24 أبريل، 2024 10:30 ص
Search
Close this search box.

نفط شرق الفرات .. مطمع يؤجج العداوة بين واشنطن وموسكو !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تغيرت خريطة “إقليم كُردستان سوريا” بشكل كامل بتوقيع اتفاق “سوتشي” بين الرئيسان الروسي والتركي، والآن انصرف الاهتمام إلى حقول “نفط شرق الفرات” التي ظلت، حتى عام 2017، مصدرًا رئيسًا لعائدات تنظيم (داعش) الإرهابي، بلغت عشرات ملايين الدولارات شهريًا، بحسب تقديرات، حتى تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية”، بدعم أميركي، منذ عامين فقط؛ من استعادة المنطقة من قبضة (داعش)، ومنذ ذلك الحين تسيطر هذه القوات على الحقول النفطية، وهو ما يعني أنها تتحكم في 90% من “النفط السوري”، ونحو نصف الآبار؛ إذ تتركز أغلبها في محافظتي “دير الزور” و”الحسكة”.

واليوم فقط؛ تطالب “روسيا” بعودتها إلى سيطرة الحكومة المركزية، وصرح نائب وزير خارجيتها، “ميخائيل بوغدانوف”، بأنه: “يجب أن يكون كل شيء تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وهذا لا يلغي العملية السياسية”، كما اتهمت “موسكو”، “واشنطن”، بسرقة “النفط السوري” وشبهت تعاملها في المنطقة بطريقة قُطاع الطرق في وقت شهد تحورًا كبيرًا في الموقف الأميركي من الانسحاب.

الموقف الأميركي من الانسحاب تغير..

شهد موقف “الولايات المتحدة”، بخصوص الانسحاب من “سوريا”، تحورًا كبيرًا أظهر سعيها إلى السيطرة على “النفط”؛ إذ بعدما أعلن الرئيس، “دونالد ترامب”، أن قواته سوف تنسحب من الأراضي السورية ووصف التدخل في نزاعات خارجية خطأ إقترفه سابقوه، عاد ليعلن أن “واشنطن” سوف تبقي بعضًا من قواتها في “سوريا” من أجل حماية حقول “نفط شرق الفرات”، وأعلن (البنتاغون) عن سعيه لتعزيز التواجد الأميركي شرقي “سوريا”، كما أوضح وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، أن قرار الانسحاب لا يشمل القوات المتواجدة بالقرب من حقول النفط، وبرر ذلك بأن “واشنطن” تستهدف منع وصول إيرادات النفط إلى أي جماعة من الممكن أن تستخدمها لتمويل أنشطتها المؤذية.

العين على النفط..

تحدثت صحف أميركية وأوروبية عن محاولات (البنتاغون) لإقناع “ترامب” بإبقاء قوات أميركية في “سوريا” بذريعة “النفط”؛ وأشارت صحيفة (الموندو) الإسبانية نقلًا عن قناة (فوكس نيوز) إلى أن الجنرال، “جاك كيني”، استطاع إقناع “ترامب” بأن الانسحاب الأميركي الكامل من الممكن أن يسمح لـ”إيران” بالسيطرة على آبار النفط شرق الفرات، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة السيطرة على ثلاثة أرباع “النفط السوري”، خاصة أن “طهران” مستعدة لفرض سيطرتها.

وذكرت (واشنطن بوست) أن رغبة “ترامب” في السيطرة على “نفط سوريا” جاء ملائما لخطة (البنتاغون) الرافض لقرار الانسحاب منذ البداية، كما أوضحت صحيفة (فورين بوليسي) أن خطة (البنتاغون) الداخلية لم تتضمن في البداية أي شروط عن القوات الأميركية التي تحمي الحقول النفطية في مناطق السيطرة الكُردية وفق ما قاله مسؤول، وأضافت أن صياغة المقترح الجديد، الذي يقضي بإبقاء 200 جندي أميركي شرقي “سوريا”، لمنع الرئيس السوري من السيطرة على “النفط” جاء على الأرجح ليكون أكثر إغراء لـ”ترامب”.

وفي يوم 23 من تشرين أول/أكتوبر الجاري؛ دخلت دورية لـ”التحالف الدولي” في منطقة “البصيرة”، شرق الفرات، وهي المنطقة التي تمتد منها حقول النفط جنوبًا، وتأتي رغبة “ترامب”، الذي يعارض إنفاق دولار واحد في صراعات عبثية، في حقول “النقط” طمعًا في عائدتها، رغم أنه أعلن أنه حان الوقت الذي تتسلم فيه القوات الكُردية السيطرة على مواقع “النفط” السورية.

ومن جانبه، كشف السيناتور الأميركي، “ليندسي غراهام”، عن مشروع أميركي مع الوحدات الكُردية لتحديث حقول “النفط” وضمان منع وصول عائداتها إلى قبضة (داعش) أو “إيران”.

روسيا تكشف نهب واشنطن للنفط السوري..

على الجانب الآخر؛ عبرت “الخارجية الروسية” عن قلقها البالغ إزاء التحركات الأميركية في المنطقة وخططها لتعزيز تواجدها شرقي “سوريا”، وحذرت من تأثير ذلك على سير اتفاقية “سوتشي” على الأرض، كما اتهمت “وزارة الدفاع” الروسية القوات الأميركية المتواجدة شرقي “سوريا” بتسهيل تهريب “النفط السوري” إلى خارج الأراضي السورية، وأشارت إلى أن عمليات تهريب “النفط” التي تتم بحراسة أميركية مشددة بلغت قيمتها نحو 30 مليون دولار شهريًا ودعمت اتهامتها بصور إلتقطت بالأقمار الصناعية تظهر صهاريج محملة بـ”النفط”.

كما صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، “إيغوف كوناشينكوف”، بأن عائدات التهريب ترسل مباشرة إلى حسابات وكالات ومؤسسات أمنية أميركية، مشيرًا إلى أن تلك التدفقات المالية تجعل (البنتاغون) مستعدًا دائمًا لتعزيز التواجد الأمني الأميركي في محيط الآبار، بينما تعلن أن السبب وراء استمرار التواجد هو حمايتها من الخلايا النائمة.

تدافع “روسيا” بأن القانون الأميركي لا يسمح لـ”واشنطن” بحماية الموارد الطبيعية المملوكة لدولة أخرى، و”النفط” ملك لـ”سوريا” وشعبها، وشددت على أن “الولايات المتحدة” تمارس السطو والنهب والإستيلاء على الثروات على مستوى دولي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب