تم ذبح ما لا يقل عن 72 شخصًا من قرية تقطنها أغلبية سنية في شرق العراق بشكل منهجي هذا الأسبوع. ووفقًا لما يقوله الشهود وزعماء السنة المحليين، تمت عملية القتل هذه على يد الميليشيات الشيعية التي تدعم قوات الأمن العراقية.
وقالت الحكومة العراقية، الخميس، إنها تحقق في هذه المزاعم، وذلك بعد أيام من نفي مسؤولين أمنيين في محافظة ديالى أن تكون أعمال القتل عمليات إعدام طائفية يرتكبها الشيعة الموالون للحكومة. ولكن روايات الشهود تشير إلى أن هذا هو ما حدث في قرية بروانة ابتداءً من يوم الاثنين. ووصف العديد من الناجين رؤيتهم لوصول مقاتلي الميليشيات والقوات المرافقة إلى القرية بعد ظهر ذلك اليوم.
وقال شهود عيان إن: “مقاتلي الميليشيات بدؤوا بمناداة أسماء الناس الذين كانوا يسعون للحصول عليهم، ومن ثم بدؤوا على الفور بقتلهم. بعض الضحايا قتلوا عند عتبات أبواب منازلهم، في حين تم صف بعضهم الآخر ورشهم بالرصاص“.
وتأتي عمليات القتل هذه كتذكير بالعنف الطائفي الذي قاد العديد من العراقيين السنة إلى فقدان كل الثقة في حكومتهم والميليشيات المتحالفة معها، حتى قبل بدء جهاديي الدولة الإسلامية بالتقدم السريع في شمال العراق الصيف الماضي. وفي الأشهر الأخيرة، سعت الحكومة الجديدة المدعومة من الغرب، بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، لاستعادة ثقة السنة في العراق، واصفةً هذه الجهود كجزء لا يتجزأ من الحملة لهزيمة الدولة الإسلامية. ولكن الجانب العسكري من الصراع قد زاد في الواقع من انعدام الثقة الطائفية في بعض المناطق السنية، بينما قادت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وبمساعدة من القوات الكردية، الكفاح ضد الدولة الإسلامية.
وكانت هناك تقارير كثيرة عن وقوع عمليات قتل انتقامية في أعقاب تقدم الميليشيات في أجزاء من العراق، وهو ما خلق موازنًا للتقارير عن الفظائع واسعة النطاق التي ترتكبها الدولة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها.
وفي ديالى، تحدث سكان ومسؤولون محليون عن قتال عنيف اندلع بين الدولة الإسلامية والجيش في المنطقة خلال الأيام التي سبقت عمليات القتل. وكانت قوات الأمن العراقية والميليشيات الموالية لها قد تكبدت خسائر فادحة، وفقًا للمسؤولين.
ولكن عملية القتل يوم الاثنين لم تحدث في خضم المعركة، وفقًا لخمسة شهود من بروانة. وقال شهود العيان إن قافلة للجيش العراقي جاءت إلى القرية بعد ظهر يوم الاثنين، مطمئنةً السكان بأن كل شيء كان على ما يرام. وأضاف الشهود أن عددًا آخر من المركبات وصل بعدها إلى القرية، وبعض هذه السيارات يحمل شارات الميليشيات الشيعية. وقالت هذه الميليشيات إنها كانت تبحث عن رجال قدموا إلى القرية كلاجئين من مناطق أخرى.
وقال أحمد الجبوري (24 عامًا) إن ابن خاله، شعيب، والذي كان يقيم في البيت المجاور؛ قتل عندما فتح الباب للميليشيات. وهو ما دفع الجبوري الذي كان يسكن بالجوار إلى الهرب. ومن جهته، قال رجل يبلغ من العمر 42 عامًا، وعرف عن نفسه باسم أبو أحمد، إنه كان قد فر من القتال في منطقة مجاورة، وكان يقيم مع أقاربه في بروانة عندما وصلت الميليشيات يوم الاثنين. وقال أبو أحمد إن الميليشيات طلبوا من السكان أن يصطفوا في الشوارع، من أجل التحقق من هوياتهم، وقالوا: “لا تخافوا. سيقوم الكمبيوتر بإثبات براءتكم“.
وأضاف أبو أحمد أنه تم السماح لبعض الناس بالمغادرة، ولكن تم أخذ عشرات آخرين بعيدًا، مع تأكيد المسلحين على أنهم سوف يكونون على ما يرام. وبعد فترة وجيزة، سمع الجميع صوت إطلاق النار.