4 مارس، 2024 8:52 م
Search
Close this search box.

نيران الانتخابات الألمانية .. تخرج تركيا من الاتحاد الأوروبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يوماً بعد يوم تقترب الانتخابات الألمانية ويشتعل معها الصراع مع تركيا، وبتصريحات تسكب الزيت علي النار، أعلنت المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل”, الأحد 3 أيلول/سبتمبر 2017، أنها تريد الدخول في نقاش حول وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدة على أنها لا تؤمن بإمكانية حدوث هذا الانضمام.

وقالت “ميركل”, خلال مناظرة تليفزيونية استعداداً للانتخابات التشريعية في 24 أيلول/سبتمبر الجاري، “من الواضح أنه لا يجب أن تصبح تركيا عضواً في الاتحاد الأوروبي”، مضيفة أنها تريد “مناقشة هذا الأمر” مع شركائها في الاتحاد الأوروبي “لنرى إذا كان بالإمكان التوصل إلى موقف مشترك إزاء هذه النقطة، وإذا كان بإمكاننا وقف مفاوضات الانضمام”.

وأوضحت أنها لا ترى أن انضمام تركيا قادم, ولم تؤمن يوماً بأنه يمكن أن يحدث، مشيرة إلى أن المسألة تكمن في معرفة من “سيغلق الباب” أولاً، تركيا أم الاتحاد الأوروبي.

تتخذ خطوات تبعدها عن أوروبا..

في استجابة سريعة، استبعدت المفوضية الأوروبية انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، معللة ذلك بأفعال السلطات التركية.

وقال المتحدث باسم المفوضية, في مؤتمر صحافي دوري، عقب دعوة المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” لوقف محادثات انضمام أنقرة للإتحاد الأوروبي، إن “تركيا تتخذ خطوات ضخمة تبعدها عن أوروبا وهذا يجعل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي مستحيلاً”.

غير أنه أكد على أن أي قرار بشأن إنهاء المفاوضات, المتوقفة بالفعل منذ فترة, يتطلب موافقة الدول الـ28 الأعضاء، وليس بروكسل.

انكماش الدور الأوروبي..

خلال ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية, “إبراهيم قالن”, إن تجاهل ألمانيا وأوروبا للأزمات الأساسية والعاجلة, والهجوم على تركيا ورئيسها, هو انعكاس لانكماش الدور الأوروبي وهجوم على المبادئ التي قامت عليها.

وفي الوقت ذاته، قال المرشح الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات أمام “ميركل”, “مارتن شولتز”، إنه سيسعى إلى إنهاء مفاوضات حصول أنقرة على العضوية حال انتخابه.

الانغماس في الشعبوية..

اتهم المتحدث باسم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ساسة ألمان، الاثنين 4 أيلول/سبتمبر 2017، بالانغماس في الشعبوية بالحديث عن إنهاء محادثات انضمام أنقرة للإتحاد الأوروبي.

وعلق “قالن”, في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التدوين القصير “تويتر”, قائلاً: “هم يحاولون بناء سور برلين بحجارة الشعبوية”.

مضيفاً: “ألا تدرك ألمانيا التي فتحت أحضانها بشكل علني لمنظمات إرهابية مثل “بي. كا. كا” و”غولن”, أنها تدافع عن الإرهابيين والانقلابيين وليس عن الديمقراطية”.

وتابع: “ليس هناك أهمية كبيرة لفوز أي حزب في الانتخابات الألمانية، لأن العقلية التي ستفوز في الانتخابات واضحة من الآن”.

وأردف أن عدم تطرق “ميركل” و”شولتز” إلى التمييز والعنصرية المتصاعدين، يظهر النقطة التي وصلت إليها السياسة الألمانية، معرباً عن أمله في أن يتغير هذا الجو المضطرب في العلاقات التركية الألمانية بأسرع وقت ممكن.

القرار ليس بأيديكم..

مع ذلك أكد “قالن” على أن أي قرار بشأن وقف عملية الانضمام, المتعثرة منذ فترة طويلة, في أيدي الدول الثماني والعشرين الأعضاء بالاتحاد وليس المفوضية في بروكسل.

تدهور حقوق الإنسان..

تتهم المفوضية الأوروبية تركيا بـ”التراجع بدرجة خطيرة” فيما يتعلق بالحقوق وحكم القانون, منذ الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو الماضي.

وتزامناً مع صدور تقييم سنوي لمستوى التقدم في مسعى أنقرة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، قال مفوض شؤون توسيع الاتحاد “يوهانس هان”, إن الإجراءات التي شهدتها تركيا عقب محاولة الانقلاب “أثرت على شرائح المجتمع كافة”.

وضعها لا يسمح بالاستمرار في المفاوضات..

في السياق ذاته، قال “كريستوف كاستانير”, المتحدث باسم الحكومة الفرنسية, الثلاثاء 5 أيلول/سبتمبر 2017, إن “وضع تركيا السياسى لا يسمح بالتفكير فى الاستمرار فى مفاوضات” انضمام هذا البلد للاتحاد الأوروبى، موضحاً, لإذاعة فرنسا الدولية, “يجب مواصلة الحوار” إما “التفاوض وهو على أى حال معلق، فانه لا وجود له اليوم، هذا هو واقع الحال”.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية إنه “فى السنوات العشر الأخيرة استخدمت تركيا كبش فداء لتبرير مواقف سياسية فى فرنسا، وكان يتم التلويح بتركيا لإثارة الخوف فى حين انه فى الواقع تركيا هى جزء من تاريخنا المشترك”.

وأضاف: “يبدو أن الأمر الأكيد هو أن الوضع السياسي اليوم في تركيا لا يتيح التفكير، وفق الأسس التي نسير عليها، في الاستمرار في المباحثات والمبادلات وفي الأمل في تعزيز اندماج تركيا.. وأنا آسف لذلك”.

يجب التخلي عن اللغة المبتذلة..

أفاد كبير مفاوضي تركيا مع الاتحاد الأوروبي, “تشليك”, بأن هذه المبارزة تتابع بعبرة وعظة في مختلف أنحاء العالم، مضيفاً “يبدو أنه ليس هناك همّ تحمله ألمانيا, مع اقتراب الانتخابات, سوى الحديث عن تركيا ومشكلة اللاجئين وجعلهما مسألة داخلية. ولهذا فإننا نشاهد الساسة الألمان يتنافسون فيما بينهم لمهاجمة تركيا كوعد يعدون به الناخبين”، مشدداً على ضرورة تخلي السياسيين في ألمانيا عن هذه اللغة المبتذلة التي يستخدمونها.

تسميم العلاقات..

أكد “تشليك” على أن هذه اللغة المبتذلة, التي تحاول تسميم العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا, تعتبر مشكلة جدية بالنسبة لبرلين، وتابع بقوله: “تسيطر حالة من الخوف من الفشل على شولتز، ولهذا فإنه يقول عكس ما قاله عن تركيا أمامنا خلف الأبواب الموصدة. وأما ميركل فقد أقدمت هي الأخرى على الدخول في منافسة معه للإساءة إلى تركيا حتى لا تكون قد توانت عن فعل ما أقدم عليه خصمها”.

مساعي تركيا..

يرجع تاريخ مساعي تركيا للانضمام إلى الإتحاد الأوروبي, إلى عام 1959, وتم توثيق ذلك في اتفاقية أنقرة عام 1963, والتي أقرت العضوية التدريجية لتركيا في الإتحاد الجمركي الأوروبي، وقدمت تركيا طلباً في عام 1987 للانضمام إلى ما كان يسمى الاتحاد الاقتصادي الأوروبي, وقد تم تصنيفها من قبل الاتحاد الأوروبي في 1997 على أنها مؤهلة للانضمام إليه، لكن لم تبدأ المفاوضات حول ذلك فعلياً حتى عام 2005.

وتعثرت مساعي إمكانية انضمام تركيا للاتحاد لأسباب عديدة ومتباينة..

اسباب التعثر..

عدد سكان تركيا حوالي 78 مليون نسمة، يجعلها ثاني أكبر عضو في الاتحاد من حيث عدد السكان بعد ألمانيا، هذا يعني أنه يحق لتركيا عدد أكبر من المقاعد داخل البرلمان الأوروبي ويجعلها من الأعضاء الفاعلين فيه، وبالتالي سيكون هناك أكبر عدد من النواب الذين قد يطرحون القضايا الإسلامية على المائدة الأوروبية.

البعض من الأوروبيين يعتقدون أن انضمام تركيا للاتحاد سيدفع بأعداد هائلة من المهاجرين الأتراك من أصحاب الدخل المحدود إلى بعض دول الاتحاد مثل “ألمانيا وفرنسا” وغيرها لتحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى إمكانية انتشار السلع التركية الرخيصة في دول الإتحاد ومنافستها للصناعات المحلية.

رفض دولي..

بصعوبة شديدة هناك من يؤيد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فقد أصبحت معظم الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا رافضة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى جانب “اليونان”, بسبب الخلاف التاريخي بين الدولتين وسيطرة تركيا على قبرص عام 1974، والنزاع بين البلدين، وعدم اقرار تركيا فيما بات يعرف بـ”المجازر الأرمنية” خلال الحرب العالمية الأولى.

وشهدت تركيا في السنوات الأخيرة تدفقاً غير مسبوق من اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم ثلاثة ملايين، بالإضافة إلى توجه مئات الآلاف منهم إلى الدول الأوروبية من خلال تركيا.

قادت هذه الموجات من الهجرة غير القانونية لأوروبا, إلى الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي على خطة عمل مشتركة وتفعيلها في مؤتمر قمة الاتحاد الأوروبي وتركيا في تشرين ثان/نوفمبر عام 2015, بهدف تنظيم الهجرة والحد من الهجرة غير الشرعية.

وفي آذار/مارس عام 2016 كرر الاتحاد الأوروبي وتركيا تأكيدهما وإلتزامهما المشترك بإنهاء الهجرة غير النظامية من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي, للتصدي لمهربي اللاجئين الذين كانوا سبباً في موت الآلاف منهم.

وبلغت كلفة خدمة اللاجئين في تركيا في الفترة بين 2016 – 2017 إلى ثلاثة مليارات يورو.

قلق النواب..

النواب الأوروبيون أعربوا مؤخراً عن قلقهم إزاء “تدهور سيادة القانون وحقوق الإنسان وحرية الإعلام ومكافحة الفساد”, بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. كما أدان النواب الأوروبيون تصريحات الرئيس التركي الداعية لإعادة فرض عقوبة الإعدام، خلافاً لمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وزاد اعتقال الآلاف من معارضي “رجب طيب أردوغان”, من أنصار حركة “فتح الله غولن” أو من الساسة والنشطاء الكرد من الفجوة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

توتر بين برلين وأنقرة..

تشهد العلاقات بين تركيا وألمانيا توتراً متصاعداً، منذ اعتقلت السلطات التركية 12 ألمانياً من بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف العام الماضي. وتقول برلين إن الاعتقالات لها دوافع سياسية, وطالبت أنقرة بالإفراج غير المشروط عن رعاياها.

التحريض ضد التوصيت..

تبادل الطرفان انتقادات لاذعة، فوصف الرئيس التركي, الشهر الماضي, زعماء الحزب الحاكم في ألمانيا بـ”أعداء تركيا”، وقال إنهم يستحقون رفض الناخبين الألمان ذوي الأصول التركية لهم في الانتخابات الألمانية الوشيكة.

ويمكن لنحو مليون شخص من أصول تركية يعيشون في ألمانيا التصويت.

ولطالما عارض حزب ميركل، “الاتحاد الديمقراطي المسيحي”، عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، لكن تركيا بدأت مفاوضات الانضمام قبل تولي حزب “ميركل” سدة الحكم عام 2005.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب