25 مارس، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

“ميدل إيست أي” : كيف علمت “قضية خاشقجي” الحلفاء والخصوم ضبط النفس المؤقت ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

لا يخفي القادة الإيرانيون شغفهم وهم يشاهدون “السعودية” تواجه تداعيات أزمة “خاشقجي”، ومع ذلك، فإن أي محاولة للتربح من هذا الوضع السيء ستكون حمقاء وتؤدي إلى نتائج عكسية، وفقًا لما رأت صحيفة (ميدل إيست أي) البريطانية.

ويستمر النقاش حول العواقب الجيوسياسية المحتملة لقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، بما في ذلك احتمالية التأثير على الإستراتيجية “الأميركية-الإسرائيلية-السعودية” لمواجهة “إيران”.

وبعد مقتل “خاشقجي”، في أوائل الشهر الماضي، أصبح من الصعب الاستمرار في الإستراتيجية القديمة ضد “إيران”، خاصة عندما يتعلق الأمر بولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان”، الذي هو حجر الأساس لتلك الإستراتيجية الصارمة.

تقول الصحيفة البريطانية أن بيت “آل سعود” حاليًا في وضع يحاول السيطرة على حجم الدمار الذي لحق به عقب القضية، لكن ما زال من المبكر القول ما إذا كانت عودة، الأمير “أحمد بن عبدالعزيز”، المفاجئة إلى “الرياض” من “لندن”، في نهاية تشرين أول/أكتوبر الماضي، ستؤدي إلى أي تغيير في خط الخلافة، حيث أن الأمير “أحمد” هو الأخ الأصغر للملك “سلمان” وابن مؤسس البلاد.

إستراتيجية تحويل الاهتمام..

أرسلت “الولايات المتحدة” رسائل حذرة، وإشارات مختلطة ومتناقضة حيال قضية “خاشقجي”، فقد قامت “واشنطن” في البداية بتأجيل أي رد فعل على مقتل الصحافي السعودي، ثم أوقفت مؤخرًا إعادة تزويد الطائرات السعودية العاملة بالوقود في “اليمن” ضد المتمردين “الحوثيين”، الذين ينظر إليهم على أنهم المقربين من “إيران”.

في غضون ذلك؛ أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، أن مقتل “خاشقجي” لا يورط “محمد بن سلمان”، من ناحية أخرى، ذكرت وكالة المخابرات المركزية، يوم الجمعة، أنها توصلت إلى أن ولي العهد هو من أمر بقتله.

وقال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أن “الولايات المتحدة” ستتوصل قريبًا إلى نتيجة نهائية لتقديمها بشأن عملية القتل.

وكانت “وزارة الخزانة الأميركية” قد أقرت، في وقت سابق، توقيف 17 مسؤولاً سعوديًا يقال إنهم على صلة بعملية القتل، مما أثار الشكوك حول احتمالية تخلي “واشنطن” عن “بن سلمان” في القضية الشائكة.

وتوضح الصحيفة البريطانية أن قضية “خاشقجي” لا تزال تحتاج غالبًا لأن تكون مشتتة وسط القضايا الدولية، حيث قالت أن التوتر المتزايد في “غزة”، في الأيام القليلة الماضية، احتل اهتمام الرأي العالمي لتحقيق هذا التحول.

وأشارت الصحيفة إيضًا إلى أن هناك احتمالات أخرى تشتت الإنتباه العالمي عن قضية “خاشقجي”؛ مثل استفزازًا عسكريًا متعمدًا، أو تفكير بعض الدول في إعادة افتتاح سفاراتها في “دمشق”، إلا أن “سوريا” لا تزال واحدة من المناطق المحتملة للتصعيد.

وتعتبر “سوريا” أكثر الساحات الدولية إشتعالاً من وجهة نظر أي شخص يبحث لحجة جديدة للحرب، وذلك يعود إلى العدد الكبير من القوات الأجنبية والقوات الجوية والميليشيات التي تعمل في البلاد.

وكان إسقاط طائرة روسية فوق “سوريا”، في أيلول/سبتمبر 2018، حادثة أظهرت أيضًا أن الأعمال المتهورة لا تقتصر على الجانب السعودي، حيث كان إسقاط القوات السورية للطائرة قبالة ساحل محافظة “اللاذقية”، في 17 أيلول/سبتمبر، ردًا على غارة إسرائيلية على أهداف سورية، مثالاً على التهور المتفشي في المنطقة.

وكانت “إسرائيل” قد استخدمت الطائرة بشكل فعال كغطاء خلال الهجوم، وفقًا لـ”موسكو”.

وقد أظهرت “روسيا”، إلى جانب “إيران” و”حزب الله”، حتى الآن إنضباطًا إستراتيجيًا ضد الغارات الإسرائيلية في “سوريا”، لكن حادثة أيلول/سبتمبر قد تكون نقطة تحول.

ما هي خطوات إسرائيل العسكرية ؟

دفع إسقاط الطائرة الروسية، “موسكو”، إلى الإتجاه لتفعيل صفقة نظام صواريخ الدفاع الجوي (S-300)، التي كان تم تأجيلها إلى “سوريا”، وهو ما قد يبعث برسالة لـ”إسرائيل”، لأن تقوم بتقييم دقيق قبل شن أي غارات جوية جديدة في “سوريا”، ولكن ذلك قد لا يكون الوضع إذا تلقت “إسرائيل” الأوامر بالهروب من أزمة “خاشقجي” بإشعال استفزازات جديدة متعمدة.

وتقول الصحيفة أن “إسرائيل” هي أكثر الدول استثمارًا في تغيير النظام في “إيران” و”صفقة القرن”؛ لإنهاء القضية الأزلية للنزاع مع “فلسطين”.

ولذلك ليس من قبيل الصدفة؛ أن “نتانياهو” كان القائد الأكثر إصرارًا في التأكيد على أهمية “بن سلمان” في الحفاظ على استقرار “المملكة السعودية”، وهذا “الاستقرار” بالتبعية يعني استمرارية “الرياض” في عزل “إيران” وفرض “صفقة القرن” على الفلسطينيين، وغيرها من الدول العربية المعارضة.

لذلك؛ في الظروف الحالية، سيكون من الصعب الاعتماد على ضبط النفس الإسرائيلي، خاصة أن “تل أبيب” تتجه إلى انتخابات مبكرة بعد أن تخلى “أفيغدور ليبرمان”، وزير الدفاع، عن الائتلاف مع “نتانياهو”، في وقت سابق من هذا الأسبوع.

من ناحية أخرى؛ تعتقد الصحيفة البريطانية أن غارة جديدة في “سوريا”؛ يتم فيها إسقاط طائرة إسرائيلية بواسطة صواريخ (S-300)، قد تجبر “إسرائيل” على الرد بهجمة مضادة وقد تنضم “واشنطن” إلى المواجهة، وسيكون من المرجح وقتها أن تتجه دفة الإعلام الأميركي والأوروبي والإسرائيلي إلى “الاستفزاز” الروسي الجديد، ومن المؤكد أن “قضية خاشقجي” ستختفي بعدها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب