خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطوة ليست بالجديدة؛ وإنما هي إجراءات تطور الموقف.. بعث الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة رسالة إلى الأمين العام، “أنطونيو غوتيريس”، ورئيس مجلس الأمن، بشأن الهجوم “الحوثي” ضد ناقلة النفط السعودية.
ودعت السعودية مجلس الأمن، في هذه الرسالة، إلى محاسبة “الحوثيين” و”إيران” على خرقهما القانون الدولي، مشددة على ضرورة وضع “ميناء الحديدة” تحت الإشراف الدولي.
كما طالبت “مجلس الأمن” بإتخاذ ما يلزم لتطبيق قراري مجلس الأمن (2216) و(2231)، مؤكدة على أن التحالف سيستمر في تأمين الملاحة الدولية في “باب المندب” و”البحر الأحمر”.
هجوم “حوثي” على قافلة نفط سعودية..
كان المتحدث الرسمي باسم التحالف في اليمن، العقيد الركن “تركي المالكي”، قد صرح أنه في تمام الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر، الثلاثاء الماضي، تعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم، “حوثي/إيراني”، بالمياه الدولية غرب “ميناء الحديدة”، الواقع تحت سيطرة ميليشيات “الحوثي” المسلحة المدعومة من “إيران”.
وأوضح “المالكي” أن محاولة الهجوم باءت بالفشل بعد تدخل إحدى سفن القوات البحرية للتحالف، وتنفيذ عملية التدخل السريع، وقد نتج عن ذلك الهجوم تعرض الناقلة لإصابة طفيفة غير مؤثرة، وإستكملت خطها الملاحي والإبحار شمالاً ترافقها إحدى سفن التحالف البحرية.
تشكل تهديداً لحركة الملاحة التجارية العالمية..
من جانبه؛ أدان البيت الأبيض، هجوم الميليشيات “الحوثية” على ناقلة النفط السعودية في البحر الأحمر، معتبرًا أن “الحوثيين” يهددون حركة الملاحة التجارية العالمية بشكل معلن.
وقال إن محاولة “الحوثيين” استهداف سفينة تجارية يعد تصعيداً للحرب، لافتاً إلى أن النظام الإيراني يحاول إطالة أمد الصراع في اليمن عبر تسليح “الحوثيين”.
تستخدم “ميناء الحديدة” لأغراض عسكرية..
قبل ساعات قليلة من إفشال الهجوم “الحوثي” على ناقلة النفط السعودية، جددت الحكومة اليمنية الشرعية اتهامها لميليشيات “الحوثي” بمواصلة استخدامها “ميناء الحديدة” لأغراض عسكرية.
ويعتبر “ميناء الحديدة”، كلمة السر، في النزاع الدائر بلا أفق في اليمن، فالميناء الذي يقع على الساحل الغربي للبلاد يراه “التحالف العربي”؛ بقيادة المملكة العربية السعودية، الثغرة التي تنفذ منها “إيران” إلى اليمن بأسلحتها وعتادها الذي تزود به “الحوثيين” وتهدد الملاحة الدولية.
الأمم المتحدة رفضت..
طلب تدويل الميناء من قبل “السعودية” لم يكن المرة الأولى؛ فقد تقدمت الرياض بطلب مماثل، في العام الماضي، إلي المنظمة الأممية على خلفية عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن من خلال “الحديدة” بسبب سيطرة “الحوثيين” عليه، إلا أن الطلب قوبل برفض من قبل “الأمم المتحدة”؛ معللة رفضها بأن على الطرفين المتحاربين في اليمن مسؤولية حماية المدنيين والمنشآت التحتية، وإن هذه الواجبات لا يمكن نقلها للآخرين.
يعبر عن تخبط القيادة السعودية..
عضو المجلس السياسي لحركة “أنصار الله”، “محمد البخيتي”، قال إن طلب السعودية بوضع “ميناء الحديدة” تحت الإشراف الدولي؛ يعبر عن التخبط لدى القيادة السعودية.
مضيفاً: أنه “إذا كانت مسؤولية إدخال السلاح من إيران إلى اليمن تتحملها الأمم المتحدة؛ فلماذا إذاً كان العدوان السعودي الواسع على اليمن بحجة منع دخول السلاح ؟”.
وأكد “البخيتي” على: أن “هذا دليل جديد على التخبط والفشل في عدم تحقيق أي هدف من أهداف التدخل في اليمن”، مشيراً إلى أن “ميناء الحديدة”، في الأصل، محاصر الآن من قبل قوات التحالف التي تمنع دخول البضائع، فهو في حكم المغلق تماماً.
وذكر: أن “قرارات الأمم المتحدة هي التي أعطت السعودية الحق في العدوان وشرعنت تنكيلها بالشعب اليمني”.
لافتاً إلى أن “هذا الطلب، سواء تم تلبيته أممياً أم لم يلب، فلن يؤثر على خياراتنا. ولو أن السعودية تقدمت بهذا الطلب قبل عدوانها لكان من الممكن أن يفهم، لكنه الآن ليس له معنى إلا الإفلاس واستنفاد أوراقها في هذه الحرب الخاسرة”.
الميناء محاصر من قبل قوات التحالف..
كانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نشرت تقريراً سلطت الضوء فيه على حصار قوات التحالف لليمن، أكدت فيه على أن مرفأ “الحديدة” اليمني محاصر بحكم الأمر الواقع “رغم رفع القيود عنه”.
وقالت الوكالة: “يبقى مرفأ الحديدة، المطل على البحر الأحمر في غرب اليمن، عاجزاً عن تأدية دوره الرئيس كنقطة الوصول الرئيسة للمساعدات الإنسانية، رغم مرور ثلاثة أشهر على إعلان التحالف العسكري بقيادة السعودية رفع القيود التي فرضها على حركته”.
وأضافت: أن “هذا التقييم يأتي من مسؤولين في المجال الإنساني ومسؤولين في الميناء، بينما تدخل الحملة العسكرية السعودية عامها الرابع، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، هي بحسب الأمم المتحدة من بين الأكبر في العالم”.
وأكدت على أن التحالف يمنع حركة الدخول والخروج من الميناء وبكافة المنافذ البحرية والجوية والبرية الأخرى في اليمن.
الميناء تحول إلى قطعة أرض مهجورة..
تحت عنوان: (رافعات مدمرة)؛ تقول الوكالة الفرنسية؛ لطالما كان مرفأ “الحديدة” يعج بالحركة، ولكنه الآن لا يستقبل إلا القليل من الواردات، وتنقل عن مسؤولة منظمة المجلس النرويجي للاجئين، “سوزي فان ميغين”، قولها: “زرت ميناء الحديدة فوجدته قطعة أرض شبه مهجورة”.
ووفقاً لـ”فان ميغين”، تنقل الوكالة: “الأكثر إثارة للدهشة في الميناء هو تدمير الرافعات الجسرية الخمس، وباتت تشكل عائقاً أمام الحركة في المرفأ، بينما تبدو منطقة التخزين، التي كانت في السابق تتكدس فيها الحاويات، فارغة إلى حد كبير”.
مرهون بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة..
الدكتور “أيمن سلامة”، أستاذ القانون الدولي العام وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أوضح البعد القانوني لميناء “الحديدة”؛ قائلاً إنه مشمول بقرار مجلس الأمن رقم (2216)، الذي يطالب الدول الأعضاء بحظر توريد أي أسلحة أو معدات لجماعة “الحوثي” وقوات “علي عبدالله صالح”، أما صدور قرار أممي بوضع الميناء تحت الحماية الدولية؛ فذلك مرهون بالفصل السابع من “ميثاق الأمم المتحدة”، الذي يستلزم موافقة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن دون “فيتو” واحد، وإلا تعطل مثل هذا القرار.
يجب وضع الميناء تحت الرقابة الدولية..
من جهته؛ أكد الدكتور “جمال محسن”، رئيس تحرير موقع (اليمن العربي)، على أن إطلاق “الحوثيين”، صاروخ “باليستي” جنوب غرب السعودية، تصعيد “حوثي” ليس بجديد، مشيراً إلى أن هذه الصواريخ لا تؤثر عسكرياً على التحالف ولا تؤدي إلى خسائر كبيرة.
وقال “محسن” إن التطور الذي يجب أن نقف أمامه، هو استهداف الميليشيات لسفينة نفط للسعودية في “ميناء الحديدة”، مطالباً المجتمع الدولي بمواجهة هذا الأمر عن طريق وضع الميناء تحت إدارة دولية لضمان تأمينه.
وحذر “محسن”، المجتمع الدولي، من ترك “ميناء الحديدة” لإعتداءات الميليشيات، مؤكداً على أن ذلك سيؤثر على الملاحة الدولية و”قناة السويس” ويعرضهما للخطر.