توج الفيلم العراقي “ميسي بغداد” للمخرج سهيم عمر خليفة في مهرجان إيرفن السينمائي الدولي في الولايات المتحدة الأميركية الذي اختتم فعالياته يوم 26 يناير/كانون الثاني.
و”ميسي بغداد” يسلط الضوء على طفل عراقي معاق بساق واحدة يدعى حمودي وهو مهووس بشكل كامل بلعبة كرة القدم.
ويتطرق الفيلم الى قصة الفتى العراقي الذي خسر إحدى ساقيه في الحرب على العراق ولكنه رغم ذلك حاول تحدي اعاقته واللعب ولو كحارس مرمى نتيجة هوسه بميسي وبرشلونة.
وكشف المؤرخ السينمائي مهدي عباس ان “بغداد ميسي” حصل على جائزة أفضل فيلم في المهرجان، وهي الجائزة الخمسون التي حصدها، مضيفاً أن “الفيلم يعد العمل السينمائي العراقي الأول من حيث الجوائز والعروض في المهرجانات السينمائية الدولية والتي تجاوزت الـ150 مهرجانا”.
وكان الفيلم العراقي الوثائقي فاز خلال حفل توزيع المهرجان الشتوي السنوي الثالث ونتر فابك اواردز لجوائز الأفلام القصيرة المستقلة في نيويورك بجائزتي “أفضل فيلم باللغة الأجنبية”، وأفضل “فيلم قصير”.
وقال سهيم عمر خليفة في تصريح صحافي إن فيلمه القصير “نال حتى الآن أكثر من 800 ألف مشاهدة في موقع يوتيوب عبر ثلاثة روابط في الموقع”، وعبر عن سعادته بهذا العمل، وأنه فخور بالنتائج التي حققها فيلمه.
وأشار خليفة الذي يعيش في بلجيكا حالياً إلى أن فيلمه “يسجل رقماً قياسياً في موقع يوتيوب كأكثر فيلم مشاهدة من بين الأفلام الكردية والبلجيكية”.
وحقق الفيلم نجاحاً لافتاً بعد أن تم عرضه في مهرجان السينما الدولي في مدينة لوفين البلجيكية، كما حظي بنجاح كبير عند المشاركة في مهرجان دبي الدولي السينمائي دورته الاخيرة.
وميزانية الفيلم كانت بتمويل من رجال الأعمال من إقليم كردستان العراق وبلجيكا ودولة الإمارات العربية المتحدة، إذ بلغت 130 ألف دولار.
والمخرج سهيم عمر خليفة من مواليد كردستان العراق عام 1980، حاصل على الماجستير في الفنون والتصميم من “جامعة سينت لوكاس” في بلجيكا، ونال فيلمه “أرض الأبطال” جائزة خاصة ضمن مسابقة “أجيال” في “مهرجان برلين السينمائي” 2011، وحصد حتى الآن 21 جائزة في مهرجانات عالمية.
ويعرض “ميسي بغداد” العنف المسلط على الاطفال العراقيين، وتنعكس الازمات السياسية والأمنية التي يشهدها العراق منذ عقود على حياة ومستقبل اطفال هذا البلد الذي يعيش فيه نحو خمسة ملايين طفل يتيم وتعصف به منذ تسع سنوات هجمات دامية يومية قتل فيها عشرات الآلاف.
وغالبا ما تستهدف الاسواق الشعبية في عموم البلاد بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ويقتل فيها الاطفال خصوصا، كما تستهدف المدارس بين الحين والآخر.
وتدور أحداث الفيلم الذي يبلغ طوله 17 دقيقة فقط في أحد أحياء بغداد خلال العام 2009 حيث يتطلع الطفل المعاق حمودي البالغ من العمر عشرة سنوات وبرفقة أصدقائه لمتابعة نهائي دوري الأبطال بين برشلونة وفريق مانشستر يونايتد واللقاء الذي طال انتظاره بين ميسي ورونالدو ولكن يشاء القدر ان يكون جهاز تلفزيون حمودي به عطب في ذلك الوقت.
ولطالما كان برشلونة مصدر إلهام للكثير من الأعمال الفنية سواء الرسم أو الكتابة وحتى السينما.
وكان “ميسي بغداد” الذي يحرب العنف والحرب فاز بالجائزة الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما.
ودقت منظمات دولية ناقوس الخطر من انتشار التشوهات بين صفوف الاطفال العراقيين اثناء الحرب.
واثارت السجلات العراقية الحكومية الى وجود انواع عديدة من الاعاقات للاطفال تمثلت في تشوهات في الدماغ، او اختفاء الرأس بالكامل، او اختفاء الاطراف او طفل عبارة عن كتلة من لحم تختفي فيه كل ملامح الانسان.
وادى استخدام الاسلحة المحرمة دوليا في الحرب على العراق بحسب ما ذكرت جريدة “الاندبندنت” البريطانية آنذاك، ان ضحاياها فيما بعد كانت نصف مليون طفل عراقي مصابين بالسرطان، كما مات نحو مليون طفل عراقي بسبب الأمراض الإشعاعية، وارتفعت نسبة التشوهات في المواليد في العراق.
ومن الطريف أن العمل أتاح الفرصة للطفل العراقي علي الزيداوي، الذي تقمص دور نجم الفريق ليونيل ميسي في الفيلم، القدوم إلى برشلونة ورؤية لاعبه المفضل ميسي وزملائه بالفريق الكاتالوني على أرض الواقع.