29 أكتوبر، 2024 2:15 ص
Search
Close this search box.

“نور نيوز” الإيراني يرصد .. بداية في طريق غير ممُّهد !

“نور نيوز” الإيراني يرصد .. بداية في طريق غير ممُّهد !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بعد أربعة أيام فقط من فوزه بانتخابات رئاسة الجمهورية، خاطب الرئيس المنتخب الشعب الإيراني وشعوب المنطقة عبر مقالة حظيت باهتمام بعض المراقبين، وناقش موقع (العربي الجديد)؛ في بثٍ مباشر، أبعاد وجوانب هذه المقالة بحضور عدد من الخبراء. بحسّب تقرير “صابر گل عنبري”، المنشور على موقع (نور نيوز) الإيراني.

وقد حظيت هذه الخطوة بالاهتمام؛ سواءً من حيث الشكل أو المحتوى، أولًا: بسبب الفجوة الزمنية القصيرة جدًا بين المقالة والفوز في الانتخابات، وثانيًا: مناقشة المقالة في وسيلة إعلام عربية.

دوافع ورسائل مقالة “بزشكيان”..

وكنت قد تلقيت خلال اليومين الماضيين نحو: (30) رسالة واتصال هاتفي من الأصدقاء الصحافيين والنشطاء في “تونس، والجزائر”، وحتى: “لبنان، وقطر، والسعودية، والعراق” وغيرها، تشتمل جميعها على سؤال ممزوج بالتعجب والترحيب حول دوافع ورسائل هذه المقالة.

وردود الأفعال هذه طبيعية؛ بالنظر إلى أنها أول مقالة من رئيس إيراني موجهة للمنطقة عبر وسيلة إعلام عربية. وما يحظى باهتمام المخاطب العربي، هو معرفة دوافع ودلالات خطوة “بزشكيان” من مخاطبة المنطقة عقب أيام على الانتخابات وقبل تشكيل الحكومة.

تتعرض مع التصورات حول خطابه الانتخابي..

وهذا الإجراء يتعارض مع الفكرة التي تبلورت في الفضاءات الإقليمية منذ أيام الدعاية الانتخابية؛ وموقف “بزشكيان” بخصوص أن أولوية الحكومة الجديدة إحياء وتوطيد العلاقات مع العالم الغربي، والمباحثات مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

وعقب هذه المقالة ثارت الأسئلة حول تداعيات هكذا حدث على المستوى الإقليمي؛ رغم أن الترحيب بفوز “بزشكيان” كان يتضمن نوعًا ما قبول وسعادة حكومات المنطقة بشأن الحد من التوترات الإقليمية.

إلا أن هذه المقالة غير المتوقعة، والحديث عن مقترح “آفاق أولويات السياسة الخارجية”، بمعنى تطوير العلاقات مع دول الجوار يمكن أن ينطوي على حد للقلق المذكور سلفًا.

بداية “التعامل البناء مع العالم”..

ووفق عمليات الرصد، فقد خلفت المقالة تصورًا بأن “بزشكيان” سوف يبدأ في استراتيجية: “التعامل البناء مع العالم”، ويتقدم بالتوازي على صعيد الحد من التوتر في العلاقات الإيرانية الخارجية سواءً مع الغرب أو مع دول المنطقة.

وغنيٍ عن القول إنه لطالما غلب على مواقف المسؤولين الإيرانيين الإقليمية، منذ القدم، نبرة ضرورة التعاون الإقليمي والحوار البناء، لكن بالعادة كان ينظر الموافقون والمعارضون إلى الموضوع في إطار المجاملات والتكنيكات الدبلوماسية للعديد من الأسباب، لكن ما حظى باهتمام وتأمل بعض المخاطبين في مقالة “بزشكيان”؛ هو نشرها في وسيلة إعلام عربية وعقب الانتخابات مباشرة.

ويبدو أن هذا الحدث هو نتاج توجه فريق السياسة الخارجية للحكومة الجديدة بضرورة تهيئة الأوضاع الإقليمية قبل الدخول في أي مفاوضات جدية للتخلص من العقوبات.

لا يكون ربيع بزهرة واحدة..

الملاحظة الأخرى التي لفتت الانتباه في مقالة “بزشكيان”؛ بعض عباراتها الاقتصادية في إطار الأولوية الاقتصادية في السياسة الخارجية.

والحقيقة أنه لا يكون ربيعٍ بزهرة واحدة، ولا يمكن بمقالة واحدة توقع إنتهاء التوترات الإيرانية العميقة فيما يخلص العلاقات الإقليمية. لكن هذه الخطوة قد تساعد في خلق فضاء موات ومساعد، إذا يزداد تأثيرها على النخب والإعلام.

والوضع الإقليمي الراهن يعكس اصطفافًا متعدد الطبقات، أهمها العمق مع الطرف الإيراني. وهذا الاصطفاف مرتبط مع المتغير الإسرائيلي والأميركي كذلك. وتقف بعض الأطراف العربية في هذا الاصطفاف بشكل غير مباشر مع كتلة المشاركة مع “إسرائيل” لأسباب مثل القلق من “إيران” أو طبيعة العلاقات مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

وأهم مؤشرات النجاح والتحديات التي تنتظر الحكومة الإيرانية المقبلة هو التغيير في هذه الجبهة. التحدي الآخر هو السيّطرة على توجيه رسائل إيرانية متناقضة إلى المنطقة نتاج الازدواجية، وتعدد المتحدثين غير الرسميين في السياسة الخارجية، وهذا الأمر يؤثر بالطبع على عمل المتحدث الرسمي باسم جهاز الدبلوماسية الإيرانية، ويوحي على الأقل بالنسبة للمراقبين ودول المنطقة، بأن تصريحات المتحدثين غير الرسميين هي انعكاس للرؤية والموقف الإيراني الواقعي، وليس المتحدث باسم الخارجية.

وهذا الأمر يسهم في اشعال التوترات؛ لا سيما على المستوى الشعبي والنخبوي، وأبرز مثال على ذلك تصريحات أحد نواب البرلمان قبل عدة سنوات بخصوص احتلال أربعة عواصم عربية. وتنظيم هذا الوضع المضطرب يمثل أهم تحديات السياسة الخارجية الإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة