مَنح حزب الدعوة 12 عاما من السلطة .. فهل حان الوقت ليُعيد “الصدر” حكم الرجل الواحد للعراق ؟!

مَنح حزب الدعوة 12 عاما من السلطة .. فهل حان الوقت ليُعيد “الصدر” حكم الرجل الواحد للعراق ؟!

خاص / بغداد – كتابات

بيده الأمر كله في العراق .. بإشارة منه تنقلب الأمور رأسا على عقب وفي وجهه تُفتح الأبواب المغلقة وإلى كلمته يسمع من في بغداد ويرضخ من في المنطقة الخضراء لأوامره فلماذا إذاً لا يتصدر الرجل المشهد وحده ويتبوأ مقعده السياسي التنفيذي الأول في بلاد الرافدين ليعيد له مجده ويُطهره من فاسديه ؟!.

دولة الرجل الواحد

طرح مُفاجيء مُغاير لما يدور في أروقة السياسة العراقية ذاك الذي قدمه الشاعر والكاتب والإعلامي عبد الحميد الصائح في مقال له اليوم بعنوان “الصدر”، يتجاوز به ما اعتاد عليه العراقيون من بعد 2003 فيميل الكاتب إلى إعادة دولة الرجل الواحد .

إذ يرى الصائح أن “مقتدى الصدر” أقوى شخص بالعراق اليوم، فهو في رأيه يستطيع بأمرٍ منه أن يقلب العراق سافله الى أعلاه والعكس كذلك، وبأمرٍ منه تخرج تظاهرات حاشدة تُسقط الدولة العراقية كلّها إن أراد هو ذلك.

تجاوز الخطوط الحمراء مع المنطقة الخضراء

ويؤكد قوته ونفوذه في العراق، بأنه الوحيد الذي دخل المنطقة الخضراء وأقام خيمته الشهيرة احتجاجا على الفساد ولم تجرؤ قوة في الدولة على مساءلته، بل أكثر من ذلك أن اقتحم  اتباعه ومعهم جماهير غاضبة تستقوي بهم  المنطقة الخضراء المحصنة جدا ودخلوا إلى البرلمان وأهانوه ولم تجرؤ قوة في الدولة على مساءلتهم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد برأي الكاتب، بل دخل أتباع الصدر إلى مكتب رئيس الوزراء وعبثوا بمحتوياته ولم تجرؤ أيضا قوة في الدولة على مساءلته،  فقد قبل قادة الحمايات وأمام وسائل الإعلام يده!.

لا المالكي ولا العبادي أو غيرهما يستطيع الصمود أمامه

مقتدى الصدر وكما قرأه الكاتب العراقي، هددّ نوري المالكي دون مساءلة، وهددّ حيدر العبادي دون اعتراض، ولوى آذان الوزراء الفاسدين دون أن ينبس أحدهم ببنت شفه.

ولا تأتي عدم مساءلة “الصدر” من فراغ، فلها أسبابها برأي الإعلامي العراقي، إذ إن الجميع يدين له بالفضل “الخفي”، فلولاه لما جاء إبراهيم الجعفري مرشحا عن التحالف الوطني المنحل، ولولاه  لما جاء نوري المالكي لدورة أولى، ولولاه لما جاء المالكي ثانية لولاية أخرى.

واستكمل “الصدر” دوره بحسب “الصائح”، إذ لولاه لما جاء “العبادي”، بل لولاه وتحالفات اللحظة الأخيرة التي يقررها الصدر لما حكم حزب الدعوة العراق أكثر من اثني عشر عاما.

لا أمان للمناصب طالما لم يرضى عنك “الصدر”

ويزيد على ذلك الكاتب العراقي قوله إنه لايطمئن سياسيٌ أو رجلُ دين مسيّس إلى وضعه دون أنْ يطمئن لرضا “الصدر” تحت عناوين المباحثات والاتفاقات والترضية.

إذ من وجهة نظره، فإن خصوم “الصدر” صغار، وقوته أكبر، فضلا عن أن المجتمع الدولي لايعرف في العراق سوى “الصدر”، والمجتمع الإقليمي لايتعامل بجدية مع أحد  غير “الصدر”.. وأن إيران وأمريكا لايخشيان في العراق أحداً سوى قوة مقتدى الصدر.

غامض لكنه يستوعب الجميع

شخصية “الصدر” يبدو أنها على قدر ذلك الغموض إلا أنها مرنة تستوعب الجميع ولا يوجد لديها خطوط حمراء تمنعها من أي تحالفات، وهنا يذكر الكاتب كيف تحالفَ “الصدر” في موقف تاريخي جريء مع العراقيين الشيوعيين والعراقيين المدنيين والعراقيين السنة والعراقيين الإيزيديين  والعراقيين الشبك وجميع مكونات الشعب الأخرى.

حتى الحاقدين يزحفون إليه

لقد حصد “الصدر” ومن معه أعلى اصوات المشاركين وبعض آمال المقاطعين بالتغيير، وظل الجميع يحج إليه حتى أولئك الذين يحقدون عليه في سرهم يزحفون إلى مكتبه سعيا لرضاه وتحالفه.

رغم ما يأخذون عليه بأنه عرّاب الوزارات الخدمية وصانع الملوك ويتحمل المسؤولية  حاله حال رؤساء الكتل الأخرى عن الإخفاق، لكنهم سرعان ما يتراكضون إلى كفيه؛ كي يمنحهم حصة أو وزارة متحملين تصريحاته الثقيلة الموجعة ضد فشلهم.

الأقوى دون منازع .. يملك جيشا وكلية للأركان

في المقابل وبحسب “الصائح”، يدرك “الصدر” ذلك جيدا ويتذكر كيف تنكروا جميعاً لمرونته معهم يوما.

فبعضهم قلق من تقلباته السياسية كما يفسرون، لكن الحقيقة ووفق ما دونها الكاتب العراقي، أن القوي هو من يختار اللحظة المناسبة للفعل، و”الصدر” قوي، بل هو الأقوى دون منازع في العراق.

وأسباب ذلك بحسبه، أنه أسس جيشا ولم يشاطره أحد، وواجه الأمريكان  بهتاف “كلا كلا أمريكا”، وواجه الإيرانيين كذلك بـ “إيران برا برا”، وأسّس كلية خاصة للأركان دون اعتراض رسمي.

طائرات أمريكا لم تفكر يوما في الاقتراب منه

نقطة أخرى ذكرها الكاتب تستوجب الملاحظة، أنه ورغم صولة الطائرات الأمريكية في البصرة  بقي “الصدر” يتنفس بحرية ويقرر ويتحكم بالقرار الوطني العام دون تأثير، أكثر من جميع السياسيين العراقيين.

لا مساءلة له فقط عليه أن يفرض القانون

بناء على ما سبق ولأن البدايات التأسيسية لنظرية العقد الاجتماعي تقوم بحسب رأي “الصائح” على أنْ يُنْتَخَبَ الأقوى ليكون مطلق الصلاحيات لايُساءَلُ عما يفعله، مقابل أن يفرض القانون ويحد من التوحش ويسائِل كلّ من يتجاوز حدود ومممتلكات وحريات الآخرين، وطالما أنّ الصدر هو القوي، لماذا لا يُمنح حق ممارسة الصلاحيات المطلقة دون منازع.

شريطة أن يرضى العراقيون بما يقرره وبما لايقرره، وبما يرضاه العراقيون وما يخشونه وما لا يرونه مناسبا، مقابل أن يعيد الأمور في الدولة العراقية إلى نِصابِها بالقوة .

إدارته للدولة وحده ستفيد العراقيين !

فقوة “الصدر” التي يخشاها ( القاضي )  والداني، بحسب الكاتب العراقي، لابد أنْ تكون قوة للعراق الذي يبحث عن مُنقذ، إذ برأيه فإن الصدر طاقة يستفيد منها السياسيون حينَ يكون معهم يحفظُ لهم وجودَهم وتوازنَهم ، ويُفيد الشعب العراقي حين يصبحُ قوة تُطيحُ بهم جميعَهم لبناءِ دولة واحدةٍ قويةٍ موحدة يقودها رجلٌ واحد هو مقتدى الصدر! .

وكأن الكاتب يقلب الطاولة على الجميع بدعوته “الصدر” إلى إنشاء عراق جديد يقوم على دولة الرجل الواحد الذي بيده ملكوت كل شيء في بلاد الرافدين حتى إذا أمر أطيع دون منازع أو تقاسم صلاحيات، وليس أحق بالصدر من أن يكون ذاك الرجل بعد كل هذه السنوات من التخبط والفساد والخراب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة