على النساء..
تقول الصحيفة الأميركية إن إيران والسعودية – العدوتين اللدودتين في الشرق الأوسط – تتنافسان فيما بينهما في مجال جديد ومثيرة للدهشة, ألا وهو “المساواة بين الجنسين”.
حيث تتبارى كلتا الدولتين لتحديد أي منهما ستكون الأسرع في تعديل القوانين التي تقمع النساء وتنتقص من حقوقهن. وكان مدير شرطة طهران قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن القوات التابعة له – التي تقوم بدوريات متواصلة في أرجاء المدينة – لن تعتقل النساء بشكل تلقائي بعد الآن لمجرد عدم إرتداء “الحجاب” في الأماكن العامة, وأنه بدلاً من معاقبتهن فسيتم إسداء النصح لهن.
الرياض وطهران: خلافات جوهرية..
أضافت (نيويورك تايمز)؛ أنه قبل حوالي أسبوعين قررت السلطات في المملكة العربية السعودية – التي تُعد أكثر الدول قمعاً للنساء – السماح للمتنافسات في إحدى بطولات “الشطرنج” الدولية بعدم إرتداء العباءة – التي تغطي كامل الجسد. ويُعد هذا أحدث قرار ضمن مجموعة الإجراءات التي إتخذها ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، والتي تشمل أيضاً السماح للمرأة بقيادة السيارة.
ومن المعلوم أن المملكة العربية السعودية وإيران متناحرتان في كثير من الأمور, فهما تعتنقان مذهبين إسلاميين مختلفين، وبينهما خلاف شديد في العديد من القضايا؛ مثل الحروب في سوريا واليمن والسياسة اللبنانية والعلاقات مع الولايات المتحدة وإنتاج النفط والحج إلى الأماكن المقدسة، فضلاً عن مسألة من منهما تدعم الإرهاب. لكن الدولتين تتعرضان حالياً لضغوط خارجية وداخلية فيما يتعلق بـ”حقوق المرأة”.
وتاريخياً، تتمتع النساء في إيران – رغم القوانين الصارمة التي تم سنها بعد ثورة عام 1979 – بمزيد من الحريات, مقارنة بالنساء في المملكة العربية السعودية. ولكن هذا الفارق لم يعُد ملحوظاً، لا سيما بعد الإجراءات التي إتخذها “محمد بن سلمان”، الذي يسعى جاهداً لتخفيف القبضة الدينية المتشددة على الحياة اليومية.
وطبقاً لما أعلنته السلطات السعودية؛ سيتم قريباً السماح للنساء السعوديات بزيارة الملاعب الرياضية العامة التي تُقام بها مباريات كرة القدم. وبدءاً من شهر حزيران/يونيو القادم سوف يُسمح لهن، ليس فقط بقيادة السيارات الخاصة، بل أيضاً الشاحنات والدراجات النارية.
هل هناك صلة بين التغييرات في البلدين ؟
ترى الصحيفة الأميركية أنه من غير الواضح إن كانت التغييرات التي طرأت في المملكة العربية السعودية هي التي أدت مباشرة إلى التغييرات في إيران. ولكن هناك نشطاء في مجال حقوق المرأة يؤكدون على أن هناك بالفعل صلة واضحة بين ما أستجد في الدولتين.
حيث أكدت إحدى الناشطات الإيرانيات على أن المرأة في إيران والمملكة العربية السعودية أخذت تستفيد بالفعل من التنافس بين النظامين على نيل لقب “البديل الإسلامي المعتدل والحديث”.
غير أن هناك نشطاء آخرون لا يرون بالضرورة وجود صلة حقيقية بين ما يجري في البلدين، وهم يعزون التغيرات في إيران لأسباب أخرى, فيقولون إن الشباب الإيراني أقل إلتزاماً من آبائهم بالقيود الاجتماعية التي تفرضها الحكومة. أما سبب تخفيف القيود المفروضة على قواعد لباس المرأة في إيران، فيرجع جزئياً، على الأقل، إلى أنه من غير اللائق عملياً ملاحقة النساء قضائياً، أو إلزامهن بدفع غرامة أو الزج بهن في السجون لمجرد عدم الإلتزام بقواعد اللباس المحتشم.
إسداء النُصح بدلاً من العقاب..
في حديث لـ(نيويورك تايمز)، يقول “نادر كريمي”، وهو إيراني مقيم في طهران: “لقد تبين أن اعتقال النساء ومحاكمتهن يستغرق وقتاً طويلاً”.
وفي حقيقة الأمر فإن القانون لم يتغير، ولكن يتم في بعض الأحيان إستبدال الغرامات وعقوبة الجلد بـ”جلسات إسداء النُصح “. ويشير آخرون إلى أن المرأة في إيران لا تزال مُلزمة بإرتداء “الحجاب” في الأماكن العامة, ولا تعني السياسة الجديدة أنه يجوز للمراة الخروج إلى الشارع دون “حجاب”.