31 أكتوبر، 2024 2:28 م
Search
Close this search box.

“نصرت الله طاجيك” يرصد .. الجزر الثلاث والإخفاقات الدبلوماسية !

“نصرت الله طاجيك” يرصد .. الجزر الثلاث والإخفاقات الدبلوماسية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

كنت قد كتبت في الأعداد القبلية مقالات عن الجزر الثلاث والإجراءات الإماراتية. والشيخ “زايد آل نهيان”؛ لم يسمح (انطلاقًا من وعيه بمكانة إيران)، رُغم ضغوط الدول العربية المتشددة، بتأثير هذه المشكلة على العلاقات “الإماراتية-الإيرانية”، وإنما على العكس استفاد من الورقة الإيرانية في خلق حالة من التوازن الإقليمي وتدعيم مكانة دولته حديثة النشأة ! في المقابل لم تستطع “إيران” الاستفادة من هذه المكانة، وعلاج الجرح البريطاني ! ثم سعى أبنائه إلى تدويل القضية في إطار المعادلات الإقليمية الجديدة، بدلًا من التعامل مع الحكومة الإيرانية الجديدة بعد الثورة لحل هذه المشكلة، الأمر الذي سيلقي بظلاله الثقيلة على علاقات البلدين ! إذ لا سبيل لحل موضوع الجزر سوى الحلول الثنائية. بحسب تحليل “نصرت الله طاجيك”؛ دبلوماسي إيراني سابق، المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

أخطاء إيرانية ونجاحات إماراتية..

لكن للأسف خروج السياسة الإيرانية عن حالة التوازن، والتوتر غير الضروري مع الغرب، وتأثير العقوبات على الاقتصاد الإيراني، وتقليص الانسجام الداخلي، أتاح للقيادة الإماراتية أجواء الحصول على الدعم اللازم والمساندة الدولية لسياساتها الجديدة، كذلك فإن الارتباط الاقتصادي الإيراني الوثيق مع “الإمارات”، دفع الأولى إلى اتخاذ سياسات سلبية في مواجهة السياسات الإماراتية الجديدة !

والمؤكد إن الكثير من الدول؛ (وليس الإمارات فقط)، كانت قد نظمت اقتصاداتها مع “إيران” قبل مرحلة الأوضاع المفروضة عليها نتيجة العقوبات.

وبالنظر إلى التطورات على صعيد الاقتصاد العالمي، وتعاظم الدور الإماراتي في تأمين الطاقة العالمية، بالتوازي مع تنامي دور “دبي” في التجارة ما أدى إلى ازدياد عوائد “الإمارات” من العُملات الأجنبية، بالإضافة إلى التطورات الداخلية والخارجية، والمسار الجديد في توزيع القوة، وحرية الدول ذات الاقتصاديات القوية بالمشاركة البناءة في آلية العولمة؛ لا سيما تنامي دور الأطراف الشابة، والجريئة، والطموحة في نظام الأمن الإقليمية، تعترف “الإمارات” لنفسها بدور في “اليمن، وليبيا، والسودان”، حتى تتمكن من زيادة وزنها الإقليمية والدولي، والاستفادة منه فيما بعد في متابعة وحل مشكلة الجزر الثلاث.

الاستراتيجية الإماراتية..

من ثم؛ سعى حكام “الإمارات” الشباب؛ (بعد اليأس من حل الموضوع بشكل ثنائي)، إلى تعبيّد طريق رفع دعوى “قانونية-سياسية” ضد “إيران” من خلال توسيع دائرة الدعم.

والاستراتيجية الإماراتية الجديدة تقوم على إصدار كم هائل من البيانات المشتركة، والزيادة في اتخاذ الموقف وتوسيع نطاق الدول المصاحبة، ومن ثم تحويل موضوع الجزر الإماراتية إلى قضية إقليمية ودولية عن طريق حشد القوى العالمية والمنظمات الدولية، وسحب “إيران” إلى طاولة المفاوضات لكسب امتيازات.

و”الإمارات” تعلم أنه لا يستطيع أي من طرفي المشكلة، الاستفادة منفردًا من آلية “محكمة العدل الدولية” !

رد الفعل الإيراني..

والمؤكد إذا تتأكد “إيران” من قدرتها على كسب دعم أعضاء “مجلس الأمن”، فإنها لا ترى ضرورة للخضوع للقرارات !

و”الإمارات” بدورها تُحاول تحقيق هذا الهدف وتسعى إلى كسب مساندة الأعضاء الدائمة في “مجلس الأمن” !، وفي العام 2022م بدأت “الإمارات” تطورًا هامًا على هذا المسّار؛ بحيث يمكن القول: بداية تدويل الجزر الثلاث ! وفتح مجال تدخل أعضاء “مجلس الأمن” الدائمين في هذا الملف، عبر إقامة جلسة مشتركة تجمع أعضاء “مجلس التعاون الخليجي” مع “الصين” !

وفي إطار التماهي مع المطلب الإماراتي، طالب الرئيس الصيني الذي أثبت أنه يستغل أي فرصة وأداة بوعي وتخطيط مسبق، بحل المناقشات “الإيرانية-الإماراتية” عبر التفاوض ! الأمر الذي أثار موجة من القلق وردود الأفعال في الأوساط الإيرانية !

لكن دون رد فعل مقبول من المنظور الدبلوماسية؛ واكتفى وزير الخارجية آنذاك؛ (والذي سبق وأن دعم وحدة الأراضي الصينية إزاء الادعاءات الأميركية بخصوص تايوان)، بنشر تغريدة دون الإشارة إلى اسم “الصين”؛ وكتب: “الجزر الثلاث (أبو موسي وطنبي الكبرى والصغرى)، جزء لا يتجزأ من الأرض الإيرانية الطاهرة، وهي تنتمي إلى الوطن الأم للأبد، ونحن لا نجامل أي طرف في ضرورة احترام وحدة الأراضي الإيرانية”.

ولم تنجح هذه التغريدة في اقناع الإيرانيين، أو تخلق رادعًا ! وأصدرت “الصين”؛ في آيار/مايو 2024م، بيان مشترك مع “الجامعة العربية”، والوقوف إلى جانب الدول العربية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة