وكالات- كتابات:
أعلنت المديرة التنفيذية لـ”برنامج الأغذية العالمي”؛ التابع للأمم المتحدة؛ “سيندي ماكين”، أن البرنامج استنفدّ جميع مخزوناته الغذائية في “غزة”، حيث تمنع “إسرائيل” وصول المساعدات الإنسانية؛ منذ (07) أسابيع.
وقالت “ماكين”؛ في تصريح لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”؛ (بي. بي. سي)، “برنامج الأغذية العالمي”؛ أرسل آخر شاحنة من مخزون الغذاء لديه لـ”غزة”، مؤكدة أنه لم يتبقَّ شيء منه.
وأكدت أن الظروف في “غزة” مأساوية، وأن الناس يتضّورون جوعًا، مشدَّدة على أن مزيدًا من الناس سيُعانون المجاعة نتيجة ما يجري في “غزة” بسبب عجز البرنامج عن الدخول وتقديم المساعدات، داعية إلى وقف إطلاق النار، والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول.
وقالت “ماكين”؛ إن الغذاء ليس أمرًا سياسيًا، وإنّ جَعْله كذلك في “غزة” غير مقبول، ولا ينبغي أن يحدث.
وأكدت المديرة التنفيذية لـ”برنامج الأغذية العالمي”، ردًا على سؤال بشأن مزاعم استخدام “حركة المقاومة الإسلامية”؛ (حماس)، المساعدات كأداة للحفاظ على سلطتها، أن طاقم البرنامج لم يرَ أدلة على ذلك.
نقطة الانهيار..
وأشار “برنامج الأغذية العالمي” إلى أن الحصار الإسرائيلي الحالي – وهو أطول إغلاق تواجهه “غزة” على الإطلاق – قد فاقم من تدهور الأسواق وأنظمة الغذاء الهشة أصلًا.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى: (1400%) مقارنة بفترة وقف إطلاق النار، وحذر البرنامج من أن نقص السلع الأساسية أثار مخاوف غذائية خطيرة لدى الفئات السكانية الضعيفة، بمن فيهم الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن.
وصرح البرنامج بأن الوضع داخل “قطاع غزة”: “وصل إلى نقطة الانهيار مرة أخرى، وتنفدّ لدى الناس سبُل التأقلم، وتبددت المكاسب الهشة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار القصير. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح الحدود أمام دخول المساعدات والتجارة، قد يُضطر برنامج الأغذية العالمي إلى التوقف”.
ووفقًا للبرنامج، تم وضع أكثر من (116) ألف طن من المساعدات الغذائية – وهي كافية لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى (04) أشهر – في ممرات المساعدات، وهي جاهزة للتسليم بمجرد إعادة فتح “إسرائيل” لمعابر “غزة” الحدودية.
كما صرّح مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين؛ “أنطوان رينارد”، لـ (بي. بي. سي)، بأن: “أكثر من: (80%) من السكان نزحوا خلال الحرب، ومنذ 18 آذار/مارس فقط، نزح أكثر من (400) ألف شخص مرة أخرى”، مضيفًا بأنه في كل مرة ينتقل البرنامج يفقد ممتلكاته، مما يجعل مطابخ الوجبات الساخنة ضرورية لتوفير وجبة أساسية للناس.
ومع ذلك أكد “رينارد” أنه حتى مع اكتمال إمداداتها، لا تصل هذه المطابخ إلا إلى نصف السكان بنسبة (25%) فقط من احتياجاتهم الغذائية اليومية.
يُذكر أنه في نهاية آذار/مارس، أُجبرت جميع المخابز الـ (25) التي يدعمها “برنامج الأغذية العالمي”؛ في “غزة”، على الإغلاق بعد نفاّد دقيق القمح ووقود الطهي، كما نفدت الطرود الغذائية الموزعة على العائلات، والتي تحتوي على حصص غذائية تكفي لأسبوعين.
سوء تغذية حاد..
ووفقًا لـ”الأمم المتحدة”، يتفاقم سوء التغذية بسرعة، وفي الأسبوع الماضي تم فحص (1300) طفل في شمال “غزة”، وتبيّن وجود أكثر من (80) حالة سوء تغذية حاد، بزيادة قدرها ضعفين عن الأسابيع السابقة.
ويُشير “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية”؛ (أوتشا)، إلى وجود نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية والمعدات للمستشفيات المكتظة جراء القصف الإسرائيلي، كما أن نقص الوقود يُعيق إنتاج المياه وتوزيعها.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية؛ “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، أن “غزة” تعيش: “لحظة عصيبة وقاتمة”، وطالب بإنها الحصار المفروض على المساعدات لأنها: “الأرواح تعتمد عليه”.
من جهته؛ صرح مدير الوصول الإنساني في المجلس النرويجي للاجئين؛ “غافين كيليهر”، لـ (بي. بي. سي)، من وسط “غزة”، بأنه بمجرد نفاد مخزونات الطعام في المطابخ، لن يعودوا قادرين على توفير أي شيء.
وقال إنه من أجل البقاء، يأكل الناس أقل، ويقايضون: “باستبدال كيس حفاضات بالعدس أو زيت الطهي”، أو يبيعون ما تبقى لديهم من ممتلكات في محاولة للحصول على المال اللازم للوصول إلى الإمدادات الغذائية المتبقية، مؤكدًا أن: “اليأس شديد للغاية”.
في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع؛ رفضت “وزارة الخارجية” الإسرائيلية انتقادات “المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا” للحصار التي وصفته بأنه: “لا يُطاق”، وطالبت بإنهائه فورًا في بيان مشترك، وقالت “إسرائيل” إنها غير مُلزمة بالسماح بدخول المساعدات بزعم أن (حماس) تستولي عليها، وهو أمر سبق أن نفته الحركة، كما أكدت “الأمم المتحدة” أنها تحتفظ: “بسلسلة حراسة دقيقة للغاية لجميع المساعدات التي تقدمها”.
وكانت “إسرائيل” قطعت المساعدات بالكامل عن “غزة”؛ في 02 آذار/مارس 2025، واستأنفت “حرب الإبادة” على القطاع بعد تنَّصلها من اتفاقية لوقف إطلاق النار استمرت نحو شهرين، بذريعة الضغط على (حماس) لإطلاق سراح بقية الأسرى المحتجزين.