21 ديسمبر، 2024 4:04 م

ميناء “فوستوتشني” جوهرة “بوتين” الغالية .. مبالغ ضحمة نهبت وسيل من الفضائح !

ميناء “فوستوتشني” جوهرة “بوتين” الغالية .. مبالغ ضحمة نهبت وسيل من الفضائح !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تستعد “روسيا” لإطلاق ميناء “فوستوتشني” الفضائي بشكل كامل، خلال عامين، بحلول عام 2022، إذ من المتوقع أن تنتهي أعمال الإنشاء خلال الأشهر المقبلة، لكن الميناء الذي يُعد جوهرة برنامج الفضاء الروسي، لكن ظهرت خلال الفترة الأخيرة تقارير تكشف قيام مجموعة من المقاولين والمستثمرين بسرقة أموال طائلة من المخصصات المالية للمشروع.

ويُعتبر المشروع أحد أهم المشروعات التي تنفذتها “موسكو”، خلال العقد الحالي، إذ تستهدف من وراءه تقليص الإعتماد على ميناء “بايكونور” الفضائي الموجود في “كازاخستان”، ويُكبد الحكومة الروسية ملايين كل عام، ومن المتوقع أن تصبح “روسيا” رائدة في مجال البعثات إلى القمر، وكوكب المريخ، في المستقبل القريب بفضل هذا المشروع، لكنه حتى الآن لم يفرز إلا عشرات من قضايا الفساد والإحراج للحكومة الروسية.

وكانت “موسكو” قد بدأت تنفيذ المشروع، منذ عام 2012، على أن يُنجز بشكل كامل خلال 10 أعوام، وخصصت 100 مليار روبل لإقامته، لكن هذا الرقم تضاعف 3 أضعاف، بحسب ما أوردته وكالة (نوفوتسي)، ووصف زعيم المعارضة، “أليكسي نافالني”، “فوستوشني”، بأنه: “مشروع فاشل”.

وحتى الآن لم يفتتح المشروع بشكل كامل، لكن “موسكو” بدأت في الإعتماد على المنشآت التي أُنجزت بالفعل، كما شهد إطلاق أول صاروخ، في نيسان/أبريل من عام 2016، وكان من طراز (سويوز)، وحمل الصاروخ أقمارًا صناعية لوضعها في المدار، وحتى الآن لا يزال ميناء “بايكونور” يُستخدم في العمليات الفضائية التي تنفذها “روسيا”.

السجن للمتورطين.. فأين الأموال المنهوبة ؟

أمام الفضائح المتتالية؛ كان لابد من خروج رد فعل من الرئيس، “فلاديمير بوتين”، الذي أكد بدوره اكتشاف “سرقة مئات الملايين”، وأطلقت تصريحات “بوتين” العنان للحكومة لإطلاق حملات ضد هذا الوضع السلبي وكشف البيانات التي تدعو إلى الخزي أمام الشعب.

وأضاف “بوتين”، بغضب، خلال اجتماعه بالوزراء: “لقد قلت لكم ذلك مئة مرة، أعملوا بشفافية، لقد خصصنا مبالغ ضخمة لهذا المشروع الذي يحمل هوية وطنية، لكنهم سرقوا مئات الملايين”.

ومن جانبها؛ أعلنت المتحدثة باسم لجنة الإنشاءات، “سفيتلانا بيترينكو”، أنه تمت إحالة 42 قضية إنتهاكات في أعمال الإنشاءات إلى القضاء، وأضافت أنه أُصدرت أحكام ضد 58 شخصًا، بالسجن لمدة أقصاها 11 عامًا ونصف العام.

وكشف المتحدث باسم الكرملين، “ديميتري بيسكوف”، عن بيانات خطيرة؛ إذ صرح بأن المبلغ الذي نُهب من المشروع وصل إلى 11 مليار روبل، (157 مليون يورو)، تمت استعادة 3.5 مليار منهم فقط.

وأشارت الناطقة الرسمية إلى أن هناك 12 قضية أخرى لا تزال أمام القضاء، وتم اكتشاف قضيتين جديدتين، الأسبوع الماضي، تخص اختلاس 13.8 و242.6 ملايين روبل، متورط فيها إثنين من مدراء الشركات المسؤولة عن إنشاء مجمع صواريخ (أنغارا).

ومن بين أبرز المتهمين، مدير شركة “دالسبتستروي” للإنشاءات، “يوري غريزمان”، الذي حُكم عليه، في شباط/فبراير من العام 2018، بالعقوبة القصوى التي أشارت إليها “بيترينكو”، لقيامه بالإستيلاء وحده على 5.2 مليار روبل، كما أنه حكم عليه وعلى عدد من المدراء الآخرين إلى جانب ابنه، “ميغيل”، بعقوبات أخرى.

الجشع وغياب الشفافية..

وقعت الأزمة الأولى في المشروع، في عام 2015، عندما نظم عمال إنشاء الميناء المستقبلي إضرابًا عن الطعام اعتراضًا على تأخير حصولهم على رواتبهم الشهرية، ثم توالت الفضائح التي لم تتوقف حتى اليوم، ورغم أن “موسكو” تستهدف من وراء المشروع تطوير إمكاناتها وأبحاثها في مجال الفضاء وإظهار قدراتها أمام العالم كله؛ إلا أن غياب الشفافية المالية وجشع بعض المسؤولين وجها ضربة قوية تمس سمعة المشروع.

وأشار “بيسكوف” إلى أنه لا يزال هناك 5 منشآت قيد التنفيذ من أصل 19 منشأة، وحذر من أن هذا التأخير يؤثر على منصات إطلاق صواريخ (أنغارا).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة