29 مارس، 2024 8:09 ص
Search
Close this search box.

“نصرت الله تاجيك” : تكاليف الحرب اليمنية وراء تقارب الرياض مع إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

وصف رئيس الوزراء الباكستاني، “عمران خان”، الذي يزور “طهران” حاليًا، علاقات بلاده مع “الجمهورية الإيرانية” بالعميقة والقديمة؛ وذلك في مؤتمر صحافي مع الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، وقال: “لن ننسى إطلاقًا المساعدات الإيرانية لباكستان، وكذلك دعم المواطنين في كشمير. والسبب الرئيس وراء زيارتي طهران هو أننا لا نريد اندلاع صراع جديد بالمنطقة، لا سيما وأننا كنا في صراع مدة 15 عامًا وفقدنا أكثر من 70 ألف نسمة في الحرب على الإرهاب. إيران دولة جارة ولم تتورع عن تقديم المساعدة في المواقف المهمة، ونحن لا نريد اندلاع صراع بين إيران والمملكة العربية السعودية، ولكن نعتقد في ضرورة حل المشكلات بالتفاوض لا بالحرب. فالاختلاف والصراعات تبعث على ارتفاع أسعار النفط وبالنهاية إستشراء الفقر في المنطقة والتضحية بالبشر”.

وللحديث عن هذا الموضوع؛ أجرى، “مرتضى رفيعي”، مراسل صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع، “نصرت الله تاجيك”، الدبلوماسي الإيراني السابق..

الأجواء ملائمة بشكل كبير..

“آرمان ملي” : وفقًا لما قال “عمران خان”؛ إلى أي مدى قد يسهم تواجد رئيس الوزراء الباكستاني في “طهران” على الحد من التوتر بين “طهران” و”الرياض” ؟

“نصرت الله تاجيك” : نجاح الوساطة يتطلب توفير أجواء وأدوات خاصة. والأجواء لحسن الحظ مناسبة. ويبدو أن مجموعة التطورات التي شهدتها المنطقة، خلال الأشهر الأخيرة، حفزت سواء “المملكة العربية السعودية” أو “الجمهورية الإيرانية” إلى عدم رفع مستويات التوتر في المقام الأول، والعمل في المقام الثاني على تجميد حالة التوتر، ثم دخول مرحلة الحد من التوترات.

والأجواء حاليًا مهيئة بشكل كبير. وعليه من الطبيعي لو يتمتع الوسيط، (دولة أو شخص)، بالأدوات الضرورية، أن يستطيع تقديم وجهات نظر الطرفين على نحو يدفع في إتجاه الحد من التوتر. من ثم يبدو أن “باكستان” تستطيع الوساطة؛ أولاً بعلاقاتها الجيدة مع الطرفين، ثانيًا خوفًا من إمكانية تأثير تصاعد وتيرة العنف على المنطقة ككل.

وإنطلاقًا من التنوع المذهبي، (شيعة وسُنة)، للكتلة السكانية الباكستانية، فمن الطبيعي اقتصاديًا أن تتمكن “إيران” و”السعودية”، حال تجميد التوتر وتوفر أجواء التهدئة في البلدين، من تقديم الدعم لـ”باكستان” في إطار التعاون للقضاء على المشكلات.

وعليه يميل الطرفان للحد من التوتر، وأن “باكستان” تتمتع أكثر من جميع دول المنطقة بالقدرة على الوساطة.

لكن هذا لا يمنع وجود قوى أخرى قادرة على الوساطة، على سبيل المثال لو تتدخل “اليابان” أو حتى “الصين”، فإن بمقدورهما أداء دور أقوى تحت مسمى “الوساطة”، وإن كانت “باكستان” تمتلك القدرة على الوساطة في ظل الأجواء الراهنة.

الأزمة اليمنية هي المعضلة الأكبر..

“آرمان ملي” : ماذا يتعين على “السعودية” أن تفعل للفت إنتباه “إيران”، حتى تقبل الأخيرة مسار التحركات السعودية للحد من التوتر ؟

“نصرت الله تاجيك” : لو نريد وساطة مؤثرة، فإن الخطوة الأولى تستدعي دخول الطرفين هكذا إطار دون شروط مسبقة، لكن لكل من الطرفين، (الإيراني والسعودي)، مخاوف تجاه الآخر. والوساطة تقتضي إصطفاف الطرفين معًا للقضاء على هذه المخاوف.

يعني المملكة تريد خطوات من الجانب الإيراني، وكذلك “إيران” تريد خطوات من الجانب السعودي. لكن عمومًاً تمثل المشكلة اليمنية التحدي الإيراني الرئيس حيال “السعودية”.

لكن ومع هذا؛ فقد استحالت الأزمة اليمنية بالأخير كعب أخيل “السعودية” بعد ما تكبدت خسائر 70 مليار دولار في “اليمن” دون تحقيق أي إنجازات. ناهيك عن التشكيك في فاعلية السلاح الغربي.

وعليه من الأفضل لـ”السعودية” إنهاء الحرب الآن. ولو تتبع “السعودية” أسلوبًا جيدًا لإنهاء الأزمة، فالمستبعد أن تواجه مشكلة أخرى مع “إيران”.

أخطاء إستراتيجية وأسلوب تكنيكي..

“آرمان ملي” : بالنظر إلى زيارة “عمران خان” لـ”طهران”؛ هل كانت الإجراءات السعودية للحد من التوتر مع إيران إستراتيجية أم على العكس تكنيكية ؟

“نصرت الله تاجيك” : “السعودية” تعتبر نفسها خادمة الحرمين الشريفين، ولذلك لا تميل للدخول في صراع مع دولة إسلامية قوية مثل “إيران”.

ولذلك فضلت “السعودية” تعليق حالة العداء مع “إيران”. وسلسلة الأحداث التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وغلطة “السعودية” بمعارضة وجهات النظر الإيرانية في “سوريا ولبنان والعراق”، يبدو أن المملكة إرتكبت خطأً إستراتيجيًا.

في ضوء هذه الأوضاع؛ ربما تميل “السعودية” للأداء التكنيكي بغرض حل خلافاتها مع “إيران”، حتى تتمكن بهذه الطريقة من تحقيق إنجازات للعام المقبل. وكذلك تتمكن بتلك الوسيلة من خلق أجواء من التهدئة تساعدها على بيع سهام “أرامكو”. لكن لا يسوء السعوديون أيضًا أن يكون بمقدورهم تصفير التوتر من المنظور الإستراتيجي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب