خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
توفي “خليفة بن زايد آل نهيان”؛ رئيس دولة “الإمارات العربية المتحدة” وحاكم “أبوظبي”، بعد صراع مع المرض دام: 08 سنوات. وقد تتسبب وفاته في إجراء تغييرات على السياسات الإماراتية. ورغم أن سياسات ولي العهد المتهورة مفيدة في ذاتها للشعب؛ وسبب في التنمية الاقتصادية الإماراتية، إلا أن بعض القرارات من مثل الدخول في الحرب اليمنية كانت تستدعي؛ (لو كان النظام الدولي يتسم بالعدل)، تقديم “محمد بن زايد”؛ بصحبة “محمد بن سلمان”، ولى العهد السعودي، إلى القضاء بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ناهيك عن تأثير هذا القرار على مسار التنمية في “الإمارات”؛ بحسب “نصرت الله تاجيك”؛ الدبلوماسي الإيراني السابق؛ في مقاله التحليلي الذي نشرته صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية.

شخص “ابن زايد”..
والواقع أن “ابن زايد”؛ صاحب الخبرات، أقام علاقات واسعة مع الرؤساء في الأوساط العربية؛ وكان أذكى من “ابن سلمان”، بل إنه كان يُسيطر عليه في بعض المواقف حتى تجاهل مثله قوانين المنافسة السياسية.
تجاوز “ابن زايد” الخطوط الإيرانية الحمراء؛ وتحولت المنافسة إلى عداء، لذلك لا يمكن تجاهل مثل هذه العمليات التخريبية، أو تجاوزه عداءه لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ والذي كان سببًا في بروز بعض المشاكل للأمن الوطني الإيراني. وأنا هنا سوف أناقش مستقبل العلاقات “الإيرانية-الإماراتية” بعد وفاة حاكم “الإمارات”.
التخفي وراء “إسرائيل”..
إن أحد محددات مستقبل العلاقات بين البلدين، ليس التدخل في الشأن اليمني الداخلي؛ وإنما كل إجراءات وطموحات؛ “محمد بن زايد”، وبخاصة تجاه “إيران”؛ من مثل التخفي وراء “الكيان الصهيوني” بغرض موازنة القوة مع “إيران”، وهو ما تسبب في تحديات خطيرة لـ”الإمارات”، وقد تكون في المستقبل عامل محفز في تخريب الأوضاع الإقليمية والدولية.

والمعروف أن “ابن زايد” ترأس في حياة والده؛ هيئة الأركان الإماراتية المشتركة، ويتبنى على عكس حكام “الإمارات” مواقف عدائية ضد “الجمهورية الإيرانية”.
فقد أنفق الكثير من الأموال على حملة “دونالد ترامب” الانتخابية، واستثمر الكثير من الأموال في سبيل دفع “ترامب” للمواجهة مع “إيران”، وسارع في الدقائق الأخيرة من عمر إدارة “ترامب” للتوقيع على اتفاقية التطبيع مع “الكيان الصهيوني”، المعروفة باسم: “الاتفاقيات الإبراهيمية”، على أمل إنقاذ الرئيس الأميركي وتدعيم فرص فوزه بفترة رئاسية جديدة، لم يتورع عن أي القيام بأي شيء من شأنه تدمير “إيران” و”الاتفاق النووي” !..
وما حدث في مياه “الفجيرة” أدى إلى تدهور الأوضاع وتعرض “الإمارات” للأضرار، وجدية “إيران” في المواجهة مع الضغط على الحلقوم الاقتصادي للدولة.
المخاوف الإيرانية تجاه “ابن زايد”..
ولا تستطيع “إيران” أن تتغاضى عن كل مخاوفها من مواقف؛ “محمد بن زايد”، على خلفية مراعاة مراسم وفاة حاكم “الإمارات”؛ وإنما هي كغيرها من المناسبات العامة، حيث يجب التعزية في وفاة القيادات والتهنئة باليوم الوطني.
وفي هذا الصدد أرسل وزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، برقية عزاء إلى نظيره الإماراتي؛ الشيخ “عبدالله بن زايد”، في وفاة شقيقه؛ الشيخ “خليفة بن زايد”، لكن لا تُجدر توصيل رسائل أخرى خاطئة ناجمة عن مشاعر الإيرانيين. وإنما يجب الإعلان بوضوح عن المخاوف الإيرانية إزاء سلوكيات أبناء “زايد”، وبخاصة الشيخ “محمد”؛ تجاه “الجمهورية الإيرانية”.

والترفع عن أي إجراء قد يوحي بعكس ذلك، وإنما لابد من توجيه رسالة واضحة بخصوص طموحات؛ “محمد بن زايد”، التخريبية إزاء “إيران”. والواقع يتبنى جميع الحكام نظرة وموقف واحد تجاه “إيران” ويرفضون التعامل معها ومثل هذه الإجراءات توحي بتفوقهم وبالتالي القناعة بعدم الحاجة إلى التعاون والموازنة البناءة مع الجارة الشمالية.
وربما يكون هذا فصلًا جديدًا وأفضل في تنظيم العلاقات “الإيرانية-الإماراتية”؛ وتدعيم قوة ومكانة من يحولون مستقبلًا دون ألاعيبه بحيث تنحو المنطقة سريعًا باتجاه الاستقرار والأمن.