“نصرت الله طاجيك” : العراق لا يحظى بالقدرة على الوساطة بين إيران والسعودية !

“نصرت الله طاجيك” : العراق لا يحظى بالقدرة على الوساطة بين إيران والسعودية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ثارت التكهنات بشأن ماهية زيارة رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، الأخيرة إلى “طهران”، وعزا البعض أسباب الزيارة إلى الرغبة في وساطة “العراق” بين “إيران” و”المملكة العربية السعودية”.

وفي هذا الصدد؛ يقول “نصرت الله طاجيك”، الدبلوماسي السابق، لوكالة أنباء (إيلنا) الإيرانية: “لطالما سعى عراق ما بعد، صدام حسين، إلى الإبتعاد عن الصراعات في المنطقة والمنافسات الإقليمية وفوق الإقليمية بالشرق الأوسط”.

المسؤولون العراقيون ينأون عن الدخول في النزاعات الإقليمية..

نصرت الله طاجيك

وأضاف “طاجيك”: “لا يريد المسؤولون العراقيون التورط في النزاعات الإقليمية، ومن ثم يتطلعون للتعاون مع جميع الدول حتى لا يتحول العراق إلى ساحة صراع بين الدول المختلفة المتنافسة. وعليه لم تكن زيارة، عادل عبدالمهدي، إلى طهران؛ بغرض الوساطة، (إذ لا يتمتع العراق بالقدرة على أداء هكذا دور)، وإنما لإعلان إرادة الطرف العراقي لإقامة علاقات متوازنة مع جميع الجيران، ومن بينهم إيران والسعودية وتركيا”..

وبالتالي فإن رسالة تلكم الزيارة، بخلاف الأهداف والإنجازات، هي إثبات الموقع “الجيواکونومیک” لكلا البلدين تجاه الآخر، بحيث يستطيع كل منهما تكميل الآخر، وبيان الإمكانيات الإيرانية للاستفادة من دول الجوار في استكمال اقتصادها وتجاوز مرحلة العقوبات الصعبة.

إيران العمق الإستراتيجي للعراق والعكس..

يمثل “العراق”، بالنظر للخصوصيات التاريخية والثقافية والمذهبية والسكانية، العمق الإستراتيجي لـ”الجمهورية الإيرانية”، وقد يهيء باعتباره البوابة الشرقية للعرب مجالات تطوير التعاون “الإيراني-العربي”.

وكذلك أثبت الجانب الإيراني حقيقة العمق الإستراتيجي المتبادل مع “العراق”، سواءً من المنظور التاريخي أو السياسي، بخاصة بعد دعم “العراق” على تجاوز مرحلة الانقسام وانتشار الإرهاب والعنف.

وتطرق “طاجيك” للحديث عن تشكيلة الوفد المرافق للسيد، “عبدالمهدي”، وأردف: “تستهدف الزيارة، في الحقيقة، تنفيذ الاتفاقيات التي وقعها رئيسا إيران والعراق قبل نحو شهر. فالسوق العراقي أحد أكبر الأسواق المستوردة للسلع الإيرانية، واستنادًا للإحصائيات فقد بلغت الصادرات الإيرانية للعراق، خلال العام 2018، حوالي 10 مليار دولار، ويُتوقع مضاعفة الرقم خلال الأعوام المقبلة”.

الحكومة العراقية تتبنى سياسية الأبواب المفتوحة..

دخل “العراق”، خلال العام الأخير، مرحلة جديدة، وأعني ما بعد (داعش). وكذلك تختلف المعادلات الإقليمية، لاسيما بعد الأخطاء الأميركية والفشل السعودي في تحقيق الأهداف المختلفة.

وفي ضوء هذه الأوضاع يتبع “العراق” وأي دولة أخرى، سياسية جديدة تقوم على الوقائع الإقليمية. وتتخذ الحكومة العراقية سياسة الأبواب المفتوحة؛ بما يتناسب والأجواء في الشرق الأوسط، وكذلك طبيعة “برهم صالح” و”عادل عبدالمهدي”، بغرض التعاون مع الدول الإقليمية وفوق الإقليمية، وفي هذا الصدد نتابع كيف وطد “العراق” العلاقات مع سائر دول الجوار، ومنها “تركيا” والسعودية” وكذلك “إيران”.

شكوك في نجاح العراق بالوساطة بين إيران والسعودية..

أكد “طاجيك” على وجود شكوك في إمكانية وساطة “بغداد”؛ بين “إيران” و”السعودية”، وقال: “يواجه العراق، في مرحلة ما بعد (داعش)، الكثير من المشكلات وأهم ما يمكن أن يقوم به في اللحظة الراهنة هو الحيلولة دون التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية وسياسته الخارجية، وأن يتبنى إستراتيجية تصفير الصراع بما يؤهله لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها في سياسته الخارجية. ثمة شكوك أخرى تتعلق بمدى تقبل السعودية لمساعي بغداد للوساطة مع طهران”.

السعودية لازالت تفتقر للاستعداد اللازم للتقارب مع إيران..

وأوضح السفير الإيراني السابق: “طالما تستمر السعودية في سياساتها حيال أهداف ومصالح السياسة الخارجية الإيرانية، وتتعامل مع التحركات السياسية الإيرانية بمنظور أمني، فلا يمكن توفير مجالات التقارب “الإيراني-السعودي” في ظل الأجواء الراهنة”

وقال: “يتعلق جزء من القضية بالسلوك الإيراني، لكن الجزء الرئيس يرتبط بالرياض. فلقد تعرضت السعودية إلى الكثير من الأضرار جراء سياساتها الخاطئة والمتعددة على صعيد السياسة الخارجية، وهي تفتقر، في ظل الأوضاع الراهنة، إلى الاستعداد اللازم بشأن التقارب مع إيران وتعديل سياساتها. وما تزال السعودية تعطي إشارات سلبية على رسائل إيران، ولو أنه ربما تؤتي المساعي غير المباشرة ثمرات أكبر حيال المساعي المباشرة، لكن لا العراق الراهن يتمتع بهذا الإمكانيات ولا السعودية تفتح أحضانها لإجابة طهران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة