نساء “داعش” .. لا يشعرن بالندم ويؤكدن “لا علاقة لنا بالحرب” !

نساء “داعش” .. لا يشعرن بالندم ويؤكدن “لا علاقة لنا بالحرب” !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

هل تصدق أنه من الممكن العيش في ظل تنظيم (داعش) الإرهابي دون أن تعلم أي شيء عن جرائمه، أن تعتقد بأنك تنعم بحياة مستقرة اقتصاديًا تربي أبناءك وتمارس أعمالك وتصنع من منزلك حياة كاملة منعزلة تمامًا عن الإنتهاكات والكوارث التي تحدث كل يوم خارجه ؟.. هذا ما يؤكده عدد من الأجنبيات اللاتي إنضممن إلى التنظيم في أوج نشاطه وتنقلوا مع عناصره حتى آخر معاقله في سوريا، مدينة “باغوز”.

أجرت صحيفة (البايس) الإسبانية حوارًا مع السيدات الإسبانيات الثلاث؛ “يولندا مارتينيث”، و”لونا فيرنانديث”، و”لبنى ميلودي”، اللاتي سافرن إلى “سوريا” برفقة أزواجهن، وعاشوا في ظل تنظيم (داعش) الجهادي حتى إنتهاء المعارك بخسارته، ويسكنون حاليًا في مخيم “الهول”، الذي تحول إلى نموذج مصغر من الأراضي التي كان يسيطر عليها (داعش)؛ إذ إمتلأ بالمتطرفين، وشكلت مجموعة من السيدات المتشددات شرطة الأخلاق لحراسة الشوارع وتوبيخ السيدات اللاتي لا يلتزمن بالقوانين الصارمة للملابس وتعذيب من ينتهكها.

ترغبن في العودة..

أعربت السيدات عن رغبتهن في العودة إلى “إسبانيا”، وأشرن إلى أنهن قدمن إلى “سوريا” بعدما تمكن أزواجهن، من أصول مغربية، من خداعهن إذ وعدهن برحلة يستمتعون فيها إلى “تركيا”، لكنهم أجبرنهن على عبور الحدود السورية ليلًا، وبطريقة غير مشروعة، إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم، وأكدن أن أزواجهن كانوا يعملون موظفين عاديين في (داعش) ولم يشاركوا أبدا في القتال، ولكل من “مارتينيث” و”فيرنانديث”، 4 أبناء، وأوضحن أن قادة التنظيم حذروا الجميع من الهرب وشددوا على أن من يحاول الهرب سوف ينتزع منه أبناءه، لذا لم يحاول أحد فعل ذلك.

وقالت “ميلودي”: “منذ حوالي عامين ونصف أخبروني بأن زوجي استشهد في معركة، لكنني لم أرى جسده أو صور لجثته”، وأكدت أنها لم تأتِ بناء على رغبة شخصية، لأنها كانت تعلم من الأخبار في التلفاز أن هناك حرب دائرة في “سوريا”، وأشارت إلى أنها ولدت لأسرة مسلمة، لكنها لم ترتدي النقاب أبدًا إلا تحت تهديد الدواعش.

وأضافت: “عائلتي والشرطة في إسبانيا إندهشوا عندما علموا بأن زوجي إنضم إلى (داعش)، لأنه كان يمتلك كل شيء، المال والعائلة والعمل، لقد كان مهندسًا معماريًا”، وقبل أن يعرض عليها رحلة “تركيا”، قال لها زوجها إنه يريد السفر إلى “موريتانيا” من أجل دراسة الإسلام، وهو بلد يعاني من التشدد والإرهاب، وفي نظرها كان زوجها مجرد موظف في (داعش)، موضحة أن من يشارك في القتال يختفي لمدة أسبوعين للحصول على تدريبات ثم لا يعود مرة أخرى لأنه يستشهد.

وروت: “أتينا عن طريق الرقة، وبمجرد وصولنا حملوا زوجي دون أن يوجهوا لي أي كلام، واختفى لمدة شهر ثم أرسلوني ومعي أبنائي إلى مضيفة”، وعند عودته أخبرها بأنهم سوف ينتقلون إلى “حلب”.

وعندما علمت بمقتل زوجها تواصلت مع والدته لمساعدتها على العودة، وطلبت منها أن ترسل لها 20 ألف دولار للإتفاق مع شخص يهربهم، لكنها لم تفعل، وبعدما أصبحت أرملة لم يتم تزويجها من آخر، وعانت من الخوف من التعرض لإعتداءات جنسية من قِبل رجال خاصة في مدينة “باغوز”.

وأعربت عن أملها في أن ينير لها الله الطريق للخروج من هذا المخيم، سواء إلى “إسبانيا” أو “المغرب”، وأشارت إلى أنها لم تر أبدًا النساء الأيزيديات اللاتي أختطفن على يد عناصر التنظيم.

حياة مستقرة..

وروت “يولندا مارتينيث”؛ أنها عاشت في ظل الدول الإسلامية حياة مستقرة، يخرج زوجها في الصباح الباكر لعمله ويرجع مساء، بينما كانت تنشغل هي بالأعمال المنزلية، وأكدت أنها لم تر قد أي عملية قتل أو ذبح، إلا أن مصادر إسبانية أشارت إلى أن زوجها، “عمر الهرشي”، كان يعمل لصالح شبكة لاستقطاب جهاديين في مسجد (م-30) بالعاصمة، “مدريد”، وكان يلعب دورًا تنفيذيًا في التنظيم، لكونه الشخص الذي يقرر كيف ومتى يسافر أعضاء الجماعة.

وسلم “الهرشي” وعائلته، نفسهم، في آخر معارك دارت بين التنظيم والميليشيات الكُردية العربية الموالية لـ”التحالف الدولي” لمحاربة (داعش)، في “باغوز”.

وأضافت: “لم أفعل أي شيء، إذا كان القانون يحكم في إسبانيا بشفافية فلماذا سوف يسجنون إمرأة عانت كثيرًا وبقيت في منزلها ترعى أبناءها ؟”.

النساء والأطفال ليس لهم علاقة بالحرب..

قالت “لونا فيرنانديث”، للصحيفة: “كانت باغوز جحيمًا، لقد عانت من الخوف الشديد بها”، وأعربت عن معارضتها لغارات “التحالف الدولي”، مشيرًة إلى: “إنها حرب بين رجل ورجل، النساء والأطفال ليس لهم علاقة بها”، وأضافت أن زوجها كان يعمل خازنًا لـ”بيت المال”، وأن أمانته وحسن خلقه هما ما جعلا التنظيم يعينه في هذا المنصب.

وأعترفت بأن “دولة الخلافة” أيضًا إرتكبت أخطاء مثل السرقة وتعذيب أبرياء، بالإضافة إلى وجود سيدات قدمن من “كازاخستان” كن يتعاملون بعدائية في زمن الخلافة؛ وفي المخيم.

وأشارت إلى أنها لم يعد لها أسرة في “إسبانيا”، إذ هجرهم والدها منذ كان عمرها 4 أعوام، كما لم تر والدتها منذ عام 2013، وأنها ترغب في الخروج من مخيم “الهول” ومعها أبناءها وأبناء رجل وإمرأة استشهدوا خلال المعارك.

وصرح أحد المسؤولين عن المخيم: “لقد سُلم أو قتل المجاهدون في باغوز، ومع ذلك لا تشعر هؤلاء السيدات بالندم”، وأضاف: “غادروا باغوز لأن أميرهم، (أبوبكر البغدادي)، أمرهم بذلك”.

أوضاع مزرية والدول تفكر في عقاب مناسب..

يعيش نحو 73 ألف شخص، في مخيم “الهول”، 92% منهم سيدات وأطفال، ووصلت الأوضاع به إلى درجة خطيرة، إذ يعاني السكان من سوء التغذية، بالإضافة إلى أن كثير منهم أُصيبوا في المعارك، كما أن أكثر من نصف الأطفال في المخيم، البالغ عددهم 40 ألف طفل، لا يحملون جنسية أي دولة، وطالبت الميليشيات الكُردية، الموالية لـ”التحالف الدولي”، من الدول، تحمل مسؤولية مواطنيها الذين إنضموا إلى (داعش)، بينما تدرس بعضها تجريدهم من الجنسية، ومن بين 1200 سيدة وطفل أوروبي أعادت “فرنسا” 4 قُصر فقط حتى الآن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة