تساوى الاستعراض الدموي لدى الميليشيات في العراق، ففي مقابل مقاتلي تنظيم داعش “المرعبين” لجأت قوات الحشد الشعبي بميليشياته الشيعية في العراق إلى تقليد التنظيم في حربه الإعلامية، بإظهار صورة للمقاتل المثالي لبث الرعب في صفوف تنظيم داعش لتجد ضالتها في أبي عزرائيل.
“حبيبي أبو عزرائيل، أنا أحبك”.. فيديو لفتاة تايوانية انتشر على يوتيوب ولاقى شهرة واسعة في العراق.
وفي فيديو آخر أرسلت فتاة شقراء بريطانية قبلاتها لأبي عزرائيل. وكما عبرت فتاة أسترالية وأخرى ألمانية عن إعجابهما بالمقاتل، وغيرهن من الفتيات الغربيات اللاتي “وقعن في غرام أبي عزرائيل أيقونة الحشد الشعبي”.
ويسخر مغردون “لقد أصبحت الفتيات الغربيات مأخوذات بجمال وشجاعة مقاتل الحشد الشعبي في ما يبدو أنهن تخلين عن مقاتلي تنظيم داعش”.
ويتابع العراقيون والعالم أيوب حسن آل ربيع المعروف بأبي عزرائيل الشخصية الفريدة من نوعها صاحب “الهيئة الهوليوودية والشكل الغريب والملفت”.
وفي زمن الاستعراض الدموي الإرهابي، لجأت قوات الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية) في العراق إلى تقليد تنظيم داعش في حربه الإعلامية، بإظهار أيقونة جديدة للمقاتل المثالي لا تختلف في المظهر (حليق الرأس وبلحية كثيفة ومفتول العضلات وضخم الجثة) ولهجة الحديث كثيرا عن خصومه في داعش.
ويرسم في ذهن العراقيين صورة مشابهة لأبي درع، الشخصية الشيعية الطائفية الشهيرة التي ارتكبت في 2006 جرائم عدة ضد المدنيين في المناطق السنية انتقاما من الزرقاوي.
ولم تعتمد قوات الحشد على الاسم فقط في بث الرعب، فمقاتلها الذي دشنت له حملة دعائية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
ويمثّل أبو عزرائيل، الصورة المثالية للمقاتل الشيعي في العراق، بمواصفات مرعبة، واسم مرعب، فعزرائيل كما هو شائع عند العرب، الملك المسؤول عن قبض أرواح البشر. ويعلق مغرد عن ذلك “‘من أبي بكر البغدادي إلى أبي عزرائيل، الصورة النمطية لأدوات القتل الدينية!”.
ويطل أبو عزرائيل، المغرم بصور السيلفي وبالمواقع الاجتماعية بشكل شبه يومي، عبر تسجيلات مصورة يقوم بنشرها على يوتيوب، وتتناقلها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر فيسبوك تستقطب صفحة مخصصة له أكثر من 300 ألف معجب.
ويظهر أحيانا على دراجة هوائية، ومرات أخرى داخل سيارته، مطلقا النكات، متوّعدا التنظيم بالفناء على أرض العراق.
وساهمت “الأدوات” التي يحملها في تحقيق شهرته الواسعة، إذ تنتشر له صور وهو يحمل فأسا كبيرة، أو سيفا حادا، وهي أدوات غالبا ما استخدم التنظيم مثلها في عمليات إعدام أسرى لديه في سوريا والعراق.
وبفضل أبي عزرائيل تحوّلت جملة “إلا طحين” إلى علامة بارزة، والمقصود بهذه الجملة القصيرة أنه سوف يحيل الدواعش إلى دقيق وهي كناية عن سحقهم بقوة.
وتحولت عبارته الشهيرة “إلا طحين”، إلى هاشتاغ على موقع تويتر تقترن به معظم التغريدات المواكبة لمعارك العراق، قبل أن تصير أغنيّة حماسيّة أطلقها أحد المغنّين.
لكن مخاوف من ممارسات رجال أبي عزرائيل ضد المدنيين لا تبدو واضحة في الثناء عليه والإعجاب بقدراته في قتال تنظيم داعش. وبنبرة اليائس يتساءل العراقيون على الشبكات الاجتماعية لنعرف من هو “الطحين” في هذه المعركة الخاسرة؟ ويقول مغردون “المدنيون ضحية يتم التناوب عليها من قبل وحشين كلاهما لا يؤمن بمقدراتها”.
يقول ناشط على فيسبوك “لنبدأ من الأرض أولا أين تجري هذه المعركة؟ الإجابة على أرض العراق. وفي سؤال آخر يسأل الناشط “بيت من الذي تهدم أو حرق؟ الإجابة أيضا “إنه بيت العراقي”.
ويسأل الناشط “من الذي يقتل في هذه المعركة؟ والإجابة إنه المواطن العراقي أما في إجابة عن سؤال أموال من التي تهدر على هذه المعركة؟ فالإجابة واضحة أيضا فهي أموال العراق. وكإجابة عن سؤال من الذي سكن الخيام وعاش حياة المذلة؟ فهو العراقي. والعراقي أيضا هو من ذهب مستقبل أولاده أدراج الرياح.
لتكون الخلاصة “الحرب تدور رحاها وتأكل شبابا في عمر الورود تحت رايات ومسميات واهية وتطبق أجندات خارجية”، فـ”يأتي داعش ويسيطر على المدينة أو القرية بقتل من كانوا فيها راضين بحكم الحكومة ثم يستبيح أموالهم ويهرب داعش، إثر ذلك يدخل الحشد الشعبي ويقتل من كان راضيا بحكم داعش ويخرج فيعود داعش ليجهز على البقية”.
ومؤخرا ظهر أبو عزرائيل في لعبة فيديو تحمل اسم “إلا طحين”. ويعرفها أصحابها بأنها “لعبة يظهر فيها جندي (أبو عزرائيل) يركض ويأكل الطحين”، ويصفونها بأنها “مسلية جدا وهي من ألعاب الأكشن والمغامرات”.