“نور نيوز” الإيراني يكشف .. لماذا “هنية” ولماذا “طهران” ؟

“نور نيوز” الإيراني يكشف .. لماذا “هنية” ولماذا “طهران” ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

إن ما حدث فجر الأربعاء؛ وتسبب في خسارة مريرة وكارثة قاتلة لتيار المقاومة، يمكن تصّنيفه بلا شك كحلقة في سلسلة سياسات الاغتيال الإسرائيلية بما تنطوي عليه من طبقات متعددة ومستويات مختلفة. بحسب ما استهل التقرير التحليلي الذي أعده ونشره موقع (نور نيوز) الإيراني.

ذلك أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني؛ “بنيامين نتانياهو”، المتورط في مسّتنقع الفشل العسكري بالحرب على “غزة”، ويُصارع حصار كبير من الساخطين والمستائين داخل الأراضي المحتلة، لا يرى سبيلًا آخر إلا، أولًا: توسيع نطاق ودائرة الحرب، وثانيًا: انتهاك كل الأسس والمباديء القانونية والدولية والأعراف الدبلوماسية، والتوسل بحرب الاغتيالات.

لم يكتفِ هذا الصهيوني المتطرف بتجاوز كل حدود العنف داخل حدود قطاع؛ بحيث حول كل المستشفيات والمدراس والمساجد والكنائس إلى ميدان لإبادة الفلسطينيين، لا يتورع عن مد يده إلى الدول الأخرى بما في ذلك: “لبنان واليمن وسورية وإيران”.

وقد اتضح أن “جزار غزة” يتوسل بأي جريمة لتعويض يأسه وفشله النفسي. وانطوت سلسلة الهجمات الإرهابية لـ”الكيان الصهيوني”؛ بالأمس، على وجهين، فقد استهدف بالهجوم على المناطق المأهولة بضاحية “بيروت”؛ في “لبنان”، أحد القيادات البارزة بـ (حزب الله)، ومن جهة أخرى، تسبب في استشهاد “إسماعيل هنية”، الضيف رفيع المستوى بحفل تنصيب الرئيس الإيراني، باعتداء صاروخي على “طهران”.

والمعروف أنه كان من أذكى وأصعب أعداء كيان الاحتلال خلال السنوات الأخيرة. ورغم أنه تولى من المنظور الإدراي منصب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، لكن الجميع يعلم أنه كان القلب النابض والعقل المفكر للحركة.

والأهم أنه كان من الوجوه الأكثر تأثيرًا في تيار المقاومة ككل. امتلك إمكانيته الممتازة جدًا في المؤازة بين قوى المقاومة المتعددة، وكذلك قدرة مثالية على تنسّيق نظام دبلوماسي بين الدول المختلفة مثل “إيران، وقطر، وتركيا، ومصر، والأردن” وغيرها، ما صنع منه قائد متكامل للفلسطينيين.

واغتياله في “طهران”؛ هو بلا شك أقبح وأبشع خطوة إرهابية نفذها الصهاينة بعد الثورة.

وفيما يلي نستعرض بعض أبعاد هذا السيناريون الصهيوني:

01 – مكافحة مسّارات السلام..

قطع الصهاينة الغاضبون، بعُملة الأمس، الطريق كخطوة أولى على مسّار وقف اطلاق النار أو إقرار السلام.

فالـ”كيان الصهيوني” الصاخي يرى (من منظور قناعته بنهاية الزمان)، استمرار وجوده وبقاءه في توتير الأجواء الحربية. وكلما ابتعد عن الحالة العادية وازداد قربًا من حالة الأزمة، استشعر الصهاينة الأمن.

والتاريخ يثُّبت أنه كلما أوشكت جهود اقرار السلام أو وقف إطلاق النار على الوصول إلى المرحلة النهائية، يزداد توحش وعنف “تل أبيب”.

وكان أحد المنسّوبين إلى مؤسسي “الكيان اللقيط”؛ قد أوصى المسؤولين بقوله: “كن كلبًا، كن مسعورًا، كن في أمان”. من ثم فإن هدف “نتانياهو” الأول من هذه العملية، الإخلال بآلية وقف إطلاق النار، واستمرار الحرب بل وتوسيّع دائرة الحرب وإجبار أطراف أخرى على نزول الميدان.

02 – إيصال رسالة إلى “إيران”..

موعد ومكان استهداف الشهيد “إسماعيل هنية”؛ من أهم المسائل في هذه العملية. فقد اتخذ الصهاينة قرار اغتيال القائد الأكثر نفوذًا في (حماس) على الأراضي الإيرانية، وبعد ساعات من مراسّم تنصيب الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، وهو ما يعني أن برنامج الحكومة الجديدة فيما يخص السياسة الخارجية؛ (ثنائية التعامل والمقاومة)، ليست مرفوضة فقط من “الكيان الصهيوني”، وإنما تثُّير الرعب أيضًا.

قصد الصهاينة بمد أياديهم الدامية على زعيم (حماس) في “طهران”، إجبار الحكومة الإيرانية الجديدة في بداية عملها، إلى القيام برد فعل عصبي، وبيان خلل منظومة “مسعود بزشكيان” العقلية، والتي تنص على “المقاومة التفاعلية” منذ البداية.

وتتصور “تل أبيب” الساذجة أنها قد تستطيع بهكذا خطوة أن تقدم رمزًا على الفشل “الاستخباراتي-الأمني” الإيراني، متجاهلة فشلها مرارًا في التعامل مع المشاريع والخطط الإيرانية الذكية.

لقد أثبتت “إيران” بخبرة (45) عامًا من مكافحة “الكيان الصهيوني”، أنها لطالما فرضت أوضاعًا أمنية بالغة الصعوبة على “تل أبيب”، ولم تترك أيًا من تحركاتها المؤذية بلا رد.

والحكومة الإيرانية الجديدة لن تقصُّر في الرد بحسّم وذكاء على جريمة الصهاينة بالتوازي مع المضي قدمًا في سياسة المزاوجة بين التعامل والمقاومة.

03 – التأثير على الانتخابات الأميركية..

من المعلوم أن كل التيارات السياسية في “الولايات المتحدة” تدعم الصهاينة بقوة، مع هذا يبدو أن “نتانياهو”؛ باستصدار قرار اغتيال الشهيد “هنية”، قد أفصح عن رغبته القلبية بفوز؛ “دونالد ترامب”، في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.

ومن غير المسّتبعد أن يدعي أحدهم رغبة “نتانياهو” بهذه العملية في التأثير على الانتخابات الأميركية. وهو يتصور أنه قد يستطيع حال فوز “ترامب” نقل غرفة الحرب من “تل أبيب” إلى “واشنطن”، وأن يستمر بسهولة في سياسية المواجهة ضد الفلسطينين وأنصارهم بالتآزر مع رئيس أميركي متطرف.

وما يقوي هذه التكهنات هو سيّرة “ترامب” السوداء في اغتيال؛ اللواء “قاسم سليماني”، باعتباره مهندس (تيار المقاومة).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة