أطلقت مجموعة من الناشطين في بغداد أول مبادرة من نوعها في العراق لتشجيع القراءة. والتقى مئات العراقيين في حديقة ابو نواس بالعاصمة العراقية لحضور إطلاق المبادرة التي تحمل عنوان “أنا عراقي .. أنا أقرأ” والتي يشارك فيها ناشطون من أبناء وبنات الجيل الجديد.
وقال شاب عراقي من المشاركين في المبادرة يدعى حسام الحاج “نحن من صنع الحضارة وعلينا أن نحافظ على تلك الحضارة. ليس لنا أن نترك الحبل على الغارب ونترك النهايات سائبة إلى أن تغرق السفينة. نعتقد أن هذا الحراك من الشباب هو بداية وهو انطلاق لمشروع استراتيجي كبير جدا سوف يساهم ويضع بصمة ويحدونا الأمل بشكل كبير بأن نستطيع أن نغير وأن ننمو من خلال المعرفة والوعي.”
ويشارك في تمويل المبادرة صحفيون ومعلمون وفنانون تشكيليون وموسيقيون وطلاب من مختلف أنحاء بغداد.
وتابع حسام الحاج قائلا “ما يشاهده العراقيون يوميا هو عبارة عن خراب وعنف ودمار وعشوائية وفي كل الاتجاهات بالتالي لا نريد للإسان العراقي أن يكون عشوائياً ولا نريد له أن يكون غير منظم ولا نريد له أن يكون بعيدا عن الوعي. لذلك أردنا أن نضع كلمة نقرأ.. كلمة الكتاب.. نتصالح مع الكتاب.. نعيد ثقافة الكتاب ونريد أن نجعلها موجودة في الشارع لدى الناس بين أيدي مختلف شرائح المجتمع المختلفة.”
وكان نظام التعليم العراقي من أفضل النظم في المنطقة لكن العديد من المعاهد والمكتبات في البلد أصبحت أنقاضا خلال الاضطرابات وأعمال العنف.
وذكر كثير من الحاضرين خلال إطلاق المبادرة يوم السبت أن حملة تشجيع القراءة سوف تساهم في النهوض بالجيل الجديد في العراق.
وقالت زائرة تدعى زينب الجزائري “أعتقد أن هذه المبادرة اجت في وقتها الصحيح بعد ما لاحظنا أن مستوى الشباب.. المستوى الفكري.. انخفض بشكل كبير. وانخفاض المستوى الفكري لعدة ـسباب وعوامل.. عوامل سياسية واقتصادية ومعاشية وتفشي مستوى البطالة بنسبة كبيرة بين الشباب الأمر الذي أدى إلى عزوف كثير منهم للالتحاق بالتعليم أو حتى مجرد أن يفتح كتاب أو مجلة. نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل الشباب.”
أما الكاتب العراقي ناصر قوطي فيرى أن الإقبال الكبير على المشاركة في مبادرة تشجيع القراءة يشير إلى مستقبل مبشر للثقافة في العراق. وقال “هذا التجمع المدني يعتبر طفرة نوعية على مستوى الثقافة لحد أن يضع العصا في عجلة الجهل والتخلف. القراءة موضوع مهم لكل فرد عراقي ولكل إنسان.”
ويسعى أصحاب المبادرة إلى وضع ارفف للكتب في محطات الحافلات في بغداد وإلى إنشاء المزيد من المكتبات في المحافظات العراقية.