خاص : كتبت – نشوى الحفني :
على عكس ما يتكرر إذاعته، الفترة السابقة، من وجود اتفاقات على سحب القوات الأميركية في “العراق”، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، أن “الولايات المتحدة” لن تخفض عدد قواتها في “العراق”، وذلك: “بناءً على رغبة الحكومة العراقية في بغداد”.
وقال قائد القيادة المركزية، الجنرال “كينيث ماكينزي”: “العراق يريد بقاءنا، ولن نخفض عدد القوات هناك”.
وأضاف، أنه: “لا يعتقد أن الولايات المتحدة على حافة الإنخراط بحرب في الشرق الأوسط”.
وكان “البيت الأبيض”؛ قد أعلن، في آذار/مارس الماضي، أن: “الإدارة الأميركية والحكومة العراقية ستعقدان حوارًا إستراتيجيًا، في نيسان/أبريل المقبل”.
وأوضح “البيت الأبيض”، أن: “الاجتماعات ستوضح مهام قوات التحالف الدولي الموجودة في العراق، وأنها تنحصر في التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية، وأن وجودها في المنطقة بهدف منع تنظيم (داعش) الإرهابي مع إعادة تجميع صفوفه”.
وأكد الرئيس العراقي، “برهم صالح”، في آذار/مارس الماضي، على: “وجود قرار بإنهاء تواجد القوات الأجنبية القتالية في العراق”.
وقال حينها: “علاقة العراق مع الولايات المتحدة؛ مهمة وأساسية ومبنية على مصالح مشتركة، والحوار الإستراتيجي بيننا يتطرق لكل القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية”.
تصريح رئيس قيادة القوات المركزية الأميركية، “كينيث ماكينزي”، بشأن إفتقاد الإدارة الأميركية: “لخطة متبلورة لسحب القوات الأميركية من العراق”، أثار التساؤلات حول مستقبل التواجد الأميركي فوق الأراضي العراقية.
وتبدو تصريحات قائد القيادة المركزية الأميركية؛ مُحمّلة بالرسائل. لا خُطةَ للانسحاب من “العراق”، قال الجنرال، والحكومة العراقية: “طلبت منّا البقاء”، لا بل إن القوات قد تزيد أيضًا.
استهداف قاعدة أميركية في محيط “مطار بغداد”..
كما جاءت تصريحات “ماكينزي”، بعد ساعات قليلة؛ من استهداف قاعدة أميركية في محيط “مطار بغداد الدولي”، وهو ما يُعطي أكثر من إشارة عن سياق المرحلة المقبلة إذا قررت “واشنطن” إبقاء قواتها فعلاً، كما يُلقي مزيدًا من التشكيك بشأن إستراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة؛ وما إذا كانت تُعيد إنتاج سياسات سابقتها عينها، ولكن بصيغٍ أخرى.
واشنطن تريد من الحكومة العراقية التحدث بصراحة عن مصير القوات..
الباحث في “مركز الهدف للدراسات”، “عباس العرداوي”، أكد أن “ماكينزي” يريد من الحكومة العراقية أن: “تتحدث بشكلٍ صريح عن مصير القوات الأميركية”، مضيفًا أن الحكومة تريد: “استمرار الوجود الأميركي لتمرير مرحلة الانتخابات”.
وتابع: “تم الحديث سابقًا عن طلب عراقي لبقاء القوات الأميركية، 3 سنوات، لكن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، نفى ذلك”، كما أن القوى السياسية: “واجهت الكاظمي بوجود ورقة عن تعهده ببقاء الأميركيين”.
موضحًا أنه في كل مرة تحدثت فيها “الولايات المتحدة”؛ عن الانسحاب: “كانت تدخل مزيدًا من التعزيزات على الأرض”، معتبرًا “الحوار الإستراتيجي”، (الأميركي-العراقي)، بأنه أقرب لأن يكون: “حقنة مخدرة”.
ينسف الأحاديث عن الانسحاب..
وأشار إلى أن تصريح “ماكينزي”: “ينسف كل الأحاديث السابقة الرسمية وغير الرسمية عن الانسحاب”، لكن رغم ذلك فإن القواعد الأميركية: “لن تبقى في العراق؛ لأن هناك إرادة عراقية ترفضها”.
قرار البرلمان تم تحت ضغط..
من جهته، قال الأستاذ في جامعة “الدفاع الوطني للدراسات الإستراتيجية” الأميركية، “ديفيد دي روش”، إن بغداد: “تقرُّ بأن الوجود الأميركي قائم بناء على طلبها”، مدعيًا أن قرار “البرلمان العراقي” بشأن القوات الأميركية: “تم تحت الضغط”.
وأضاف “دي روش”؛ أن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط: “أقل مما كان عليه، وهو يتركز في الخليج”، لافتًا إلى أن “واشنطن”: “تريد أن تنسحب من العراق، ولكن لا تريد أن يجري ذلك كما جرى سابقًا ما اضطرّنا إلى العودة”.
لن تخرج أميركا من العراق..
فيما رأى الخبير في الشؤون السياسية، “سعيد عريقات”، فرأى أن “الولايات المتحدة”: “لن تخرج من العراق”، وهي بالإضافة إلى الجنود: “لديها آلاف المتعاقدين”.
وتابع: “واشنطن موجودة في المنطقة لحماية النفط، و”إسرائيل”، ووجودها في العراق مهم جدًا لتحقيق ذلك”، وإن كان بقاؤها على حساب الشعب العراقي الذي: “يريد خروج هذه القوات؛ وإنهاء احتلال بلاده”.
وحول العلاقات بين “العراق” و”إيران”، فقال “عريقات”؛ إنهما: “قادران على ترتيب علاقتهما، لكن المشكلة هي الوجود الأميركي”، مضيفًا أنه: “لم يكن هناك وجود إيراني في العراق قبل الغزو الأميركي”.