20 أبريل، 2024 12:01 ص
Search
Close this search box.

“نساء يصنعن السلام” .. نقطة مضيئة في سجل إسرائيلي حالك السواد

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

في ظل تطرف الأحزاب السياسية والحركات المجتمعية الإسرائيلية ورؤيتها الحدية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يطالعنا موقع “دافار ريشون” العبري بمقال للكاتب الإسرائيلي “شاي نير”، يرصد فيه جهود إحدى الحركات النسائية الإسرائيلية التي تدعو إلى السلام وتنادي بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية تضمن الأمن والسلام لكلا الشعبين.

مؤتمر من أجل تحريك العملية السياسية..

يوضح الكاتب الإسرائيلي في بداية مقاله قائلاً: “قامت 1000 امرأة يهودية وعربية من الناشطات في حركة “نساء يصنعن السلام” بالمشاركة في رحلة عبر القطار من تل أبيب إلى مدينة بيسان لمطالبة حكومة نتنياهو بحلحلة العملية السياسية مع الفلسطينيين من أجل تحقيق السلام بين الشعبين. وعند وصولهن إلى مدينة بيسان عقدت الناشطات مؤتمراً بمشاركة عضو الكنيست عن حزب الليكود “يهودا جليك”، ورئيس بلدية بيسان “رافي بن شطريت”، هذا بالإضافة إلى عدد من النساء اللائي يمثلن قطاعات وفئات عديدة في المجتمع الإسرائيلي”.

النساء كتلة حرجة في المشهد السياسي..

ينقل نير عن السيدة “يهلوما زخوت”, إحدى الناشطات البارزات في الحركة قولها: “كلنا  ندرك أننا لسنا بمأمن من التهديدات الأمنية في مختلف أنحاء العالم, فهي موجهة ضدنا جميعاً، لأنها لا تميز بين فئة وأخرى”، وأضافت أن: “حركة (نساء يصنعن السلام) تدعو لأن يكون الشعب الإسرائيلي  بكل أطيافه صاحب القرار، لأن تحقيق السلام مطلب شعبي”.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي فإن “زخوت” أكدت في كلمتها على أن ترابط النساء ووحدتهن ضروريان لتغيير الواقع الحالي في إسرائيل، حيث قالت: “إن هناك من يستغل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل لتعميق الانقسام بين طوائف المجتمع. لذا ينبغي على الزعامة النسائية أن تضطلع بدورها في الخطاب السياسي والأمني في إسرائيل. وعلى الجميع أن ينضموا إلى حركتنا قبل أن يفوتهم القطار. فقطار السلام الذي ندعوا الناس للحاق به سيجتذب جموعاً غفيرة من المواطنين الذين سيرفعون شعار الأمن والأخوّة والصداقة والتضامن”.

كما ينقل نير عن “أفيتال برأون”، إحدى قيادات الحركة، قولها تعليقاً اثناء هذا المؤتمر الشعبي: “إن تأثيرنا سيكون فعالاً عندما يبلغ عدد أعضاء الحركة 400 ألف امرأة وليس 40 ألفاً كما هو اليوم. إن الأحزاب الإسرائيلية حين تدرك أن النساء اللائي ينادين بتحقيق السلام مع الفلسطينيين ليسوا من فئة أو تيار واحد وإنما من جميع فئات المجتمع الإسرائيلي، فإنها ستأتي لسماع رأينا”. وأضافت برأون أن الحركة تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” بأن يعمل على تحقيق مستقبل أفضل للمواطنين.

السلام لا يتحقق بسهولة..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن عضو الكنيست “يهودا جيليك” قد ساوى بين هذا المؤتمر النسائي وبين “صلاة الكهنة” التي أقيمت قبل ساعات قليلة في القدس قائلاً: “قبل أن آتي إلى هنا كنت في حفل صلاة الكهنة في القدس، وقد حضر الصلاة أكثر من ألف حاخام من جميع أنحاء إسرائيل، كلهم يرتدون الزي الأبيض. ثم جئت إلى هنا في بيسان.. فإذا بي أجد ألف امرأة من جميع أنحاء البلاد يرتدين الزي الأبيض أيضاً، ويدعون إلى السلام. إن النساء تصنع السلام وتحمله وتتنفسه وتحياه. وإنني أهيب بكن ألا تيأسن مهما حدث، فإن السلام لن يتحقق بسهولة”.

وتقول “أمال ريحان”، وهي سيدة عربية، وعضو مؤسس في الحركة: “إن التغيير الذي نقوم به أقوى من العمل في الأحزاب. فنحن نطمح إلى تبنى القيم التي تضمن السلم المجتمعي والتعايش المشترك والتفاهم والاحترام المتبادل. كما أن الديانتين الإسلامية واليهودية تحثان على احترام الآخر ومعاملته بالحسنى”.

وتضيف ريحان: “بعد كل مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين كانت العلاقات بين اليهود والعرب تزداد سوءاً، وتتعالى أصوات العنصرية والكراهية. وبعد حرب “الجرف الصامد” على غزة في تموز/يوليو 2014، فكرت مع صديقات يهوديات في تكوين حركة نسائية مجتمعية تسعى لإحلال السلام بين الطرفين. وعلى الفور قمنا بإصدار وثيقة تدشين الحركة وشرحنا برنامج عملها. نحن نعلم أن هدفنا لن يتحقق بسهولة وإنما سيأخذ وقتا طويلاً، ولكننا عازمات على المضي في هذا الطريق حتى نهايته”.

وتقول السيدة برأون: بعد “مسيرة الأمل” التي دعت إليها الحركة في تشرين أول/أكتوبر 2016، وشاركت فيها نساء إسرائيليات يهوديات وعربيات مع نساء فلسطينيات في منطقة قصر اليهود القريبة من أريحا، بدأت تُعقد سلسلة من اللقاءات بين نساء يهوديات وعربيات لبحث سبل الضعط من أجل التوصل لتسوية سياسية تكفل للجميع الأمن والسلام.

هل يُسمح للرجال بالإنضمام للحركة ؟

ورداً على إمكانية أن يشترك الرجال في الحركة، قالت أمال ريحان: “إن الرجال كما في كل المجتمعات يحبون السيطرة والأضواء، ولذلك فمن الصعوبة في ظل مجتمع ذكوري القبول بزعامة نسائية. إنني أعتقد أن النساء هن أساس التعايش في العالم كله، ولذلك فإن باستطاعتهن أن يحدثن الفارق”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب