“نحن ومستقبل التطورات الإقليمية” .. صحيفة إيرانية ترصد أوجه فشل السياسات الأميركية في المنطقة !

“نحن ومستقبل التطورات الإقليمية” .. صحيفة إيرانية ترصد أوجه فشل السياسات الأميركية في المنطقة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

التحركات السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي الحالية تعكس بوضوح فشل السياسات والأطروحات الأميركية ضد جبهة المقاومة. فالفوز في الميدان – في المقام الأول وبشكل عام – من نصيب جبهة المقاومة لاسيما الجمهورية الإيرانية.

وللمحافظة على هذا الفوز وتكبيد الولايات المتحدة الأميركية هزيمة ثقيلة، يفرض علينا اتباع سياسات إقليمية ودولية تتربط بالتأكيد بالسياسات الإيراني الداخلية.

وللتعرف على عمق الهزيمة الأميركية، كما ترى صحيفة “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية، فإن علينا التدقيق بعناية في الأحداث التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن.

زيارة العاهل السعودي إلى روسيا..

زيارة العاهل السعودي إلى روسيا: والتوقيع على اتفاقية صواريخ (s-400).. تعكس بوضوح يأس العاهل السعودي من الاعتماد والثقة في الرئيس الأميركي المختل “دونالد ترامب”. بحسب تعبير الصحيفة الإيرانية.

فلم تلبي حسابات الحكومة السعودية، التي توقعت نجاح خطط ومشاريع “دونالد ترامب” بشأن الفوز في سوريا والعراق، وبات انتصار “بشار الأسد” و”حيدر العبادي” المؤكد على “داعش” وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى حدثاً مهماً يقضي على كل تطلعات وتوقعات “آل سعود”.

في ظل هذه الأوضاع كان من الطبيعي أن تتبنى المملكة العربية السعودية سياسة الانفتاح على الشرق، وتتقبل دفع تكلفة صواريخ (s-400) باعتبارها نفقة هذا الزواج غير المرغوب.

هزيمة “داعش”..

الحدث الأهم، وهو هزيمة تنظيم “داعش” الساحقة وسائر التنظيمات التكفيرية في سوريا والعراق، أفقد “دونالد ترامب” ورقته الأساسية في اللعب بالمنطقة، وقد أجبره الساسة الأميركيون على تبني سياسات أخرى، أي الورقة الثانية للبيت الأبيض.

وتضم هذه الورقة مشروع تقسيم دول المنطقة، بما فيها “العراق وسوريا وتركيا وإيران واليمن”، وحتى “المملكة العربية السعودية”. وسوف يترتب على تنفيذ مشروع التقسيم المتسلسل لدول المنطقة ظهور دول جديدة، وتأمل أميركا (جراء هذا المخطط) في تطبيق سلطتها، التي فشلت في تطبيقها على المنطقة حتى الآن من خلال الاستفادة من نشر الفرقة والصراعات الناجمة عن التقسيم الجديد.

وقد بدأ هذا المخطط الاستعماري باستفتاء “إقليم كردستان العراق”، والذي فشل في المرحلة الأولى بالشكل الذي أجبر الإدارة الأميركية نفسها على إعلان مخالفتها الاستفتاء، ولا يقبل أي طرف آخر بالاستفتاء سوى الكيان الإسرائيلي. والآن يعيش “مسعود بارزاني” أجواء صعبة جديداً بينما الطريق المتاح له هو طريق العودة إلى ما قبل الاستفتاء إن كان متاحاً !

فشل مخطط “الناتو العربي”..

التحالف السعودي الهش مع عدد من الدول الإقليمية لمكافحة إيران في إطار الـ”ناتو العربي” ووجهه الآخر في العداء لإيران عبر التقارب مع الكيان الإسرائيلي، وهو المخطط الذي وصل إلى نهايته بشكل مفضوح.. طرد قطر من هذا التحالف، واندلاع الخلافات داخل هذا التحالف واتساع نطاقها، أحبط عمل هذه التحالف بشكل عملي، وبالتالي تستاء الشعوب العربية بشدة من قياداتها، التي تحاول التقارب مع الكيان الإسرائيلي والاستمرار في المذابح ضد الشعب اليمني.

والمنطقة العربية حالياً أشبه بالنار تحت الرماد، التي تنتظر الفرصة السانحة لاحراق جذور مشايخ العرب الذين اختارو التضحية بالشعب الفلسطيني لاجابة ميولهم وخدمة الصهاينة. وفي مثل هذه الأجواء يظهر حرج “دونالد ترامب” حتى أنه لا يعلم كيف وبأي حيلة ينفذ وعوده الانتخابية بخصوص حماية إسرائيل.

الخطر الداخلي يحيق بـ”آل سعود”..

بعد هزائم “المملكة العربية السعودية” المتكررة بالمنطقة والفشل في “اليمن والعراق وسوريا”، وسياسات العداء لإيران، يستشعر “آل سعود” خطراً يتهدد وجودهم داخل المملكة.

وما استعمال ملك سعودي ذو سياسات إصلاحية، لاسيما فيما يتعلق بحقوق النساء، إلا حيلة لمكافحة الخطر الذي يتهدد “آل سعود”.

في مثل هذه الأجواء لن تستطيع “المملكة العربية السعودية” بالقطع الاستمرار في سياسات العنف بالمنطقة، وسوف تتخلى سريعاً عن هذه السياسيات الواحدة تلو الأخرى. ولعل زيارة الملك “سلمان” إلى روسيا طلعية هذه السياسات الجديدة والمعدلة.

التلويح بإلغاء الاتفاق النووي من قبل أميركا..

بغرض تعويض خسائره في الشرق الأوسط والتغطية على فضائحه السياسية الداخلية، يعتزم “ترامب” الانتقام من الجمهورية الإيرانية ويستعمل الاتفاق النووي كذريعة جيدة لتحقيق أهدافه. والطريف أن “ترامب” فاشل حتى الآن، لأن أوروبا لا تتفق معه في اتهام إيران بنقض الاتفاق ولا حتى “روسيا والصين والأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ومما لا شك فيه أن انسحاب الطرف الأميركي من الاتفاق سيؤثر إلى حد ما على الاتفاق، لكن لا يلغيه. وأميركا ستكون (ومعها الكيان الإسرائيلي وأعداء إيران في الخارج والداخل)، المتضرر من هذا الفعل.

الجدير بالأهمية، من منظور صحيفة “الجمهورية الإسلامية” الإيرانية، أن هذه الخسائر الأميركية لا تمثل فقط هزيمة للإدارة الأميركية، وإنما هى أيضاً انتصار للشعوب الإقليمية وبخاصة الجمهورية الإيرانية التي تلعب دوراً مهماً في التطورات الإقليمية. وبالتالي يتعين على المسؤولين الإيرانيين، للمحافظة على هذه الانتصارات، تدعيم الوحدة الداخلية وتقوية أسس القوة الوطنية.

لا يجب أن نعتبر استفتاء “إقليم كردستان” أمراً عارضاً يمكن تجاهله. والتحركات الإيرانية – التركية الأخيرة صحيحة تماماً، وإن جاءت متأخرة، ولابد من تقويتها وقطع الطريق على التهديدات المحتملة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة