27 أبريل، 2024 3:29 ص
Search
Close this search box.

نقطة تحول بـ”أوكوس” .. الشراكة بين بريطانيا وأميركا وأستراليا تُقلق “الصين” وتُغضب “فرنسا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة شكلت صدمة كبرى لـ”الصين” و”فرنسا”، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، “سكوت موريسون”، عن شراكة أمنية ثلاثية بين بلاده و”الولايات المتحدة” و”المملكة المتحدة”، تحمل اسم: (أوكوس).

وأكد رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس جونسون”، أن الشراكة الأمنية مع “الولايات المتحدة” و”أستراليا”؛ تهدف لتعزيز أمن منطقة المحيطين: “الهاديء” و”الهندي”.

وأضاف أن: “الشراكة الثلاثية ستعمل على حفظ الأمن، وستكون أولى مهامنا مساعدة، أستراليا، على امتلاك أسطول غواصات نووية”.

وتابع: “أستراليا؛ صديق قديم وشريك طبيعي في هذا المشروع ودولة ديمقراطية.. والدول الثلاث قاتلوا جنبًا إلى جنب في العديد من الحروب لعشرات السنين”.

خطوة تستهدف تعميق العلاقات..

بدوره، وصف الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، هذه الشراكة بأنها: “خطوة تاريخية”؛ تستهدف تعميق العلاقات بين الدول الثلاث عن طريق شراكة: (أوكوس).

وقال “بايدن”: “دول حليفة أخرى خارج مبادرة (أوكوس)؛ مستعدة لدعمها والمشاركة بها.. تكنولوجيا الغواصات النووية آمنة؛ وقد استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا لعشرات السنين”.

ولفت إلى أن: “(أوكوس) ستجمع بحارتنا وعلماءنا وصناعتنا لتوسيع حدود قدراتنا، وسنواصل شراكتنا مع حلفائنا لضمان أمن منطقة المحيطين: الهاديء والهندي”.

نقطة تحول إستراتيجي من أميركا..

ويمثل هذا الإعلان نقطة تحول إستراتيجي، لا سيما وأنها المرة الأولى التي ستُشارك فيها “الولايات المتحدة” مثل هذه التقنية الحسّاسة مع دولة أخرى غير “بريطانيا”.

وقال مسؤول كبير في “البيت الأبيض”؛ إن: “الدولة الوحيدة التي شاركت الولايات المتحدة معها هذا النوع من تكنولوجيا الدفع النووي؛ هي بريطانيا”، وذلك منذ 1958.

تُسهل تبادل المعلومات والمعرفة بين الثلاث دول..

وفي وقت سابق؛ نقل موقع (بوليتيكو)، عن مسئول في “البيت الأبيض” وموظف في “الكونغرس” الأميركي تأكيدهما؛ أن الصفقة ستقضي بتسهيل تبادل المعلومات والمعرفة بين الدول الثلاث في المجالات التكنولوجية الرئيسة؛ مثل: الذكاء الاصطناعي والمجال السيبراني والمنظومات تحت المائية والقدرات على تنفيذ ضربات عسكرية بعيدة المدى.

وأشار أحد المصدرين، للموقع؛ إلى أن الصفقة ستشمل بندًا نوويًا ستتبادل “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” بموجبه، مع “أستراليا”؛ معرفتهما بشأن تطوير البنى التحتية الخاصة بالدفاع النووي.

وأوضح مصدرا الموقع؛ أن الصفقة لا تذكر اسم “الصين” مباشرة، لكن معناها الضمني يكمن في اتخاذ الحلفاء الغربيين خطوة جديدة في سبيل التصدي لنمو “الصين” في المجالات العسكرية والتكنولوجية.

أستراليا تنسحب من صفقة الغواصات مع فرنسا..

وعلى إثر تلك الصفقة، أعلنت “أستراليا”، أمس الخميس، انسحابها رسميًا من صفقة غواصات من “فرنسا”، وإطلاق شراكة أمنية مع “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، “سكوت موريسون”، إن بلاده لن تمضي في صفقة الغواصات مع “فرنسا”، وبدلاً من ذلك ستُطلق شراكة أمنية، مع “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، مشيرًا إلى أن بلاده ستحصل، في إطار هذه الشراكة؛ على غواصات تعمل بالطاقة النووية.

يضر بالنظام الدولي لحظر انتشار الأسلحة النووية..

وردًا على ذلك؛ اعتبرت “وزارة الخارجية” الفرنسية، أمس الخميس، انسحاب “أستراليا” من صفقة  الغواصات: “قرار مؤسف”.

وأضافت: “أستراليا تراجعت عن تلك الصفقة؛ لكي تحصل في إطار شراكة أبرمتها مؤخرًا مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات تعمل بالدفع النووي”.

ولفتت “وزارة الخارجية” الفرنسية: “هذا قرار مخالف لنصّ وروح التعاون الذي ساد بين فرنسا وأستراليا؛ والخيار الأميركي الذي أعلنت وزارة الخارجية الصينية، أن اتفاق الشراكة العسكرية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا يهدد السلام والاستقرار الإقليميين، مشيرًا إلى أن الأمر يضر بالنظام الدولي لحظر انتشار الأسلحة النووية”.

من ناحية أخرى، قال وزير الدفاع البريطاني، “بن والاس”، لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”، (بي. بي. سي)، أمس الخميس، إنه يتفهم حجم الإحباط الفرنسي بسبب خسارة الصفقة. وكان عقد كبير بين “أستراليا” وشركة فرنسية؛ لبناء أسطول مكوّن من: 12 غواصة، قد أُلغي بعد إنضمام “كانبرا” إلى شراكة ثلاثية مع “لندن” و”واشنطن”.

يجب التخلي عن عقلية “الحرب الباردة”..

أما “الصين”؛ فوفقُا لوكالة (رويترز) للأنباء، أكدت “وزارة الخارجية” الصينية؛ أنه على الاتفاقيات الإقليمية ألا تضر بمصلحة أي طرف ثالث.

وكانت السفارة الصينية في الولايات المتحدة الأميركية قالت، في وقت سابق؛ إنه يجب على: “أميركا” و”بريطانيا” و”أستراليا” التخلي عن: “عقلية الحرب الباردة”، وذلك تعليقًا على اتفاقية الشراكة العسكرية بين البلدان الثلاثة. لأنه يؤدي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي؛ مثل: “فرنسا”، من شراكة مزمنة مع “أستراليا”؛ في وقت نواجه فيه تحديات غير مسبوقة في منطقة المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”، يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لـ”فرنسا” إلا أن ترصده وتأسف له.

لم يتم إبلاغ “الاتحاد الأوروبي”..

من جهته؛ علق “الاتحاد الأوروبي”، أمس الخميس، على إعلان “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” و”أستراليا”، تأسيس شراكة أمنية بينهم في منطقة المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”.

وحسب قناة (العربية)، قال “الاتحاد الأوروبي”: “لم يتم إبلاغنا بالشراكة الدفاعية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا”.

مخاوف من الحشد العسكري الصيني..

وفي تحليل لـ”جوناثان بيل”، محرر شؤون الدفاع بالـ (بي. بي. سي) البريطانية، تقول الحكومة البريطانية إن هذه اتفاقية دفاعية مهمة للغاية، وهي نقطة تعززها حقيقة أن قادة “بريطانيا” و”الولايات المتحدة” و”أستراليا” قد ظهروا معًا عبر الفيديو للإعلان عن هذه الشراكة. وذلك يؤكد على الأهمية المتزايدة لمنطقة المحيطين: “الهندي” و”الهاديء”، لكل من: “الولايات المتحدة” و”المملكة المتحدة”.

وسيكون لهذه الاتفاقية تداعيات على دولتين. فـ”فرنسا” كانت قد وقعت صفقة لبناء أسطول من الغواصات تعمل بـ”الديزل والكهرباء”، لصالح البحرية الأسترالية. وانتهت هذه الصفقة الآن.

والدولة الثانية هي: “الصين”. فعلى الرغم من أن المسؤولين البريطانيين يُصرون على أن اتفاقية الدفاع الجديدة، ليست ردًا على أي دولة، تقول الحكومة البريطانية إنها تهدف إلى ضمان الإزدهار والأمن والاستقرار في المنطقة، ودعم: “نظام سلمي قائم على القواعد”.

ولا يُخفى على أحد أن “بريطانيا” و”الولايات المتحدة” و”أستراليا”؛ تتشارك المخاوف بشأن الحشد العسكري الصيني في المنطقة.

تحدي النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد لـ”بكين”..

كما قالت صحيفة (واشنطن بوست)؛ إن الشراكة الأمنية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، مع “بريطانيا” و”أستراليا”، والتي ستقدم بموجبها: “واشنطن” و”لندن”؛ تكنولوجيا شديدة الحساسية، خاصة بالغواصات النووية لـ”أستراليا”، تُمثل تغييرًا كبيرًا عن السياسة السابقة وتحدٍ مباشر لـ”الصين” في منطقة جوارها في “المحيط الهاديء”.

وجاء إعلان “بايدن”، خلال قمة افتراضية مع رئيس الوزراء البريطاني، “بوريس جونسون”، ورئيس الوزراء الأسترالي، “سكوت موريسون”، وكشفا عن تحالف ثلاثي سيُعرف باسم: (AUKUS)، وكانت “بريطانيا” هي الدولة الوحيدة التي تُشارك “الولايات المتحدة” تكنولوجيا الغواصات النووية، في اتفاق يعود إلى عقود سابقة؛ وكان هدفه إلى حد كبير مواجهة “الاتحاد السوفياتي” السابق.

وتقول (واشنطن بوست) إنه؛ على الرغم من أن القادة الثلاثة لم يذكروا “الصين” في تصريحاتهم، إلا أن هدف التحالف الجديد كان واضحًا، وهو تحدي النفوذ العسكري والاقتصادي المتزايد لـ”بكين”. ويأتي هذا الأمر في ظل التوترات المتصاعدة بين: “الولايات المتحدة” و”الصين”؛ حول سلسلة من القضايا، منها ما يتعلق بطموحات “بكين” العسكرية، وقد أوضح “بايدن” أنه يعتبر “الصين” المنافس العالمي الأكبر لـ”الولايات المتحدة”.

وكان “بايدن” قد أجرى اتصالاً هاتفيًا مع الرئيس الصيني، “شي جينبينغ”، الأسبوع الماضي. ورغم أن “بايدن” من بادر بالاتصال، فإن أحد مسؤولي الإدارة الأميركية قال إن الاتصال لم يُناقش قضية الغواصات الأسترالية بأي شروط محددة.

وتوضح (واشنطن بوست) أن الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية؛ أسرع وأكثر قدرة، ورصدها أصعب، كما أنها على الأرجح أشد فتكًا من الغواصات التقليدية. وأضافت أنه يُعتقد أن “البحرية الصينية” تمتلك ست غواصات نووية هجومية، والعديد من الغواصات التقليدية، وتخطط لتوسيع أسطولها الذي يعمل بالطاقة النووية خلال العقد المقبل.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب