26 أبريل، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

“ميدل إيست إي” : هل يعمل “ماكرون” رجلاً للعلاقات العامة لصالح “السعودية” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

على الرغم من التعبير عن الحزن والإمتعاض الشديد من جريمة اغتيال الصحافي، “جمال خاشقجي”، إلا أن “فرنسا”، بدورها وسط الحكومات الغربية لا زالت تسهل على “السعودية” آليات العنف لديها داخليًا وإقليميًا.

رأت صحيفة (ميدل إيست إي) البريطانية؛ أن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، يُعتبر من أكبر المذنبين بحق تجاهل “السعودية”، حيث أنه أنكر أن “السعودية” عميل رئيس لصناعة الأسلحة الفرنسية، في حين أكد وزير دفاعه أن مبيعات الأسلحة كانت حاسمة بالنسبة للوظائف الفرنسية.

وتُعد “فرنسا” ثالث أكبر مورد للأسلحة في العالم، حيث ارتفعت الصادرات بشكل كبير خلال العقد الماضي. كانت “المملكة العربية السعودية” ثاني أكبر عميل لها في تلك الفترة.

وبفضل خبرته في مجال الخدمات المصرفية، يستطيع “ماكرون” بالتأكيد أن يُحسب أن هناك أموالاً طائلة دخلت “فرنسا” من وراء صفقات الاسلحة مع “المملكة السعودية” بقيمة أكثر من 12 مليار دولار بين عامي 2008 و2017.

منذ أن أصبح رئيسًا، العام الماضي، عمل “ماكرون” كمستشار للحفاظ على صورة ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، وفق صحيفة (ميدل ايست إي)، فعندما زار ولي العهد “باريس” في نيسان/أبريل 2018، استضاف “ماكرون” مأدبة عشاء له ولـ”سعد الحريري”، رئيس وزراء “لبنان”. وبدد بإستضافته للثنائي، كل التوتر الذي تسبب فيه السعوديون بعد إحتجاز “الحريري” رهينة قبل عدة أشهر.

وتعهد “ماكرون” بالدعم الكامل لأمن “المملكة السعودية” في التصدي للصواريخ (الباليستية)، التي تُطلق من “اليمن” بشكل دوري على الأراضي السعودية، لكن الهجوم العسكري المستمر أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية، ما دفع “الأمم المتحدة” أن تحذر من أن مجاعة وشيكة قد تحدث. ومع ذلك، يتحمل “ماكرون” مسؤولية وصف “السعودية” بالضحية دون أي لوم.

وينص “قانون الاتحاد الأوروبي” على أنه لا يجوز بيع الأسلحة في الخارج إذا كان هناك “خطر واضح” لاستخدامها في النزاعات، لكن “فرنسا” لا تحترم إلتزاماتها. بدأت الغارات الجوية السعودية على “اليمن”، في عام 2015. وفي العام الماضي، تعاقد السعوديون على أكثر من 1.1 مليار دولار من الأسلحة من “فرنسا”، بحسب صحيفة (لوموند).

وكانت تعهدت “باريس” بضمانات أن الأسلحة الموردة ستكون فقط لأغراض دفاعية على طول الحدود “السعودية-اليمنية”، ولكن على النقيض، تفاخرت شركة “نيكستر سيستمز” الفرنسية، بكيفية تأثر جيوش المنطقة بقوة أداء دباباتها في “اليمن”، كما قدمت “فرنسا” التدريب للطيارين العسكريين السعوديين خلال العام الماضي.

إمدادات النفط..

بعد مقتل “خاشقجي”، انسحبت العديد من الشركات من مبادرة الاستثمار المستقبلية، في “منتدى دافوس الصحراء” بـ”الرياض”. ومع ذلك، أصرت شركة “توتال”، عملاق الطاقة الفرنسي، على المشاركة، والسبب هو أن “المملكة السعودية” هي أكبر مورد لـ”النفط” إلى “فرنسا”.

وكانت “توتال” نشطة في “المملكة السعودية” منذ عقود، وكانت تتطلع مؤخرًا إلى الفرص في سوق محطات البنزين لديها، خاصة أن “الإصلاحيين” في “الرياض” يسمحون الآن للسيدات بقيادة السيارات. في ظل ظروف مختلفة، قد تقوم شركة “توتال” بتقديم استثماراتها الجديدة كمساهمة في تحقيق المساواة بين الجنسين.

وفي وقت سابق من هذا العام، قال “ماكرون” إن “فرنسا” و”المملكة السعودية” لديهما تصميم على “القتال بفعالية ضد جميع أشكال الإرهاب”.

على خلفية ذلك؛ أكد تقرير الصحيفة البريطانية أنه إذا كان “ماكرون” يحمل وجهة نظر وردية، فعليه أن يقرأ وثيقة “معهد مونتين” البحثية، وهي مؤسسة فكرية لها صلات موثقة بالحزب السياسي الذي يدعمه “لاريبوبليك إن مارش”.

وتلاحظ الوثيقة أن “المملكة السعودية” تقوم بتصدير الإيديولوجية الدينية المتطرفة منذ الستينيات من خلال “مؤسسات مستقلة ذاتيًا” تقع في قلب الدولة. بالإضافة إلى السعي إلى احتكار الإسلام، حيث يظهر السعوديون “حماسة توسعية” تم “دعمها بتمويل من صناعة النفط”.

تآكل الحريات المدنية..

ووصف الباحث، “غيلبرت أشقر”، السعودية، بأنها “أقل الدول ديمقراطية وأكثرها كراهية وأشدها تطرفًا على كوكب الأرض”. وبدلاً من تحميل السلطات السعودية مسؤولية تشجيع التطرف، دخلت “فرنسا” في صفقات أسلحة وثروة مربحة معها. في الوقت نفسه، تقوض “فرنسا” الحريات المدنية في الداخل، حيث تم تقليص المعارضة بشدة من خلال مشروع قانون “مكافحة الإرهاب” بعيد المدى، وتم التعامل مع المسلمين الفرنسيين كشعب مشتبه به. عن قصد أو عن غير ذلك، أصبحت تشجع “فرنسا” سياسة التعصب الأعمى.

أختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها بأن؛ أي توقع لإحداث “ماكرون” أي نوع من التغيير التدريجي سيكون ساذجًا، حيث كان قد أشار في برنامجه الانتخابي أنه يرغب في أن تكون “فرنسا” أكثر تدخلاً في الشرق الأوسط من أسلافه.

في ذلك الصدد؛ نوهت، الصحيفة البريطانية، إلى أن حوالي نصف صادرات الأسلحة الفرنسية توجه إلى الشرق الأوسط. ولم تكن “المملكة السعودية” الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة الفرنسية في هجماتها على “اليمن”، حيث تم نشر ما يصل إلى 80 دبابة فرنسية تم بيعها إلى دولة “الإمارات المتحدة”، وهي جزء من تحالف عسكري بقيادة “السعودية” خلال تلك الحرب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب