26 نوفمبر، 2024 2:32 م
Search
Close this search box.

“مٌحلل إسرائيلي” : القضية الفلسطينية لا تحتل الأولوية في اهتمامات القادة العرب !

“مٌحلل إسرائيلي” : القضية الفلسطينية لا تحتل الأولوية في اهتمامات القادة العرب !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (نيوز وان) العبري مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي، «يورام أتينغر»، أكد فيه هامشية الشأن الفلسطيني عند قيادات الدول العربية, التي يشغلها في المقام الأول التهديد الإيراني وخطر الإرهاب السُني.

قصور المفهوم الغربي..

يقول “أتينغر”: “لقد فشل المفهوم الغربي التقليدي في تقييم التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال تخلى الغرب، عام 1978، عن “شاه إيران”، الذي كان يؤدي دور “الشرطي الأميركي” في منطقة الخليج, وبذلك شجع الغرب الزعيم الديني، “آية الله الخميني”، الذي جعل إيران تشكل تهديدًا واضحًا وفوريًا لاستقرار المنطقة والعالم. وفي عامي 1981 و2007، عاقب الغرب إسرائيل لأنها قصفت مفاعلين نوويين في العراق وسوريا. وإلى أن قام “صدام حسين” بغزو الكويت عام 1990, كان المفهوم الغربي يعتبره حليفاً يستحق التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة”.

وفي عام 1994، كان المفهوم الغربي سبباً في منح “ياسر عرفات” جائزة نوبل للسلام؛ رغم كونه أول من حض على الكراهية والإرهاب ونقض العهود في العالم العربي. وفي عام 2010 أطلق الغرب لقب “الربيع العربي” على الـ”تسونامي العربي”. وفي عام 2012، تخلى الغرب عن الرئيس “مبارك” وأحتضن جماعة “الإخوان المسلمين”، التي هي أكبر منظمة إرهابية إسلامية على مستوى العالم. وفي عام 2018، يتجاهل المفهوم الغربي التقليدي تورط “محمود عباس” في بث الكراهية والتحريض وتقديم المساعدات الضخمة لأسر الإرهابيين.

القضية الفسطينية لا تشغل الحكام العرب.. 

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن المفهوم الغربي التقليدي عن الشرق الأوسط؛ شيء، والواقع في الشرق الأوسط، شيء آخر تماماً. وبخلاف المفهوم السائد في الغرب، فإن القادة العرب يدركون عدم وجود صلة بين “القضية الفلسطينية” وحالة التخبط التي يشهدها الشرق الأوسط منذ القرن السابع، كما لا تحتل “القضية الفلسطينية” جُل اهتمامهم, وهم يعلمون مدى تورط الفلسطينيين في الأعمال التآمرية والإرهاب ونقض العهود. ولا تشغل “القضية الفلسطينية” الحكام العرب كثيراً، بل أكثر ما يشغلهم هي تهديدات القيادة الدينية الإيرانية والإرهاب السُني. وهذا يفسر غياب الدعم العملي للتصريحات العربية المؤيدة للفلسطينيين.

تعليق المساعدات..

يضيف “أتينغر”؛ أنه خلال الحرب الأهلية في أفغانستان، (بين عامي: 1979 – 1989)، كانت “المملكة العربية السعودية” تنفق مليار دولار سنوياً على المقاومة الإسلامية ضد الاتحاد السوفياتي، أي عشرة أضعاف المساعدات السنوية لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”. وبالمناسبة فإن السلطة الفلسطينية ليست ضمن أكثر عشر جهات مستفيدة من المساعدات الخارجية السعودية؛ التي بلغت قيمتها 33 مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة.

فبينما تشكو “السلطة الفلسطينية” من وقف المساعدات السنوية السعودية، (التي تتراوح بين 100 و200 مليون دولار)، نجد أن السعودية تمنح “اليمن” مساعدات بقيمة 8 مليارات دولار في الحرب ضد المتمردين “الحوثيين”، المدعومين من النظام الإيراني. كما أن الرياض تمنح مليارات الدولارات لكل من “مصر والأردن”.

ويمكن التأكد من مدى تراجع “القضية الفلسطينية”، بين قائمة اهتمامات السعودية، من خلال التقرير الذي أذاعته قناة (CNBC) التليفزيونية، بتاريخ 18 كانون أول/ديسمبر الماضي، عن المشتريات الخاصة بولي العهد السعودي؛ وهي: “لوحة ليوناردو دافنشي”، بقيمة 450 مليون دولار، و”قصر في فرنسا”؛ بقيمة 300 مليون دولار، و”يخت ملكي”؛ بقيمة 500 مليون دولار.

الفسطينيون ورواسب الماضي..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن القادة العرب لم ينسوا تورط “القيادة الفلسطينية” في إرهاب “الإخوان المسلمين” في مصر خلال منتصف الخمسينيات، أو تورط حركة “حماس” في الإرهاب ضد المصريين في “سيناء” خلال عام 2018؛ أو قتل ضباط من المخابرات السورية في عام 1966؛ أو إشعال حرب أهلية في “الأردن” عام 1970؛ أو تأجيج الحروب الأهلية في “لبنان” في السبعينيات. أو غدر الفلسطينيين بـ”الكويت” التي استضافتهم، عندما أنضموا إلى “صدام حسين” في غزوه للكويت عام 1990.

لذلك، لم يتحرك العرب عندما تم طرد 300 ألف فلسطيني من “الكويت” عام 1991، وطرد أكثر من 50 ألف فلسطيني من العراق، بعد إعدام “صدام حسين” شنقاً عام 2006، كما لم يتحرك العرب لنُصرة الفلسطينيين – عسكرياً أو مالياً – خلال الحروب التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في “لبنان” و”غزة” وخلال الانتفاضتين الفلسطينيتين.

في الختام يؤكد “أتينغر” على أنه، على النقيض من المفهوم التقليدي السائد في الغرب، فإن الزعماء العرب يدركون أن شرط بقائهم هو الاعتراف بالواقع الذي يُظهر “القضية الفلسطينية” على أنها قضية ثانوية أو سلبية في رسم خريطة الشرق الأوسط.

مُضيفاً أن توسيع آفاق التعاون بين إسرائيل والدول العربية، الموالية للولايات المتحدة الأميركية، يعكس ترتيب أولويات تلك الدول ومدى إسهام إسرائيل في صراع بقائها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة