7 أبريل، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

نظرة على العنف في جنوب إفريقيا .. لماذا يكرهون الأجانب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عادت الحياة إلى شوارع مدينة “غوهانسبرغ”، التي تعتبر الرئة الاقتصادية لـ”جنوب إفريقيا”، الإثنين، بينما بدا البؤس عليها، فهنا متاجر منهوبة وهناك محال محروقة وعيون تدمع على فراق إثنين من الضحايا، إن الإعتداءات التي تغذيها كراهية الأجانب لا تزال مستمرة، وسقط بسببها، خلال أسبوع واحد، 10 ضحايا على الأقل، بحسب بيانات شرطة “جنوب إفريقيا”، كما هُجر قسريًا 800 شخص من أصول أجنبية من منازلهم، إلى جانب بروز توترات دبلوماسية مع “نيجيريا” على خلفية أعمال شغب شبيهة؛ نفذها غاضبون نيجيريون.

بدا العنف واضحًا في 5 أحياء للعاملين في العاصمة، “بريتوريا”، بـ”جنوب إفريقيا” وفي أكبر مدنها، “غوهانسبرغ”، إذ نفذت مجموعات من الجنوب إفريقيين إعتداءات على شركات يمتلكها رعايا أجانب، أغلبهم جاءوا من دول إفريقية مجاورة، وساقوا الكثير من التبريرات أكثرها شيوعًا أن الأجانب يسرقون فرص العمل من أبناء البلد.

تصاعد موجة العنف..

عبرت الجاليات الصومالية والنيجيرية، التي تعتبر الأسد الذهبي في القارة، إلى جانب مواطنين آخرين يعيشون في “جنوب إفريقيا”، عن شعورهم بالقلق إزاء الأوضاع التي تشهدها البلاد، ليس فقط لأن كثير منهم فقدوا تجارتهم ومنازلهم، خلال الأسبوع الماضي، وإنما بسبب تصاعد موجة العنف ضد الأجانب بشكل غير مسبوق خلال العقد الأخير.

كانت “جنوب إفريقيا” قد شهدت موجة عنف شديدة، خلال عام 2008، انتشرت في عموم البلاد وأوقعت حوالي 62 قتيلًا، وفر كثيرون إلى مخيمات الإيواء، وأجبر الجيش حينها على نشر قواته في البلدات الفقيرة.

أشتعل فتيل الأزمة إقليميًا..

تحاول السلطات السيطرة على الأوضاع وتلاحق الشرطة المجرمين في الشوارع وتنشر رسائل لتهدئة المواطنين، لكن فتيل الأزمة انتشر على مستوى إقليمي، أمام ردود الفعل التي أصدرتها عدة دول اعتراضًا على ما يلاقيه مواطنوها المقيمين في “جنوب إفريقيا”.

“نيجيريا”، التي تُعد القوة الاقتصادية الكبرى في القارة السمراء، من جانبها أعربت عن رفضها لما يحدث في البلد المجاور، وأعلن وزير خارجيتها أن بلاده لن تشارك في “المنتدى الاقتصادي العالمي”، المقرر إنعقاده في مدينة “كابو” بـ”جنوب إفريقيا”، نهاية الأسبوع الجاري.

وقدمت شركة الطيران النيجيرية، “Air Peace”، رحلات مجانية لنقل المواطنين النيجيريين إلى بلدهم، كما دعا الرئيس، “محمد بخاري”، مواطنيه إلى مغادرة “جنوب إفريقيا” طوعًا، وحتى الآن أعرب 640 منهم عن رغبتهم في العودة.

نيجيريون يردون بنفس الطريقة..

في سياق متصل؛ قرر نيجيريون الرد على الإعتداءات التي شهدتها “جنوب إفريقيا” على طريقتهم، وعليه قاموا بمهاجة عدة شركات تابعة لمواطنين من أصول جنوب إفريقية في “نيجيريا”، إذ يوجد أكثر من 120 شركة جنوب إفريقية في “نيجيريا”، واضطرت شركة الاتصالات، “إم. تي. إن. غروب”، إلى إغلاق مقارها كإجراء إحترازي، وطالبت وزيرة العلاقات الخارجية الجنوب إفريقية، “نالدي بندور”، بإغلاق سفارة بلدها في العاصمة، “أبوغا”، بعد صدور تهديدات مزعومة لدبلوماسيين.

ووسط التصعيد المتبادل بين المواطنين في “نيجيريا” و”جنوب إفريقيا”، واجه مواطنو دول أخرى؛ مثل “زامبيا والكونغو الديموقراطية”، العنف بطريقة سلمية من خلال الاحتجاجات.

وتحاول “بندور” تهدئة التوترات بأسرع وتيرة، وتعهدت الإثنين، خلال اجتماع أجرته مع عدد من سفراء دول إفريقية، بأن الحكومة سوف تبذل كل الإجراءات اللازمة من أجل استعادة الاستقرار، وأشارت إلى احتمالية إعادة فتح سفارة “جنوب إفريقيا” في “نيجيريا”، خلال أسبوع.

بينما ذكرت الشرطة أن أغلبية الضحايا كانوا من المواطنين الأصليين، ومن بين 12 ضحية كان هناك 8 جنوب إفريقيين، وإثنين أجانب وإثنين آخرين جنسياتهما غير معروفة.

من أبرز تحركات الجماعات الجنوب إفريقية الداعمة للعنف، قيام مجموعة منهم بمهاجمة جمع من العمال التفوا حول الزعيم القبلي لـ”الزولو”، والسياسي المشهور، “مانغوسوثو بثليزي”، بينما كان يدعوا إلى الإلتزام بالهدوء، إذ قام المسلحون بالإعتداء عليهم وهم يهتفوا “أخرجوا أيها الأجانب !”.

بطالة وعدم مساواة..  

السؤال هنا؛ هو هل سوف تتمكن “جنوب إفريقيا” من التعامل مع مشاعر الإحباط المتزايدة وسط الفئات الأكثر فقرًا بها، خاصة أن تلك المشاعر تتجلى في صورة عنف ضد كل فئة يمكنها الحصول على وضع أفضل من أوضاعهم؛ وهم العاملون من أصول أجنبية.

وتُعتبر معدلات البطالة المرتفعة سبب رئيس وراء هذا الفشل الذريع في التعايش بين السكان، وتشير بيانات رسمية إلى أن نسبة البطالة وصلت إلى 29% من الشعب، ومن بين الأسباب أيضًا عدم المساواة؛ إذ يستحوذ 10% من السكان على 90% من ثروات البلاد، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشرات العنف.

تُعتبر الأهداف السياسية لبعض الأطراف أيضًا من أسباب إشتعال الأزمة وعدم إنطفاءها، وكانت الحافلات التي أقلت معتدين إلى أحياء مثل “ألكسندرا”، بـ”غوهانسبرغ”، خلال أعمال شغب 2008، شاهدة على ذلك؛ إذ خرج الركاب من الحافلات حاملين بأيديهم أسلحة ومستعدون للهجوم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب