خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في الوقت الذي يستمر فيه تعُثر رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، في تشكيل حكومة جديدة، تتجه بوصلة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة نحو معسكر التغيير، فمعارضو “نتانياهو”، وفي طليعتهم رئيس تحالف (يمينا)، “نفتالي بينت”، يعتزمون عرض حكومة جاهزة على الرئيس الإسرائيلي في اليوم الذي يسحب فيه التكليف من رئيس الوزراء حال فشله في المهمة.
ونظرًا لضعف موقف “نتانياهو”، باتت فرصة رئاسة الحكومة مهيأة أمام، “بينت”، خاصة مع عروض رئيس (هناك مستقبل)، “يائير لابيد”، والتي يتولى، “بينت”، بموجبها رئاسة النصف الأول من عمر الحكومة.
وفي هذا السياق؛ يُسرع معسكر اليمين وتيرة تنسيق الجهود، حتى قبل إنتهاء فترة تكليف “نتانياهو”، لتشكيل حكومة فورية برئاسة، “بينت”، في المقابل يعمل معارضو “نتانياهو”؛ على بلورة الاتفاقات وجسر الخلافات، خلال الأيام القليلة المقبلة، لتمرير الخطوة.
ووسط تفاؤل يُخيم على معسكر التغيير، تنصب جهود اليمين، بما فى ذلك تيار “نتانياهو”، نفسه؛ على إقناع عضوة الكنيست، “أييلت شاكيد”، بالخطوة، والقبول بتشكيل حكومة بدون (الليكود).
ورغم أن “شاكيد”؛ تعتبر خلية ضعيفة وسط المعسكر المعارض، لـ”نتانياهو”، إلا أنه حال فشل المحادثات معها، سيدعم أعضاء كتلة (يمينا)، قانون الاقتراع المباشر، الذى يقترحه “نتانياهو”، حاليًا.
وإنهارت أسهم “نتانياهو”، في تشكيل الحكومة؛ بعد تخلي، “نفتالي بينت”، عنه، وتأكيده دعم تشكيل حكومة وحدة، حفاظًا على ما وصفه بقيمه، حتى إذا كان ذلك على حسابه الشخصي.
واتهم “نتانياهو”؛ بالسعي لإجراء انتخابات خامسة، لكن رئيس (الليكود)؛ رد عليه بعبارة واحدة: “كل ما يهم، نفتالي بينت، هو رئاسة الحكومة بسبعة مقاعد فقط”.
ورغم توقيع “بينت” على وثيقة تُلزمه بدعم “نتانياهو”، والتخلي عن، “يائير لابيد”، لكنه وفق مراقبين في “تل أبيب”، لم يتنازل عن المناورة على الجوادين حتى اللحظة الأخيرة، ومع تلاشي فرص “نتانياهو” تقريبًا في تشكيل الحكومة، استجاب لمغازلة “لابيد”، الذى وعده بحوافز ائتلافية غير مسبوقة؛ لم يتم الإفصاح عنها.
بدء محادثات لتشكيل حجومة يمينية..
وأمس الأول الجمعة، أعلن “بينت”، في رسالة نُشرت على صفحته الرسمية، (فيس بوك)، أنه بدأ محادثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلاً: “بمجرد أن أدركت أن، نتانياهو، ليس لديه نية لاختيار بديل لتشكيل حكومة يمينية، بدأت مناقشات لتشكيل حكومة يمينية. حكومة وحدة وطنية”.
وأشار “نفتالي بينت”؛ إلى أنه قبل أسبوعين من تكليف الرئيس الإسرائيلي، “رؤوفين ريفلين”، “نتايناهو”، بتشكيل الحكومة، “عُرض عليّ أن أصبح رئيسًا لوزراء، (كتلة التغيير)، ورفضت؛ لأن خطي السياسي يميني وأنا أفضل حكومة يمينية”.
وأوضح “بينت”؛ أنه يشتغل في السياسة: “لأنني أهتم بشعب إسرائيل ومواطني إسرائيل”، وأضاف: “أعتقد أنه يمكنني تعزيز دولة إسرائيل، والحفاظ على الأمن وأولويتي هي تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على حق”.
ولفت “بينت”؛ إلى أنه: “سيقدم ديناميكية اقتصادية، مع إيلاء اهتمام خاص للشركات الصغيرة والعاملين في القطاع الخاص، وإعادة تأهيل نظام التعليم ومشاريع البنية التحتية، والطرق والقطارات لتطوير الأطراف”.
تشكيل “نتانياهو” للحكومة يحتاج الذهاب لانتخابات خامسة !
تعليقًا على ذلك، يقول “أيمن الرقب”، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنه من الواضح أن فرص “نتانياهو”، في تشكيل الحكومة؛ تقل بشكل كبير بعد عجزه في إقناع، “نفتالي بينت”، رئيس حزب (يمينا)، في الإنضمام لحكومته.
ويضيف “الرقب” أن: “تجربة عدم مقدرة حزب (الليكود) على الفوز بلجنة تنظيم الكنيست الإسرائيلي؛ وفوز المعارضة بها، لها سبب واحد هو تصويت القائمة العربية الموحدة مع المعارضة، وقد برر منصور عباس ذلك؛ بسبب عدم لجم، نتانياهو، لرئيس الصهيونية الدينية، الذي هاجم العرب، وأعلن رفضه أن يكون في حكومة تحصل على تأييد القائمة العربية”.
وأوضح قائلًا: “منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، أعلن موقفه ضد (الليكود)، ليس نهائي؛ وأنه قد يتجاوب مع رؤية (الليكود)؛ إذا قام، نتانياهو، بوضع حد لرئيس الصهيونية الدينية”.
ويستطرد “الرقب” قائلًا: “وتبقى المشكلة التي تواجه، نتانياهو، هو إقناع، بينت، بالإنضمام لحكومة بقيادة، نتانياهو، مع دعم القائمة العربية الموحدة”.
ويُشير “الرقب” إلى أنه رغم أن هذا الأمل بات بعيدًا؛ يسعى “نتانياهو”، إلى الحصول على موافقة “الكنيست” على انتخاب رئيس الوزراء بشكل مباشر، كما حصل في عامي: 1996 و2000، دون الحاجة للذهاب لجولة خامسة لانتخابات “الكنيست”.
مضيفًا أنه: “لو عجز، نتانياهو، على تشكيل الحكومة لن يستطع غيره تشكيلها، إلا إذا قرر حزب (الليكود) ترشيح شخص آخر غير، نتانياهو، لتشكيل الحكومة، والشهر المقبل؛ سيشهد مصير الكنيست الحالي إما حل الكنيست أو تشكيل حكومة جديدة”.
“نتانياهو” لم يفشل بعد..
فيما اعتبر الدكتور “أسامة شعث”، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن “نتانياهو”؛ لم يفشل بعد في تشكيل الحكومة، وهو مراوغ كبير، نجح قبل ذلك بخداع حزب (أبيض-أزرق)، وإشراكه في حكومته، ولم يلتزم بالبرنامج الثنائي المتفق عليه بين الحزبين، الأمر الذي ساهم بشق وإضعاف حزب (أبيض-أزرق).
وفي تصريح لموقع (سبوتنيك) الروسي، رأى أنه في حال فشل “نتانياهو”، في تشكيل حكومة يمينية ضيقة، وهذا غير ممكن في ظل التركيبة الحالية لـ”الكنيست”، فليس أمامه إلا تشكيل حكومة موسعة مع بعض الأحزاب الصهيونية الأخرى، مضطرًا لتقديم تنازلات عديدة لها.
وأكد “شعث” أن الأمر يبدو صعبًا، في ظل الكتلة اليمينية التي يقودها “نتانياهو”، وهي لن تقبل بأي تنازلات لصالح الأحزاب الصهيونية.
قد تتحالف الأحزاب مع “بينت” بهدف إسقاط “نتانياهو”..
وعن فرص “بينت”، قال الخبير الفلسطيني؛ إن فرص “بينت” ممكنة، في حال أخفق “نتانياهو” بتشكيل حكومة خلال المدة المحددة له، وحينها فقط ستزداد فرصة “بينت”؛ لتشكيل حكومة موسعة بالتحالف مع حزب (العمل) و”ميرتس”، و”يائير لابيد”؛ من جهة، وبعض الأحزاب اليمينية من جهة أخرى، مؤكدًا أن أحزابًا عديدة ستتحالف مع “بينت”، وقد تصوت له بهدف إسقاط “نتانياهو” من الحكم.
احتمال تشكيل حكومة بديلة قائم..
من جانبه؛ أكد رئيس الحزب (القومي العربي)، وعضو الكنيست السابق، “محمد كنعان”، أن هناك محاولة لتشكيل حكومة بديلة لحكومة “نتانياهو”، والحديث هنا لا يدور عن “بينت” وحده، الذي يملك 7 مقاعد نيابية فقط، ولكن بالتعاون مع “لابيد” و”ساعار”، وباقي أحزاب المركز واليسار في إطار حكومة وحدة وطنية، تشمل بعض الأحزاب اليمينية والمركز واليسار مجتمعين.
لافتًا إلى أن؛ هذه المساعي تبدأ في حال فشل “نتانياهو”، في تشكيل حكومة، حيث تشير المعلومات إلى الآن، عدم نجاح “نتانياهو”، في تشكيل الحكومة للدورة القادمة.
ويرى “كنعان”؛ أن هناك إمكانية وإردة لتشكيل حكومة بديلة برئاسة، “بينت”، حيث وافق “لابيد”، الذي يرأس أكبر حزب من أحزاب المركز واليسار، أن يعطي لـ”بينت”، عام في رئاسة الحكومة، وبعدها يتم التناوب.
وبحسب رئيس الحزب (القومي العربي)، هذا السيناريو قائم بقوة، في ظل عدم رغبة الأحزاب في الذهاب إلى انتخابات خامسة، لذلك تبذل الجهود من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تشمل (الليكود) والأحزاب المتدينة في “إسرائيل”.