10 أبريل، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

ميركل وأردوغان وجهاً لوجه من جديد .. فشل اللحاق بالاتحاد الأوروبي خسارة تصل لمليار يورو في انتظار تركيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن المساعي التركية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005، قد باءت للفشل، وأن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أصبح متيقناً من ذلك، فطالب الرئيس التركي بصدور قرار من الاتحاد حول انضمام بلاده لعضوية التكتل، قائلاً في اجتماع لحزب “العدالة والتنمية”، يوم الجمعة 13 تشرين أول/أكتوبر 2017، موجهاً حديثه إلى زعماء دول الاتحاد الأوروبي: “قدموا إعلانكم ودعونا نتعامل مع القضية.. لا نحتاج إليكم”.

طريق مسدود..

كانت المحادثات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، حول انضمامها للتكتل، قد وصلت إلى طريق مسدود بعد وقوع المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا العام الماضي، مما أثار إدانة من جانب الحكومة التركية.

محاولات “ميركل” لإفشال مساعي تركيا..

تدفع المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” في اتجاه عدم انضمام تركيا للاتحاد، وحاولت إدراج المناقشات علي جدول أعمال القمة، حيث لم تكن مدرجة، وقالت إنه سيتم مناقشة مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في القمة التي تعقد يومي 19 و20 تشرين أول/ أكتوبر الجاري.

وأرجعت “ميركل” استعجالها فى بحث المسألة مع الشركاء الأوروبيين إلى اعتقال أنقرة لمواطنين ألمان، من ضمنهم حقوقيون وصحافيون.

وأكدت على أن برلين تتابع بقلق ملف حقوق الإنسان في تركيا.

وبحسب المستشارة الألمانية تهدف المشاورات إلى استطلاع آراء رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.

وكانت “ميركل” قد وعدت، أثناء حملتها الانتخابية، بطرح مسألة العلاقات مع تركيا على طاولة البحث في بروكسل.

توترات ألمانية – تركية..

تشهد العلاقات الألمانية التركية توتراً متصاعداً على خلفية اعتقال أنقرة مواطنين ألمان من جهة، ورفض حكومة برلين تسليم رعايا أتراك تتهمهم أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا من جهة أخرى.

وتطالب المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” بإلغاء عضوية تركيا من الاتحاد الأوروبي، وتعهدت قبل الإنتخابات بإنهاء مفاوضات حصولها على العضوية.

لن نتخلى عن المحاولة..

رد “أردوغان” على ذلك قائلاً: “هؤلاء الذين يفعلون كل شيء في سلطتهم لعزل تركيا عن الغرب، وإن أمكن عن العالم بأسرة، يعملون بلا فائدة”. وعلى الرغم من انتقاداته، ذكر “أردوغان” أن أنقرة لن تتخلى عن محاولتها للانضمام إلى التكتل. وأضاف: “مازالوا يخدعوننا.. لكننا سنصبر.. نقول: لسنا نحن، لكن أنتم الذين ستتركون الحلبة”.

لا تراجع عن مسيرة الانضمام..

من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء التركي “بكير يوزداغ”، على أن تركيا لا تنوي التراجع عن مسيرة الإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من السلبيات التي تواجهها بلاده في هذا الطريق.

خطأ استراتيجي كارثي..

في السياق ذاته، سبق وحذّرت الأمينة العامة للمنتدى التركي بالبرلمان الأوروبي، “لورا باتالا”، من أنّ إنهاء مساع تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، سيكون “خطأ استراتيجياً كارثياً” من جانب المنظمة.

وبالنسبة لها، فإن إنهاء المحادثات بهذا الشأن، سيخلق “وضعاً يخسر فيه الطرفان”، لأن تركيا والاتحاد الأوروبي “متشابهان للغاية، ليس فقط اقتصادياً بل سياسياً أيضاً”.

خسائر عدم الانضمام..

صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، ذكرت إن تركيا ربما تخسر أكثر من مليار يورو من المساعدات المرتبطة بمحاولتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تستعد الدول الأعضاء في التكتل لاتخاذ موقف حاسم معها لاسيما مع تدهور العلاقات.

مضيفة الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع ألا تتخذ قمة قادة الاتحاد، هذا الأسبوع، قراراً بتجميد محادثات انضمام تركيا رسميا في المناقشة التي دعت إليها “إنغيلا ميركل”، المستشارة الألمانية، وسط انشقاقات حول اتخاذ موقف واضح من أنقرة. ففي حين أن هناك غضباً واسع النطاق بين حكومات الاتحاد الأوروبي حول حملة أنقرة السياسية وسجن مواطني الاتحاد الأوروبي، يخشى بعضهم أن يقوض تجميد المحدثات بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي سيقوض بالتالي التعاون بشأن ملفات الهجرة والأمن وسوريا.

ستحدث مناقشة كاملة..

توقع دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي، إجراء “مناقشة كاملة وصريحة” في الوقت الذي تضغط فيه العديد من الدول التي تقودها ألمانيا لمناقشة المسألة التي تشكل قلقاً بالنسبة للاتحاد.

يجب الرد على انحرافات تركيا..

قال دبلوماسي آخر في الاتحاد الأوروبي، إن “تركيا تنحرف عن الوضع الداخلي وفي ملف حقوق الإنسان وسيادة القانون”، مشيراً إلى أنها حالة يجب على أوروبا الرد عليها من خلال النظر في جميع جوانب العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، بما في ذلك عملية الانضمام إلى التكتل”.

تقرير معايير الانضمام..

كانت مجلة “دير شبيغل” الألمانية قد ذكرت، منذ أسبوع، أنه من المنتظر أن تعد المفوضية الأوروبية تقريراً رسمياً بمدى استجابة تركيا لمعايير الانضمام، لتقديمه إلى قمة الاتحاد الأوروبي في نهاية تشرين أول/أكتوبر الجاري.

وأكد دبلوماسيون تابعون للاتحاد الأوروبي أن ما أوردته المجلة الألمانية، التي أشارت إلى أن إعداد التقرير جاء بناء على طلب ألمانيا، ودول أخرى في الاتحاد.

توقعات سلبية..

من المتوقع أن يكون التقرير سلبياً، وبذلك ستتزايد الضغوط لإنهاء المفاوضات مع تركيا، وهو ما طالبت به المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل”، ومنافسها “مارتن شولتس” زعيم الحزب الإشتراكي الديمقراطي، على نحو مفاجئ في المعركة الانتخابية السابقة.

خفض مساعدات ما قبل الانضمام..

تساور المفوضية الأوروبية أيضاً، الشكوك في استجابة تركيا لمعايير الانضمام، وقالت “شبيغل” إن ما يُعرف بتقرير التقدم لن تطرحه المفوضية قبل الربيع المقبل، ولكنها ستقدم بدلاً من ذلك توضيحاً عن كيفية خفض مساعدات ما قبل الانضمام لتركيا.

يشار إلى أن تدفق هذه المساعدات إلى تركيا ضئيل أصلاً، ولم تحصل أنقرة حتى الآن، سوى على 250 مليون يورو من هذه المساعدات، من أصل 4.5 مليار يورو، وعد الاتحاد الأوروبي بتقديمها إلى تركيا بين 2014 و2020.

معايير الانضمام..

وفقاً للمعايير المعروفة باسم “معايير كوبنهاغن”، على الدول الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الإلتزام بالديمقراطية، وسيادة القانون، والحفاظ على حقوق الإنسان، والأقليات.

لا فرصة قريبة للانضمام..

هاجم رئيس المفوضية الأوروبية، “جان كلود يونكر”، تركيا قبل شهر خلال خطابه السنوي للبرلمان الأوروبي مستبعداً انضمام أنقرة للاتحاد في المستقبل القريب، وحث “يونكر” المسؤولين الأتراك على الكف عن “إهانة القادة الأوروبيين” والإفراج عن الصحافيين المسجونين لديها، مضيفًاً إنه لا يرى أي فرصة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي “في المستقبل المنظور”، لكنه تحدث بتفاؤل أكبر عن ست دول بغرب البلقان تسعى أيضاً لنيل عضوية التكتل.

وقال “يونكر” إن أي بلد مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يجب أن “يحترم دولة القانون والعدالة والقيم الأساسية”، مؤكدًا على أن “هذا يجعل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في مستقبل قريب مستبعداً”، معتبراً أن هذا البلد “ومنذ بعض الوقت (…) يبتعد بسرعة كبيرة وبخطى عملاقة عن الاتحاد الأوروبي”.

تحاول منذ 12 عام..

تجدر الإشارة إلى أن قطع مفاوضات الانضمام، يستلزم قراراً بالإجماع من دول التكتل الثمانية وعشرين، وهو أمر يراه دبلوماسيون غير محتمل، على خلفية معارضة معظم الدول الأعضاء، مطلع العام الجاري، لمثل تلك الدعوات، وإصرارها على ضرورة الاحتفاظ بحوار مع أنقرة، وتحاول أنقرة الحصول على العضوية منذ عام 2005.

وحول مخرجات القمة، يقول دكتور “خالد رفعت” مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث، لـ(كتابات)، أن أوروبا كلها رافضة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لأنها ليست مستعدة في الوقت الحالي لدمجها في المجتمع الأوروبي، لأنه لو حدث ذلك سيتسبب في اختلال البنية الثقافية الأوروبية.

موضحاً “رفعت” أن “أردوغان” كشخصية برغماتية يمكنه التحالف مع الشيطان حتي يحصل على مصلحته، وأنه دولته ستتعرض لخسائر مادية طائلة في حال عدم الانضمام، خاصة وأنه تم الاشتراط عليه بأن يقبل اللاجئين السوريين في بلاده مقابل الدعم المادي الذي كان سيصل إلي مليار يورو، حتى لا ينتشروا داخل دول الاتحاد، وإن لم يفعل ذلك فسيخسر.

كما أوضح “د. محمد عبد القادر”، المتخصص في الشأن التركي، لـ(كتابات)، أن الموضوع التركي يفرض نفسه علي جدول اجتماعات “بروكسيل”، بسبب تصرفات “أردوغان” الطائشة وتدخله السافر في شؤون الدول الأخرى خاصة ألمانيا، عندما تدخل في الانتخابات الألمانية وتحريضه للجالية التركية هناك بعدم التصويت لصالح حزب “ميركل”، بالإضافة إلى انتهاكاته بخصوص ملف حقوق الإنسان، الذي تتسبب في أن يصل عدد اللجوء السياسي لدول الاتحاد إلى ما يقرب من 700 تركي كل شهر، وتوترات دولته مع حلف “الناتو”، وقيام تركيا بزرع المنظمات الإسلامية التي تتجسس على الدول الأوروبية لصالحها.

مضيفاً “عبد القادر” أن ما يفعله “أردوغان” جعل بلدان الاتحاد تنظر إلى تركيا باعتبارها تتحرك في مسار سلبي لاستقرار البلدان الأوروبية، لذلك لن تحصل على عضوية الاتحاد في الوقت الحالي، وما ينتظرها هو مستقبل يحوم حوله الغيوم.

وأشار إلى أن عدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي سيكبدها خسائر كثيرة خاصة مع ألمانيا وبريطانيا التي تصل المعاملات معها إلى 40% من معاملات دول الاتحاد الأوروبي كلها، وستتعطل أغلب الاستثمارات، وحركة النقل، وتراجع معدلات السياحة، بالإضافة إلى التداعيات المنتظرة على المستوى العسكري خاصة في حلف “الناتو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب