نجاح لافت في الفضاء وفشل على الأرض .. مخاوف تهدد الديمقراطية في تونس

نجاح لافت في الفضاء وفشل على الأرض .. مخاوف تهدد الديمقراطية في تونس

نجحت تونس في تصنيع أول قمر صناعي بأيدي شبابها، فقد شهدت الساعات الماضية أطلاق أول قمر صناعي تونسي من قاعدة الإطلاق في كازاخستان، وهو القمر الذي تم  تصميمه وتطويره حصريًا من قبل المهارات التونسية ، وسيسمح بالاتصال وتبادل البيانات في العديد من المجالات بما في ذلك التحكم والنقل والزراعة واللوجستيات من خلال تلقي البيانات وإرسالها إلى الموردين في جميع أنحاء العالم. وفي حديثه عن الإطلاق ، قال الرئيس التونسي قيس سعيد: “يعكس هذا الحدث تطلع تونس والشباب التونسي لتجاوز حدود الأرض”.

لكن مع ذلك وبالرغم من نجاح تونس في الفضاء فحتى الان يبدو أنها فشلت على الأرض، فعلى الرغم من الإنجازات الهائلة التي تحققت في تونس على مستوي حرية العمل السياسي ومناخ الحريات والسماح للمجتمع المدني بالعمل بحرية، إلا أن ما يبدو في الأفق أن هذه الإنجازات لن تؤدي لديمقراطية مستدامة في تونس التي تعتبر مهد الربيع العربي، فتونس التي أدارت الفترة الانتقالية حتى الان بسلاسة لم تحدث في غيرها من الدول العربية، تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة قد تعصف بكل مقومات البلاد وليس بالعمل السياسي فقط، ووفقا للأرقام المعلنة حتى الآن فإن تونس تعاني من عجز مالي هائل ازداد ليصل إلى ما يقدّر على أنّه 11,5 في المئة من الناتج المحلّي الإجمالي في العام 2020. وبلغت البطالة، وهي مسبِّب أساسي للاعتراض الشعبي، 16,3 في المئة في الربع الثالث من العام 2020، أي أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات. في المستقبل، ينبغي على الحكومة أن تصغي إلى نداءات صندوق النقد الدولي لتحرير الاقتصاد والحدّ من العجز المالي، الأمر الذي سيتطلّب لجم فاتورة الرواتب والحدّ من الإعانات للطاقة. وستؤدّي هذه الخطوات على الأرجح إلى استياء واسع النطاق والمزيد من الاحتجاجات. لذا ينبغي على الحكومة أن تُبقي الاستجابة الأمنية تحت السيطرة. فإن كانت الاستجابة الأمنية قاسية وتفاقمت، قد يعرّض ذلك العملية الديمقراطية الهشّة في تونس للخطر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة