23 أبريل، 2024 6:12 م
Search
Close this search box.

“ميل غريفز” .. يكشف النقاب عن علاج جديد للتصدي لسرطان “اللوكيميا” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

يشرح عالم السرطان، “ميل غريفز”، لصحيفة (الغارديان) البريطانية، كيف يمكن لمزيج من الميكروبات أن توفر الحماية لتقليل فرص الإصابة بـ”سرطان اللوكيميا”.

“ميل غريفز”؛ لديه هدف بسيط في الحياة، وهو صنع شراب يشبه “الزبادي”، يمنع الأطفال من الإصابة بـ”سرطان الدم”.

30 عامًا مع “السرطان”..

قد تبدو الفكرة غريبة إلى حد ما، نظرًا لأن “السرطان” من الأمراض المزمنة. ومع ذلك، فإن دكتور “غريفز”، واثق من وصفته العلاجية، لخبرته الواسعة في هذا المجال، لذا تؤخذ أفكاره من جانب الباحثين في الأمراض المزمنة على محمل الجد من قبل باحثين آخرين في مجال “السرطان”.

في “معهد أبحاث السرطان” في “لندن”، يدرس “غريفز” سرطان الدم في مرحلة الطفولة منذ ثلاثة عقود. ومؤخرًا حصل على وسام “الفارس” في قائمة جوائز العام الجديد للأبحاث التي قام بها في هذا المجال.

“على مدار 30 عامًا، كنت مهووسًا بأسباب إصابة الأطفال باللوكيميا”؛ بهذه العبارة أستهل، دكتور “غريفز”، حديثه مع (الغارديان)، لافتًا إلى أنه استغرق سنوات في البحث لإيجاد حل مثالي وبسيط لحماية الأطفال من خطر الإصابة بـ”سرطان اللوكيميا”، وبالفعل فكرت في طريقة للتصدي للمرض اللعين.

وأسترسل قائلاً: “في عام 1950، كان مرض اللوكيميا الليمفاوية الحاد – الذي يصيب واحدًا من بين 2000 طفل في المملكة المتحدة – قاتل، اليوم يتم علاج 90% من الحالات، على الرغم من أن العلاج سُمي، ويمكن أن يكون هناك آثار جانبية طويلة الأمد. بالإضافة إلى ذلك، لاحظ العلماء على مدى العقود القليلة الماضية؛ أن عددًا من الحالات قد تزايد بالفعل في المملكة المتحدة وأوروبا بمعدل ثابت يبلغ حوالي 1% سنويًا”.

ويضيف “غريفز”: “إنها ميزة للمجتمعات المتقدمة؛ وليس للمجتمعات النامية، إن المرض يتتبع بثراء”.

طفرة جينية تحدث لواحد من بين 20 طفلاً..

وعن هذا المرض؛ قال: “ينتج سرطان الدم الليمفاوي الحاد عن سلسلة من الأحداث البيولوجية، الزناد الأولي؛ هي طفرة جينية تحدث في واحد من كل 20 طفلاً، هذه الطفرة تحدث بسبب نوع من الحوادث في الرحم، هي ليست موروثة، ولكنها تترك الطفل عرضة لخطر الإصابة بسرطان الدم في وقت لاحق من الحياة”.

ويضيف “غريفز” قائلاً: “من أجل حدوث اللوكيميا الكاملة، يجب أن يحدث حدث بيولوجي آخر وهذا يشمل جهاز المناعة، ولكي يعمل جهاز المناعة بشكل صحيح، يجب أن يواجهه عدوى في السنة الأولى من الحياة، وبدون هذه المواجهة مع الإصابة، فإن النظام سيظل بدون حل ولن يعمل بشكل صحيح”.

وتابع: “أصبحت هذه القضية مشكلة مقلقة بشكل متزايد، يقوم الآباء والأمهات، لأسباب جديرة بالثناء، بتربية الأطفال في منازل نظيفة مفعمة بالمناديل المطهرة، والصابون المضاد للبكتيريا، وغسل الأرض جيدًا بمطهر صحي لطرد الأوساخ من أجل مصلحة الأسرة إلى جانب حرص الأم على الرضاعة الطبيعية للرضع؛ لا شك أن هذا يقلل من اتصال الأطفال بالجراثيم، هذا له فوائد – ولكن أيضًا يأتي مع آثار جانبية، لأن الأطفال الصغار لا يتعرضون للحشرات والإلتهابات كما كانوا في السابق، وبالتالي فإن نظمهم المناعية لا تستعد بشكل صحيح”.

يقول “غريفز”: “عندما يتعرّض هذا الطفل في نهاية المطاف للإصابة بالعدوى الشائعة، يتفاعل نظامه المناعي غير المصحوب بطريقة غير طبيعية بشكل فادح، إنه الإفراط في التفاعل ويثير الإلتهاب المزمن، مع تقدم هذا الإلتهاب، يتم إطلاق مواد كيميائية تسمى السيتوكينات في الدم، ويمكن أن تؤدي إلى طفرة ثانية تؤدي إلى سرطان الدم عند الأطفال الذين يحملون الطفرة الأولى”.

ويشرح “غريفز”: “يعاني الطفل المعرض للإصابة بالإلتهاب المزمن المرتبط بالمنازل الحديثة فائقة النظافة وهذا الإلتهاب يغيّر قابليته للإصابة بسرطان الدم حتى يتحول إلى حالة كاملة”.

لغز الطفرة الأولية قبل الولادة..

ومن هذا المنظور؛ لا يمتلك المرض أي شيء مع خطوط الطاقة أو محطات إعادة معالجة الوقود النووي، كما تم اقتراحه في الماضي، ولكن ناتج عن ضجة مزدوجة للتفاعلات السابقة للولادة والأحداث البيئية، كما أوضح “غريفز”، في دورية (Nature Reviews Cancer).

والأهم من ذلك، أن هذه الرؤية الجديدة توفر للعلماء فرصة للتدخل ولوقف الإصابة بسرطان الدم في المقام الأول. كما يضيف: “نحن لا نعرف حتى الآن كيفية منع حدوث الطفرة الأولية قبل الولادة في الرحم، ولكن يمكننا الآن التفكير في طرق لمنع الإلتهاب المزمن الذي يحدث في وقت لاحق”.

وبدأ “غريفز”، وفريقه، العمل على البكتيريا والفيروسات والميكروبات الأخرى التي تعيش في الإمعاء البشرية. التي تساعدنا على هضم طعامنا، ولكنها تعطي أيضًا إشارة إلى الأخطاء التي تعرضنا لها في الحياة. موضحًا: “نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لإعادة تشكيل ميكروباتهم – كما نطلق على هذا المجتمع من الميكروبات، نحتاج أيضًا إلى العثور على الأنواع الأكثر أهمية من البكتيريا لتهيئة جهاز مناعة الطفل”.

وأكد “غريفز”، أنه يقوم الآن بتجريب وصفته على الفئران لمعرفة أي البكتيريا هي الأفضل في تحفيز أنظمة المناعة في القوارض. سيكون الهدف عندئذ متابعة التجارب على البشر في غضون عامين أو ثلاثة أعوام.

وتابع: “الهدف هو العثور على ستة أنواع؛ أو ربما 10 أنواع من الميكروبات تكون قادرة على إعادة ميكروبيوم الطفل إلى مستوى صحي. هذا الكوكتيل من الميكروبات سيعطى، ليس كحبوب، لكن ربما كمشروب يشبه الزبادي للأطفال الصغار جدًا”.

وأكد “غريفز”، على أن المشروب الذي يحضر له، لن يساعد فقط في منع الإصابة بـ”سرطان الدم” لدى الأطفال، وإنما في خفض مخاطر الإصابة بأمراض السكري من النوع الأول والحساسية.

اللوكيميا..

يتم تصنيع خلايا الدم في نخاع العظام. خلايا كرات الدم الحمراء، والتي تحمل الأوكسجين حول أجسامنا، وخلايا الدم البيضاء، والتي تقاوم العدوى، والصفائح الدموية، والتي تتوقف عن النزيف، تنشأ عندما يحتاج جسمك إليهم. ولكن عندما يتطور الشخص إلى سرطان الدم، يتم إطلاق عدد كبير جدًا من خلايا الدم البيضاء، مما يمنع الخلايا الطبيعية في النخاع العظمي من النمو. ونتيجة لذلك، يتم تقليل كمية الخلايا الحمراء الطبيعية والخلايا البيضاء والصفائح الدموية في الدم”.

من بين أنواع “اللوكيميا” العديدة، الأكثر شيوعًا لدى الشباب، هي “سرطان الدم الليمفاوي” الحاد و”سرطان الدم النخاعي” الحاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب