20 أبريل، 2024 12:23 ص
Search
Close this search box.

“نتانياهو” يفضح خططه لأغراض انتخابية .. محلل إسرائيلي : “نصرالله” و”سليماني” لا يتعلمان الدرس !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تتبع “إسرائيل” سياسة الغموض والتعتيم الإعلامي بشأن نشاطها وعملياتها العسكرية، لا سيما ضد المواقع الإيرانية في الأراضي السورية. لكن “بنيامين نتانياهو”، الذي يحاول أن يثبت للناخبين أنه رجل حرب، أخذ الآن ينتهك تلك السياسة ويتفاخر بالهجمات الإسرائيلية ليزيد من شعبيته قبل الانتخابات المقبلة.

“نتانياهو” ينتهك سياسة الغموض..

يقول المحلل الإسرائيلي “بن كسبيت”:  لقد شنت الدبابات الإسرائيلية، يوم الاثنين الماضي، (الموافق 11 من شباط/فبراير 2019)، هجومًا استهدف مواقع تابعة للجيش السوري بالقرب من الحدود الإسرائيلية، في منطقة “القنيطرة”. وهو بالطبع هجوم غير مألوف، لأن “إسرائيل” عادة ما تستخدم سلاحها الجوية لمهاجمة الأهداف الإيرانية في الأراضي السورية.

لكن نظرًا لقرب المسافات في هذا الهجوم، كانت الدبابات الإسرائيلية هي التي أطلقت قذائفها بشكل مباشرة على المواقع داخل الأراضي السورية، فألحقت أضرارًا مادية، كما ألحقت خسائر في الأرواح.

وفي اليوم ذاته؛ أعلنت وسائل الإعلام السورية عن مقتل اثنين من الإيرانيين في الهجوم، لكن قيل بعد ذلك إن الهجوم لم يُسفر سوى عن بعض الإصابات. كما ورد في تقارير أخرى، أن إحدى الطائرات الإسرائيلية قد شاركت في الهجوم.

وفي جميع الأحوال رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجوم؛ وظل ينتهج سياسة “الغموض” فيما يتعلق بالعمليات التي يشنها في “سوريا”. غير أن تلك السياسة لم تُدم حتى ليوم واحد، فقد أخذ رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، ينتهكها, مستبدلاً إياها بسياسة التفاخر والتبجح.

أثر العقوبات الاقتصادية على إيران..

ففي مساء الثلاثاء الماضي، (13 من شباط/فبراير 2019)، سافر “نتانياهو” جوًا إلى “بولندا”، وفي المطار وأمام الكاميرات أعلن مسؤوليته عن الهجوم قائلاً: “إننا نستخدم العديد من الوسائل؛ كي نتصدى للعدوان الإيراني … بل إننا نتصدى يوميًا، وبشكل مستمر، لجميع محاولات الإيرانيين الرامية لترسيخ وجودهم في سوريا … بما في ذلك ما حدث بالأمس، (الاثنين). ويمكنني أن أقول لكم بوضوح إن الضغوط الاقتصادية على إيران لها أثرها الملموس، فنحن نرى تداعيات الأزمة الاقتصادية، كما نرى التخفيض الذي طرأ على ميزانيات القوات، ونرى سحب بعض القوات من كل الجبهات المحيطة دون استثناء، سواء من سوريا أو لبنان أو قطاع غزة. كما يُلاحظ وجود نقص في بعض الأسلحة المهمة جدًا بالنسبة لإيران، وذلك بسبب عدم توفر الميزانيات، وكذلك بسبب استمرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية”.

“نتانياهو” يواجه ضغوطًا انتخابية..

أوضح “بن كسبيت”؛ أن جميع قادة الجيش الإسرائيلي لم يعجبهم ما أدلى به رئيس الوزراء، “نتانياهو”، من معلومات مفصلة، لكن “نتانياهو” هو من يتولى أيضًا منصب وزير الدفاع، لذا فمن سلطته أن يفرض أسلوبه على الجيش وقياداته.

وجدير بالذكر؛ أن الانتخابات الإسرائيلية ستُجرى في غضون أقل من شهرين، ويواجه “نتانياهو” منافسة حادة من قِبل اثنين من رؤساء الأركان السابقين وهما؛ “بيني غانتس” و”موشيه يعلون”، ولهذا يسعى “نتانياهو” لتعزيز مكانته كـ”رجل أمن”، بعدما تعرض مؤخرًا للتشويه عبر مقاطع فيديو ضمن الحملة الانتخابية الشرسة للمرشح ” غانتس”.

وتمارس تلك الحملة ضغوطًا على “نتانياهو” عبر إثارة بعض القضايا الحساسة مثل: المبالغ المالية الشهرية التي ترسلها “قطر” لحركة “حماس” بموافقة حكومة “نتانياهو”، إضافة إلى عجز الجيش الإسرائيلي عن  مواجهة “قطاع غزة”، بل وحتى “خطة فك الإرتباط” التي تم تنفيذها عام 2005، والتي كان قد أيدها “نتانياهو” وغالبية وزرائه.

ويستغل “غانتس” كل تلك القضايا الآن للنيل من شعبية “نتانياهو”، الذي يرد عليه بشن عمليات عسكرية إسرائيلية في “سوريا”.

“نصرالله” يفتح جبهة جديدة..

يرى “بن كسبيت”؛ أن الحرب الانتخابية بين المتنافسين الإسرائيليين لن تُجدي نفعًا، لأن القضية الأهم تكمن في استمرار الكفاح الإسرائيلي من أجل إحباط محاولات “إيران” و”حزب الله” لترسيخ وجودهما في “سوريا”.

ومعظم ذلك الكفاح يجري على عدة جبهات، سواء في منطقة “دمشق” أو في مناطق أخرى، لكنه يجري كذلك في “الجولان” السوري، ولقد زادت حدته مؤخرًا. إذ يأمل “نصرالله”، المدعوم من “إيران”، في فتح “جبهة ثانية” ضد “إسرائيل” على السياج الحدودي في “هضبة الجولان”.

“سليماني” و”نصرالله” لن يتراجعا !

بحسب “بن كسبيت”؛ فقد سبق للجيش الإسرائيلي إفشال محاولتين لإنشاء شبكات في تلك المنطقة لممارسة الإرهاب ضد “إسرائيل”. وتبين الآن أن الصديقين، “نصرالله” و”سليماني”، لن يتراجعا عن مخططاتهما بسهولة، لأن فتح جبهة سرية للقتال في “مرتفعات الجولان” سيتيح لزعيم “حزب الله” أن يرد بقوة على الهجمات التي تشنها “إسرائيل” على أهداف داخل “سوريا”، من دون خرق البنود الصارمة التي يلتزم بها  الطرفان منذ “حرب لبنان الثانية”، 2006.

إذ تنص تلك البنود على ألا تهاجم “إسرائيل”، لبنان، وألا يهاجم “حزب الله”، إسرائيل، من الأراضي اللبنانية. ولذا فإن تنظيم “حزب الله” في حاجة إلى جبهات أخرى، ليشن منها هجماته.

ولعل “مرتفعات الجولان” مرشحة لأن تكون جبهة لشن الهجمات، فإذا تمكن “الحرس الثوري” و”حزب الله” من إقامة منظومة مستقلة في “هضبة الجولان” السورية للنيل من “إسرائيل”، فسيكون ذلك إنجازًا كبيرًا. غير أن ما حدث، يوم الاثنين الماضي، في الساعة 6:30 مساءً، يشير إلى أن “إسرائيل” لن تسمح بذلك على الإطلاق.

أكد “بن كسبيت” على أن “إسرائيل”، سبق لها، أن أحبطت محاولات مماثلة، فوفقًا لتقارير أجنبية؛ قامت “إسرائيل” باغتيال “سمير قنطار”، في عام 2015، بعدما أطلقت سراحه من السجن الإسرائيلي، لكنه قام  على الفور بإنشاء شبكة تعمل لصالح تنظيم “حزب الله” في “مرتفعات الجولان”. ومن قبله؛ وتحديدًا في، كانو ثان/يناير 2015، تم اغتيال جنرال إيراني، بينما كان يحاول فتح جبهه ضد “إسرائيل” في “مرتفعات الجولان”.

إصرار “سليماني” يحظى باحترام الإسرائيليين !

ورغم كل ذلك؛ يبدو أن “سليماني” لم يرتدع حتى الآن، فهو لا يزال يواصل مساعيه لترسيخ وجود “إيران” و”حزب الله” في “سوريا” بشكل عام، وفي “الجولان” بشكل خاص. وهناك مسؤولون أمنيون إسرائيليون يقدرون إصرار “سليماني”؛ فالإيرانيون يتعرضون لضغوط شديدة، ولضربات ميدانية، واقتصادهم ينهار، لكن “سليماني” لا يتراجع ويواصل العمل بكل قوة وعزيمة. “وهذا على المستوى المهني، يستحق الثناء والإعجاب”، بحسب مسؤول عسكري إسرائيلي سابق.

وتشير التقديرات إلى أن مقاتلين من تنظيم “حزب الله” يحاولون، خلال الأشهر الأخيرة، التسلل إلى “الجولان” بحجة أنهم جنود سوريون. ويصل معهم، كما هي العادة، أفراد تابعون للجنرال “سليماني”، ممن ينتمون لـ”الحرس الثوري”. ومن المفترض أن يؤسس هؤلاء المتسللون منظومة لجمع المعلومات الاستخبارية وممارسة النشاط الإرهابي ضد “إسرائيل”.

القادة الإسرائيليين يشعرون بالندم..

وتفيد بعض التقارير الإخبارية أن من بين الأهداف التي تعرضت لهجمات الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين الماضي، مجموعة كاميرات حرارية متطورة تم وضعها في المنطقة لمراقبة الأنشطة والتحركات الإسرائيلية.

ومن المفارقات العجيبة؛ أن أحد المواقع التي تعرضت للهجوم، هو “مستشفى مهجور” كانت “إسرائيل” قد أقامته لخدمة السكان السوريين المحليين في إطار عملية أسمتها، “حسن الجوار”، لتقديم الخدمات الطبية لمصابي الحرب الأهلية السورية. والآن، هناك مخاوف إسراىيلية من أن ذلك المستشفى قد تحول بالفعل إلى موقع أمامي لاستهداف مواقع الجيش الإسرائيلي.

يحدث كل ذلك؛ بعدما أكمل الرئيس، “الأسد”، إستيلاءه على “مرتفعات الجولان”، وبعدما استعاد ولاء السكان المحليين – بما في ذلك القرى الدُرزية – لنظامه. والآن أصبحت “إسرائيل” في مواجهة مع نفس القرى التي ساعدتها وأنفقت عليها طيلة سنوات عديدة.

وإن هذه الأحداث تجعل بعض الإسرائيليين يشعرون بالندم على ضياع الفرصة التاريخية التي سنحت لإسقاط نظام “بشار الأسد”. “لقد كان بمقدورنا أن نسقط، الأسد، بسهولة خلال الفترة التي كان يترنح فيها، لكننا فضلنا تجنب ذلك”، بحسب قول أحد كبار الضباط السابقين في الجيش الإسراىيلي.

مضيفًا: “ها نحن اليوم للأسف الشديد، ندفع الثمن أمام المحور الشيعي الذي يبدأ من الخليج وينتهي في بيروت مرورًا بحدودنا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب