13 مارس، 2024 6:47 ص
Search
Close this search box.

نحو “حرب عالمية ثالثة” .. “بايدن” يستفز “الصين” إلى حرب سوف تجلب الخراب على “واشنطن” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

حرب في “آسيا” قد تنشب بسبب تكرار “الولايات المتحدة” لنفس خطأ توسع الـ (ناتو) في “أوروبا”، وذلك عبر سياسات “بايدن” ضد “الصين”، ولكن هذه الحرب ستكون مدمرة أكثر من الصراع الأوكراني، وستُلحق خسائر ضخمة بـ”الولايات المتحدة” نفسها.

وهناك أوجه تشابه لافتة بين سياسات “بايدن” ضد “الصين” الحالية؛ وسيناريو توسع الـ (ناتو) الذي أغضب “روسيا” وأدى إلى حرب “أوكرانيا” الدائرة حاليًا، حسبما ورد في تقرير لموقع (Responsible Statecraft) الأميركي.

البعض بالغرب كان يُريد التفاهم مع “روسيا” !

وثارت مناقشات محمومة بين المحللين وصُناع القرار حول مستقبل الـ (ناتو)؛ أوائل التسعينيات، بعدما ترك إنهيار “الاتحاد السوفياتي”؛ الجيش الروسي، في حالة من الفوضى. والتمست الدول القريبة من “روسيا” توفير الحماية لها من تهديد مستقبلي؛ هي على يقين بظهوره بعد أن تُلملم “موسكو” شتات نفسها. على أن آخرين رأوا مستقبلاً مختلفًا، مستقبلاً تُصبح فيه “روسيا” دولة متعاونة شبه منزوعة السلاح ومندمجة مع “أوروبا”. وقالوا إنه لن تعود حاجة إلى الـ (ناتو) إذا تحقق هذا السيناريو.

مصدر الصورة: رويترز

وإحياء الحديث عما كان متوقعًا وما لم يكن كذلك، أصبح مهمًا الآن لتحليل ما تفعله “الولايات المتحدة” وحلفاؤها في “شرق آسيا”، التي تشهد تعزيزات عسكرية قد تكون مصيرية.

“روسيا” تحذر بالأمس و”الصين” تهدد اليوم..

ففي التسعينيات، لم يكن واضحًا ما إذا كانت “روسيا” ستُجدد طموحاتها العسكرية.

على أن المسؤولين الروس قالوا بوضوح غير مرة، إنهم يعتبرون توسع الـ (ناتو) تهديدًا أمنيًا. وحتى القراءة السريعة للتاريخ الروسي تكشف مدى خطورة تهديد توسع الـ (ناتو) في أعين الروس.

وبالمثل الآن؛ عبّر القادة الصينيون عن رأيهم بوضوح في توسع الحضور العسكري الأميركي؛ بـ”آسيا”. فتوجُّه “أميركا” نحو “آسيا”، المستمر رغم ما يحدث في “أوروبا”، يُمثل تهديدًا أمنيًا وجوديًا في نظر القادة الصينيين.

سياسات “بايدن” ضد “بكين” تخنق اقتصادها وطرقها التجارية..

وإلمام بسيط بالجغرافيا والاقتصاد يوضح السبب. إذ تُعد الطرق التجارية في “بحر الصين” الجنوبي شريان حياة حيويًا للتنمية الاقتصادية لـ”بكين”. وأي وجود عسكري أجنبي في تلك المنطقة؛ خارج عن نطاق التعاون مع “الصين”، يُشبه يدًا تمتد لخنق الاقتصاد الصيني.

والاتفاقات العسكرية؛ مثل: (أوكوس-AUKUS)، الذي قررت بموجبه “واشنطن ولندن” تزويد “أستراليا” بغواصات تعمل بالطاقة النووية، تُزيد من شعور الحصار الذي يراود “الصين” بقوة، وهو شعور شديد الشبه بالشعور الذي راود “موسكو” حين كان الـ (ناتو) يتطلع إلى التوسع بعد عقد تقريبًا من إنتهاء “الحرب الباردة”.

وقادة “الصين” لديهم اليوم سبب وجيه للتفكير والتصرف مثل القادة الروس؛ بداية الألفينيات من القرن الحادي والعشرين، حين عكفت “روسيا” على تطوير قدرات عسكرية حديثة واتخاذ قرارات تتماشى مع أهدافها الأمنية المعلنة صراحة. وبداية الطريق إلى حرب مستقبلية في “آسيا”؛ تبدو شبيهة إلى حدٍ كبير ببدايات حرب “أوكرانيا”؛ التي بدت بطيئة التطور منذ ما يقرب من 25 عامًا في “أوروبا”.

في عام 1999، انضمت: “المجر وبولندا وجمهورية التشيك” إلى الـ (ناتو). وخلال “الحرب الباردة”، كانت تلك الدول جزءًا من حلف (وارسو)، مجموعة دول “أوروبا الشرقية” التي اعتبرتها “موسكو” منطقة صد حيوية لحلف الـ (ناتو). وهذا التوسع يُمثل أهم توسع لحلف الـ (ناتو) منذ أيامه الأولى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وكانت له أهمية إستراتيجية ورمزية ضخمة. وهذه الخطوة أنهت الجدل حول مستقبل الـ (ناتو).

مصدر الصورة: سكاي نيوز

إذ وجدت بعض دول حلف (وارسو)؛ التي خضعت لهيمنة “الاتحاد السوفياتي” لنصف قرن، الحضن الغربي الذي سعت إليه لحمايتها من تهديد روسي محتمل في المستقبل.

بل دعا مسؤولون غربيون صراحة إلى مزيد من التوسع لـ (الناتو). وحدث توسع آخر أكبر عام 2004، حين انضمت سبع دول أخرى في “أوروبا الشرقية” إلى الـ (ناتو)، من ضمنها ثلاث دول كانت جزءًا من “الاتحاد السوفياتي”، وهي: “إستونيا ولاتفيا وليتوانيا”. وأدى انضمام هذه الدول إلى انتقال الـ (ناتو) حرفيًا إلى حدود “روسيا”. ثم بدأت “موسكو” تُزيد من إنفاقها العسكري بدرجة أثارت قلق جاراتها التي لم تنضم لـ (الناتو)، خاصةً “أوكرانيا”.

وبحلول عام 2008، دعا المسؤولون الغربيون؛ “أوكرانيا وجورجيا”، للانضمام إلى الحلف فعلاً، وبدأت الدوامة. فقد أدى توسع الـ (ناتو) إلى زيادة التعزيزات العسكرية الروسية، وهذا دفع مزيدًا من الدول لطلب عضوية الـ (ناتو).

ما أشبه اليوم بالبارحة !

ونرى دوامة مماثلة تتشكل في “بحر الصين الجنوبي”. فمطالبات المسؤولين الأميركيين بالتوجه نحو “آسيا” تُشبه مطالبات القادة الغربيين بتوسع الـ (ناتو)؛ في التسعينيات. وأي أفكار قد تشي بأن تحوُّل “أميركا” نحو “آسيا” ليس مشروعًا عسكريًا يستهدف “الصين” مباشرة إنهارت تمامًا بعد إعلان (اتفاقية أوكوس)، وهذا جعل العام 2021؛ في “آسيا”، شبيهًا إلى حدٍ كبير بعام 1999؛ في “أوروبا”، عدا أن نشوب حرب في “آسيا” مستقبلاً قد يكون أسرع بكثير.

والمنطقة بأكملها في قبضة سباق تسلح، و”الصين” تمتلك بالفعل جيشًا جرارًا يُمكنه مواجهة القوات الأميركية في “بحر الصين الجنوبي” والتسبب في سيناريو كارثي على جميع المستويات.

الحرب في “آسيا” ستكون أكثر خرابًا..

فمن شبه المؤكد أن الضربات الأولى لحرب بين “الصين” و”أميركا” وحلفائها اليوم؛ ستأتي من البحر، إما في “مضيق تايوان” أو “بحر الصين الجنوبي”، حيث تُشكل خلافات السيطرة مصدرًا للاحتكاك.

ومن المُرجح أن يُطلق كلا الجانبين صواريخ وطوربيدات تستهدف السفن الحربية والقواعد الجوية لبعضهما بعد أزمة ما أو فترة من التصعيد. ويُحتمل أن تتكبد القوات الأميركية خسائر فادحة في حاملات الطائرات والقواعد الجوية.

وفي الأثناء، ستتحمل القوات الصينية الضرر المبدئي الناجم عن هجوم أميركي، وستحتفظ بالقوة الكافية لمواصلة إلحاق خسائر فادحة مع تقدم الحرب.

وطرق التجارة في “المحيط الهاديء” ستُصبح مناطق صراع، وهذا سيتسبب في خسائر اقتصادية فادحة لـ”الولايات المتحدة” و”الصين”، بل والعالم بأسره. وهذا من شأنه أن ينقل الحرب إلى الأراضي الأميركية؛ مثلما لم تفعل أي حرب أخرى في القرن الحادي والعشرين.

مصدر الصورة: سبوتنيك

كساد أميركي كبير..

إنهيار العلاقات الاقتصادية بين “الولايات المتحدة” و”الصين”؛ سيكون أقوى صدمة مالية تتعرض لها “الولايات المتحدة” منذ: “الكساد الكبير”.

فقد تشهد “الولايات المتحدة” نقصًا هائلاً في جميع أنواع السلع مع اختفاء نحو: 440 مليار دولار من الواردات الصينية سنويًا. وسيتبخر أيضًا نحو: 09 مليارات دولار من الاستثمارات الصينية.

وستشهد شركات الإنتاج الأميركية تكدُّس ما قيمته: 122 مليار دولار من الصادرات إلى “الصين”؛ حين لا تجد مكانًا تذهب إليه. والتأثير الكلي قد يؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة تصل إلى: 10%.

الحل يجب أن يبدأ بوقف تدفق الأسلحة للمنطقة..

واحتمالية وقوع هذه الحرب تزداد كل يوم، ما لم يجد قادة البلدين طريقة لوقف الديناميكيات الحالية التي تُحرّك دولتيهما نحو الحرب.

وهذه الطريقة ستبدأ على الأرجح بوقف تدفق الأسلحة إلى المنطقة، وفتح محادثات بين “بكين” و”واشنطن”؛ بهدف إبرام اتفاقيات تعاون أمني، وهذه هي الخطوة الأولى في إطار عمل أمني شامل للمنطقة.

وعلى “بايدن” أن يُنبّه إلى مذبحة “أوكرانيا” باعتبارها تذكيرًا بضرورة الحفاظ على السلام واتخاذ خطوات ملموسة لتحقيقه، عوضًا عن السير في طريق نحو حرب تلوح في الأفق يمكن تحاشيها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب