22 يوليو، 2025 11:07 م

“نصرت الله تاجیک” يكشف .. لعبة “الرياض” المزدوجة بين اجتماعات “بغداد” و”فيينا” !

“نصرت الله تاجیک” يكشف .. لعبة “الرياض” المزدوجة بين اجتماعات “بغداد” و”فيينا” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

عًقد الاجتماع الدوري لمجلس حكام “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ بمقر الوكالة في “فيينا”، لمناقشة عدد من الملفات بينها الأنشطة النووية الإيرانية مع احتمال صدور قرار عقوبات ضد “طهران”.

في غضون ذلك؛ يتقاطع تقرير وكالة الطاقة المنشور قبل أسبوع، ومساعي: “واشنطن، ولندن، وباريس، وبرلين”، لإعداد وصياغة تقرير ضد “إيران”، مع تحركات “طهران” الدبلوماسية، مثل سفر؛ “باقري كني”، إلى “النرويج”، واتصالات “حسين أمير عبداللهيان”؛ وزير الخارجية الإيراني؛ المتكررة مع “جوزيف بوريل”؛ الممثل السامي لـ”الاتحاد الأوروبي” للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية.

علاوة على ذلك؛ فقد حذر المتحدث باسم “وزارة الخارجية” مرارًا من تداعيات أي مسعى يهدف إلى فرض عقوبات على “إيران”، لكن يبدو المساعي الإسرائيلية على مدى الأشهر الأخيرة بغرض إفشال “مفاوضات فيينا”؛ سوف تنتهي على نحو يُرضي “تل أبيب”، لاسيما بعد زيارة مدير عام وكالة الطاقة الذرية إلى “إسرائيل”؛ قبيل انعقاد اجتماع مجلس حكام الوكالة.

وإلى جانب هذه المساعي التخريبية؛ ساهم بيان دول “مجلس التعاون الخليجي”، قبل نحو أسبوع، في احتدام الأجواء ضد الجهود الإيرانية الراهنة.

ناهيك عن استيضاح دور الدول الأوروبية الثلاث؛ عضو “الاتفاق النووي”، نتيجة المخاوف من تفعيل دول: “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا”، آلية الكماشة، حال صدور قرار ضد “إيران” ورد الفعل الإيراني الانتحاري المحتمل.

لكن ما هي أسباب تحول أجواء المباحثات الإيجابية بين “طهران” والدول الأوروبية على مدى الأشهر الثلاثة الماضية ؟..

للإجابة على هذا السؤال المحوري؛ أجرت صحيفة (شرق) الإيرانية الإصلاحية، حوارًا مع “نصرت الله تاجیک”؛ السفير الإيراني في “الأردن” ومستشار وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط سابقًا، بغرض دراسة وتشريح الموضوع من مختلف الزوايا والأبعاد، والخروج في النهاية بتقييم عن أي الأطراف المذكورة سلفًا، ساهم في تحول الموقف ضد “إيران” وهدفه من استصدار “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، قرار عقوبات ضد “إيران” ؟.. ثم البحث في التداعيات ورد الفعل الإيرانية المحتملة، وإمكانية تحويل الملف إلى “مجلس الأمن” وتفعيل آلية الكماشية وغيرها.. وفيما يلي نص حوار..

مصدر الصورة: رويترز

دور دول مجلس التعاون الخليجي..

“شرق” : إلى أي مدى ساهم “مجلس التعاون الخليجي” في شحن الأجواء ضد “إيران” ؟.. وهل بيان “مجلس التعاون الخليجي” يأتي في إطار استكمالًا لحلقة الضغوط ضد “إيران” ؟

“نصرت الله تاجیک” : في رأيي؛ أن تحليل هذا الوضع يتطلب البحث في دور جميع الأطراف في تهيئة هذه الأجواء.

والحقيقة أن أسلوب الحكومة الثالثة عشر في “مفاوضات فيينا”، ساهم في تآكل المفاوضات وبالوصول بالنهاية إلى المأزق الراهن.

على كل حال، فقد بدأت الأطراف المعارضة لـ”الاتفاق النووي”، وبخاصة “إسرائيل”؛ (لاسما مع طول أمد المفاوضات)، المساعي الرامية إلى تكثيف الضغوط الشاملة على إدارة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، عبر “مجلس الشيوخ”، والجمهوريين بل وبعض الديمقراطيين، فضلًا عن تحفيز “الوكالة الدولية للطاقة” ومجلس الحكام.

وفي هذا الإطار يمكن فهم زيارة “رفائيل غروسي” إلى “إسرائيل”.

إلى جانب ذلك، لم ولن تميل دول الخليج إلى إحياء “الاتفاق النووي” وإلغاء العقوبات المفروضة على “إيران”، والبيان الأخير يؤيد هذه المسألة.

وتحت وطأة هذه المحاولات تغير سلوك إدارة “بايدن” إزاء مفاوضات إحياء “الاتفاق النووي”. في حين أن الإستراتيجية الصحيحة كانت تفرض في البداية أن تُحقق المباحثات نتائج سريعًا والأهم المفاوضات في إطار “الاتفاق النووي”.

“طهران” ليست المسؤولة بالكامل..

“شرق” : برأيك هل المطالب الإيرانية بشأن حذف (الحرس الثوري) عن قائمة العقوبات؛ هي سبب المأزق الراهن ؟

“نصرت الله تاجیک” : لا يجب أن يقتصر النقد على “إيران”. على كل حال مطالب “طهران” و”واشنطن” غير النووية؛ ساهمت في المأزق الراهن، ناهيك عن دور الوكالة التخريبي، بحيث وصل الأمر إلى احتمال صدور قرار ضد “إيران” في اجتماع مجلس حكام الوكالة.

ولما وصل الأمر إلى هذا الوضع المُعقد بقي الطرفين أوفياء لإطار المفاوضات. بالتوازي مع احتدام الأجواء ضد “إيران”؛ نجحت المساعي في حلحلة بعض التحديات على مسار العلاقات الأميركية مع “الرياض وأبوظبي”. وهذا الأمر بالتأكيد سوف يضر بمصالحنا في المنطقة.

“الرياض” تلعب لعبة مزدوجة تجاه “إيران”..

“شرق” : إذا كان الأمر كذلك؛ لماذا تُصر “الرياض” على استمرار اجتماعات “بغداد”، التي تهدف إلى إحياء العلاقات مع “إيران” ؟

“نصرت الله تاجیک” : لم أتفاءل باجتماعات “بغداد”؛ وأهداف “السعودية” المخبوءة، لأن “الرياض” كانت تهدف إلى تسلية “إيران” بتلك الاجتماعات.

والواقع أن “الرياض” تتبنى لعبة إزدواجية تجاه “إيران”. وهي تسعى من جهة إلى إحياء العلاقات مع “إيران” في اجتماعات “بغداد”، لكن من جهة أخرى تبذل كل جهودها في سبيل تشديد الأجواء ضد “إيران”.

والفكرة أن “السعودية” كانت بحاجة؛ في ضوء الأوضاع الراهنة، إلى تصفير التوتر مع دول الجوار خلال الفترة الانتقالية للملك “سلمان”، وفي الوقت نفسه إحياء العلاقات مع “الولايات المتحدة”.

من ثم “السعودية” تلعب بورقة “إيران” باسم اجتماعات “بغداد”، وإدعاء إحياء العلاقات مع “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة